يشهد الديوان الوطني للسياحة حالة من الإحتقان الاجتماعي في الوقت الذي كان من المفترض أن يسخر فيه أحد أهم الهياكل الوطنية الداعمة للوزارة كافة إمكاناته من أجل انقاذ ما يمكن انقاذه خلال الموسم السياحي القادم . فقد حمّل الصادق الماجري كاتب عام الجامعة العامة للسياحة والتجارة التابعة لاتحاد عمال تونس إدارة الديوان مسؤولية ما يحدث صلب المؤسسة مشيرا إلى أن الديوان يشهد حالة من الغليان غير مسبوقة بسبب «تجاوزات كبيرة تحصل داخله» على حدّ تعبيره. وقال الماجري في تصريح ل«التونسية» إنّ الأطراف الإجتماعية أبلغت تحفظاتها على سياسية الإدارة صلب الديوان لوزارة الإشراف غير أن التعاطي مع ملفهم ظل سلبيا حسب تعبيره، متوقعا أن تتطور الأمور بالدخول في سلسلة من التحركات الاحتجاجية . ووصف كاتب عام الجامعة العامة للسياحة والتجارة الوضع صلب ديوان السياحة بالكارثي لافتا إلى أن الإدارة تعمد إلى دوس القوانين وتجاوز النظام الأساسي المعمول به وأنّ ذلك يعد مخالفة صريحة للقوانين والأعراف الجاري بها العمل حسب تأكيده . وحول نوعية التجاوزات المسجلة في المؤسسة قال الصادق الماجري إنّ الديوان يشهد حالة من الفراغ على مستوى الإدارة العامة بسبب الغياب المتواصل للرئيس المدير العام حسب تأكيده وتفويض مهامه كليا لمديرين مركزيين لاتخاذ القرارات عوضا عنه زيادة على ما وصفه بالسفريات المتكررة والغير مجدية في ظل قطاع يعاني من الركود والشلل . وحسب المصدر ذاته فإن التجاوزات لم تقف عند سوء التصرف الإداري بل تجاوزت ذلك إلى إخلالات مالية تم رصدها لدى ختم ميزانيات 2013 و2014 و2015 مشيرا إلى أنّ ذلك جعل الجامعة تلفت نظر هيئة الرقابة العامة للمالية وتطالبها بفتح تحقيق في هذه التجاوزات وغيرها من التجاوزات الأخرى التي تسجل في استعمال السيارات الإدارية وكيفية التصرف في الأسطول التابع للمؤسسة . ومن أشكال سوء التصرف التي تحدث عنها كاتب عام الجامعة الصادق الماجري أيضا التسميات في الخطط الوظيفية التي أكد أنه مسقطة ومخالفة للهيكل التنظيمي للديوان والتي تسند حسب تأكيده دون مراعاة الكفاءة المهنية والأقدمية بل وفق الترضيات والمحاباة زيادة على تسمية إطارات على رأس بعض المندوبيات دون وجوب إلحاقهم بمراكز عملهم بالمندوبيات حيث يواصلون مباشرة أعمالهم من المقر المركزي للديوان .أما في ما يتعلق بالتمثيليات بالخارج فقد أكّد الصادق الماجري في تصريحه ل«التونسية» أن الإدارة تكرر تعيين أشخاص معينين في تمثيليات الديوان بالخارج والحال أن المؤسسة تزخر بالكفاءات والطاقات ملاحظا أنّ ذلك يطرح أكثر من تساؤل حول الشروط التي تعتمدها الإدارة في التعيينات . وفي سياق متصل قال رئيس الجامعة العامة للسياحة والتجارة إن الديوان لا يتبنى سياسة ترويجية واضحة وفعالة في الخارج وأنّ ذلك تسبب في تراجع الحجوزات وتأثر القطاع السياحي بشدة جراء العمليات الارهابية التي استهدفت السياح العام الماضي مشددا على أنّه كان بالإمكان الحدّ من الخسائر التي تكبدها القطاع لو نجحت التمثيليات في الخارج في رسم سياسة تواصلية ناجحة مع وكلاء الأسفار في أوروبا وغيرها من الأسواق التي ألغت الوجهة التونسية من قائمة رحلاتها. إيمان الحامدي