بعد ان ذكرنا البارحة وصول جثمان الفقيد يسري الطريقي من العراق عبر عمان على متن الخطوط الملكية االاردنية تم البارحة عرض الجثمان على الطب الشرعي كما تم اليوم دفن الفقيد يسري الطريقي في مقبرة عبيد بزنقة بن حمادو وهي مقبرة لا تبعد سوى اقل من كيلومتر واحد عن منزل العائلة في ساقية الزيت بصفاقس . تقرير الطب الشرعي ليلة البارحة وبعد ان استعصى نسبيا في البداية فتح الصندوق الذي يضم جثمان الفقيد يسري الطريقي بسبب وجود عدد من اصدقاء الفقيد بداخل قسم الطب الشرعي فانه في حدود الحادية عشرة ليلا تمت عملية فتح الصندوق واستخراج جثمان الشاب يسري الذي كان غادر البلاد وعمره 19 سنة وعاد اليها بعد 8 سنوات من الغياب قضاها بالبلد العربي الشقيق العراق المضطرب امنيا والمحتل امريكيا وليس يسري الطريقي هو التونسي الوحيد بالعراق وانما هناك عدد محترم منهم يوجد بعضهم الى الان بالسجون العراقية وقد يطالهم حبل المشنقة مثل يسري خصوصا وان حكومة المالكي لا تتردد في تنفيذ مثل هذه الاحكام حتى لو كانت المحاكمات تخلو من مقومات المحاكمات العادلة وتشهد خروقات كثيرة . " مندوب التونسية " كان موجودا بقسم الطب الشرعي حين فتح الصندوق وتم في البداية الترخيص لوالديه فقط لرؤيته والتعرف عليه وبالفعل تمكنا من معرفته خصوصا وان يسري بدا كما لو مات حديثا وليس قبل اسبوع اذ ان ملامح وجهه كانت هي نفسها حيث هناك بياض للبشرة مختلط بحمرة مع اصابة خفيفة على مستوى الانف وقام الاطباء والممرضون بحضور النيابة العمومية بمعاينة جسد يسري الطريقي وتدوين الملاحظات التي قد تكون دليلا اضافيا يرتكز عليه والد الفقيد الذي قرر رفع قضايا عديدة ضد الحكومة العراقية في المحاكم الدولية باعتبار ان المحاكمات لم تكن عادلة كما ان التفجيرات المنسوبة ليسري الطريقي ومنها تفجير مرقدين بسامراء واغتيال الصحفية اطوار بهجت التي كانت حينها تشتغل لفائدة قناة العربية وبعد عمليات المعاينة تم الترخيص لاقارب الفقيد واصدقائه من رؤية وجهه مكشوفا بقسم الطب الشرعي وتمكن مندوب " التونسية " من رؤية الفقيد يسري مسجّى في التابوت ووجهه مكشوف وكانت هناك باقات ورود موجودة بجانب التابوت ولاحظنا ان الاحمرار اكثر من جانب الرقبة وهو ما يفسره ان عملية الاعدام تمت شنقا ومن خلال المعاينات الاولية للجثمان فان يسري كان يحمل آثار اصابات قديمة الى جانب رصاصة في الفخذ وهي اصابات كان والده يعرفها حيث اخبره بها المرحوم . وما ان انتهت عملية الفحص للجثمان حتى تم تمكين اصدقائه واقاربه من رؤيته ثم حمله الى منزل العائلة حيث قضى بقية الليل جنازة مهيبة واليوم عند منتصف النهار والنصف تم اداء صلاة الجنازة على يسري الطريقي بجامع سيدي اللخمي وكانت الجنازة كبيرة ومهيبة حضرها عدد غفير جدا من العائلة والاقارب والاصدقاء وممثلين لاحزاب وطنية وحقوقيين ونقابيين ومتدينين وكان الحضور بالالاف من المصلين وغير المصلين وبعد اداء صلاة الجنازة تم نقل الجثمان إلى مقبرة عبيد بزنقة بن حمادو بساقية الزيت بحضور موكب كبير جدا حيث تبعت عشرات السيارات والشاحنات والدراجات النارية الجثمان من وسط المدينة الى المقبرة واستغرق الامر حوالي الساعة والنصف للوصول رغم ان المسافة بينهما لا تتجاوز 10 كيلومترات وكانت الحركة مكتظة الى حد كبير على مستوى طريق تونس بل ان السيارات والحافلات القادمة من الاتجاه المعاكس لم تتمكن من المرور سوى بصعوبة كبيرة جدا في ظل الحشود الجماهيرية مع انبعاث ترتيل الآيات البينات من الذكر الحكيم وايضا الاغاني الدينية وكانت اللافتات كبيرة في الموعد الى جانب رايات كتب عليها : لا اله الا الله ... محمد رسول الله كما كانت هناك عديد الصور للفقيد الملقب ب " ابو قدامة التونسي " وبالوصول قرب المقبرة تم الترجل من السيارات والشاحنات ونقل الفقيد الى مثواه الاخير حيث ووري الثرى وغصت المقبرة بجموع الوافدين الذين صعد عدد منهم الى سطح حديدي بالمقبرة وقام البعض الاخر باعتلاء السور الخارجي للمقبرة للتمكن من الرؤية ولكن الازدحام كان شديدا