رصدت "التونسية" آراء و انطباعات بعض الصحفيين و الإعلاميين العرب الذين تابعوا انتخابات المجلس التأسيسي بتونس و كان لنا حديث مع العديد منهم و قد أكدوا على حسن سير العملية الإنتخابية و تحضر الناخب التونسي و إستعداده للإدلاء بصوته رغم كل الصعوبات و العراقيل كما سجل بعض الصحفيين بعض التجاوزات التي تم رصدها بمكاتب الإقتراع . فقد أعرب الصحفي "محمد شولاق" مدير وكالة الأنباء الفلسطينية عن تفاجئه و سعادته بالإزدحام الشديد للناخبين على مراكز الإقتراع مشيرا الى أنه زار أكثر من عشرة مكاتب إقتراع رفقة وفد فلسطيني و سفير فلسطينبتونس مضيفا الى أن الإقبال على عملية التصويت كان مرتفعا و منظما و برهن على أن الناخب التونسي متحضر وواع بمسؤوليته تجاه بلده ، إذ كانت هناك طوابير طويلة و مع ذلك رابط التونسي للإدلاء بصوته مضيفا أن المقترع التونسي أعطى اليوم دروسا لشعوب العالم لأنه واثق بأن صوته هذه المرة لن يقع تزييفه كما كان يتم في العهد السابق. و ذكر الصحفي "محمد شولاق" أنه كان قد غطى الإنتخابات السابقة و لاحظ أن هناك فرقا كبيرا في نسبة المشاركة و الإقبال رغم أنه سمع أثناء التحضير للإنتخابات أن التونسيين عازفون عن الإنتخابات. و أفادنا الإعلامي "المختار العبلاوي" بقناة الجزيرة أنه منذ الصباح بدأت التغطية الإنتخابية لقناة الجزيرة و قد تم التنقل بين العديد من مراكز الإقتراع و قد لاحظ وجود بعض المشاكل الخاصة منها عدم تعرف الناخبين على مكاتب الإقتراع التي سيدلون بأصواتهم بها خاصة كبار السن مشيرا الى أن مكاتب الإقتراع عرفت طوابير طويلة تؤكد تدفق التونسيين قصد المشاركة في المسار الإنتخابي. كما أضاف إعلامي قناة الجزيرة أنه أثناء الروبورتاج الذي تم القيام به رصد تذمر عدد كبير من المقترعين لطول ساعات الإنتظار متابعا أنه لاحظ على المستوى التنظيمي تباينا في التنظيم بين قاعات مكتب الإقتراع إذ أن بعضها كان يشهد اكتظاظا وتزاحما مع غياب أعوان الأمن و البعض الآخر كان يقف أمامه عدد صغير من المقترعين فقط. و أكد أنه تم تسجيل بعض الخروقات لعل أبرزها تواصل الحملة الإنتخابية من قبل بعض القائمات أمام مكاتب الإقتراع و قد أكد ذلك رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات السيد "كمال الجندوبي" . أما الصحافة الجزائرية ،فكان لها إنبهار شديد بتحضر الناخبين التونسيين و وعيهم بهذا اليوم التاريخي فقد أفادنا الصحفي "عثمان لحياني" بجريدة "الخبر الجزائرية" أن التونسيين اليوم اكتشفوا لأول مرة ديمقراطية الإنتخابات و هم على قناعة بأن أصواتهم هذه المرة ليست محسومة مؤكدا أن العالم بأجمعه يتابع هذا العرس الإنتخابي لمعرفة الى أين ستقود الثورة التونسية الربيع العربي خاصة و أن التونسيين اليوم أثبتوا نضجهم الفكري عند الشعور بالمسؤولية و الالتزام أمام الشهداء و أمام وطنهم و تاريخهم و ماضيهم و مستقبلهم . كما لاحظ صحفي جريدة "الخبر الجزائرية" وجود طوابير يبلغ طولها 1 كلم و مع ذلك فإنّ المقترعين ينتظرون للمشاركة و ممارسة حقهم الإنتخابي مشيرا الى أن التجاوزات التي تم رصدها لا يمكن تصنيفها بالخطيرة أو التي يمكن أن تؤثر في النتائج أو في سير العملية الإنتخابية موضحا أن ذلك يعود الى عدم إكتساب المشرفين على هذا الحدث الخبرة الكافية و هو أمر طبيعي لأن تونس تعيش لأول مرة الإنتخابات الحقيقية . و بالنسبة للصحافة اللبنانية فقد شكر ممثلوها الهيئة المستقلة للإنتخابات على تنظيمها للندوات الصحفية المتتالية بقصر المؤتمرات التي من شأنها تسهيل عمل الصحفي فقد أكدت لنا السيدة "فيوليت داغر" الناطقة الرسمية بإسم شبكة الإنتخابات في العالم العربي بتونس (فريق من الصحفيين اللبنانيين جاؤوا لرصد العملية الإنتخابية التونسية) أن الهيئة المستقلة للإنتخابات قد استطاعت إنجاح العملية الإنتخابية رغم نقص خبرة إطاراتها و هو أمر طبيعي و قد سعت الهيئة الى تدارك ذلك بتكوينهم إستعدادا لهذا اليوم التاريخي مضيفة أن الناخب التونسي كان متحضرا و قد أصر كل الإصرار على ممارسة إستحقاقه الإنتخابي رغم كثافة المقترعين مشيرة الى أن العملية تسير على أحسن ما يرام . و من جانب آخر أفادتنا السيدة "نادية تركي" صحفية بجريدة "الشرق الأوسط" أن الأجواء الإنتخابية بتونس كانت إيجابية و تبعث على التفاؤل و هو ما لم يكن متوقعا إذ كانت تتردد بعض الأخبار عن إمكانية حصول بعض الاضطرابات الا أن الواقع كان مختلفا إذ أن أجواء العملية كانت هادئة و مؤمنة مشيرة الى أنها قد رافقت والدة "البوعزيزي" عند الإقتراع و قد حدثتها هذه الأخيرة عن أملها في فتح أبواب جديدة من التغيير و الأمل للشعب التونسي.