أيام معدودات تفصلنا عن أهم حدث سياسي في تونس منذ الاستقلال. حدث سيسجله التاريخ كأول خطوة حقيقية في درب الديمقراطية. فانتخابات أعضاء المجلس الوطني التأسيسي باتت حلم كل مواطن تونسي اليوم حرم طيلة 23 سنة من حرية الانتخاب النزيه و الشفاف . و في هذا الإطار تسعى العديد من الجهات و الجمعيات إلى التوعية السياسية خاصة للشباب التونسي من اجل أن تكون هذه الانتخابات ذات صبغة فريدة من نوعها أساسها الحرية التامة. و ابرز مثال على ذلك جمعية "الوعي السياسي" للتثقيف السياسي الشبابي بإشراف السيد" سفيان الشورابي". " التونسية " كان لها موعد مع الشارع التونسي بخصوص مسألة الشاب التونسي و الوعي السياسي في ظل قرب موعد الانتخابات. 1_ أهمية هذه الانتخابات في حياة كل تونسي حر تتعدد اوجه الاختلاف بخصوص مسالة الأحزاب السياسية في تونس لكن ما يجمع عليه اغلب الشعب التونسي إن لم نقل كله هو ضرورة القيام بواجب الانتخاب كما يقول "احمد" 25 سنة فهذه فرصة كل التونسيين لتحقيق ذواتهم من خلال الممارسة الفعلية للانتخابات التي حرم منها لسنوات خلت رغم الطابع الصوري الذي تمتعت به. من جهة أخرى تؤكد "فاطمة" 28 سنة أنها أخيرا قررت الانتخاب لأول مرة في حياتها طمعا منها أن تتمتع هذه الانتخابات بالمصداقية الفعلية لأنها فرصة كل تونسي لممارسة حقه و القيام بواجبه تجاه الوطن. و يضيف "صالح" 35 سنة قائلا إن الشعب التونسي متعطش للحرية و يلتمس من الثورة أن تكون قد فتحت الأبواب أمام الديمقراطية التي طال انتظارها خلف الأبواب دون أن يجرأ احد على فتح إحداها.سأنتخب وسأبحث في كل مكان عن حقيقة الأحزاب السياسية المختفية و سأثقف نفسي بنفسي لأكون على درجة معينة من الوعي الذي يسمح لي أن أشارك في الحياة السياسية لبلادي و حتى أكون عنصرا فاعلا في المجتمع. 2_ضرورة التوعية السياسية لكن رغم إصرار اغلب المواطنين على ممارسة الحق الانتخابي لا يخفى علينا غياب كبير للوعي السياسي خاصة لدى فئة الشباب الذين مازالوا يعانون التهميش على حد قول "وسيم" 20 سنة و الغياب الكلي للتأطير السياسي و سيطرة فكرة الحزب الواحد على الدولة و أفراد مجتمعها.كلها ظروف جعلت من المواطن التونسي عاجز على تقييم الحياة السياسية و النشاط فيها و الانتخاب الحر الشفاف. و تقول السيدة "لمياء" 40 سنة شخصيا أنا معتادة على الانتخاب لكنني بصراحة لم أصوت من قبل لأي حزب غير الحزب الحاكم و كأنه أمر مفروغ منه.ادخل الخلوة لأجد نفسي لا إراديا احمل الظرف الذي فيه الورقة الحمراء. دون أن تكون لدي أي معرفة ببقية الأحزاب المترشحة رغم ما يوهم به أولئك القوم من شفافية و مصداقية تكاد تصدقها. 3_حملات متواصلة من أجل المراقبة المواطنية للانتخابات و كما ذكرنا سابقا تعتبر جمعية "الوعي السياسي" للتثقيف السياسي الشبابي بإشراف السيد " سفيان الشورابي" من ابرز الناشطين اليوم التي تنظم دورات تكوينية و ورشات تثقيفية في العلوم السياسية بشكل مبسط وسلس حتى يتمكن الشباب التونسي من المشاركة في الحياة العامة بشكل ناضج مسؤول وواع. وقد قال السيد"سفيان الشورابي" أن جمعية "الوعي السياسي" قد أطلقت بالشراكة مع جمعية غير حكومية أخرى حملة وطنية من أجل المراقبة المواطنية للانتخابات. وهي حملة ستعمل على تشجيع جميع المواطنين التونسيين من أجل أن يراقبوا العملية الانتخابية والتشهير بأية عملية تجاوز قد تحدث، ومن أجل تحقيق هذه الغاية،و سيتشكل فريق عمل قار يشرف عليه موقع الكتروني تفاعلي يقوم بجمع جميع المعلومات عن التجاوزات التي قد تحدث أثناء فترة الانتخابات. ويؤكد أن الجمعية محايدة حيادا مطلقا عن جميع الأحزاب والتيارات السياسية، ولا تدخل في جبهات أو تحالفات مدنية أو سياسية مهما كان غطاؤها. وبذلك فالإطار متوفر للشاب التونسي لتكون له مشاركة فعلية في الحياة السياسية في ظل الرقابة الدائمة و الشفافة حتى يتحقق مسار الديمقراطية. فهل ستضرب انتخابات المجلس التأسيسي موعدا فعليا مع التاريخ أم ستكون على شاكلة المواعيد الإنتخابية السابقة . رباب بن جمعة