تشهد المنطقة العربية تحولات جذرية ناتجة عن الثورات التي قامت بها عدد من دول المنطقة و عقب هذه الثورات تحاول بعض الدول التي نجحت في تغيير النظام السياسي القائم على غرار تونس و مصر الإنتقال إلى ديمقراطية ناشئة و في هذا الإطار عقد اليوم مركز الكواكبي للتحولات الديمقراطية ندوة إقليمية حول العدالة الإنتقالية من مبادرة مدنية إلى قرار سياسي بالتعاون مع السفارة الألمانية بتونس و الوكالة الألمانية للتعاون و ذلك بحضور سفير ألمانيابتونس "وولفمان كيرل" و سوزان جاكوبي رئيسة الوكالة الألمانية للتعاون و جوواكيم فورستر نائب رئيس اللجنة الفيدرالية لملفات المخابرات في جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة و رئيسة فريق العمل حول السلم و التنمية "نتاشا سوبان" . و تهدف هذه الندوة الى الإستئناس بالتجارب الخارجية الناجحة في مجال العدالة الإنتقالية منها الألمانية و المغربية و بلورة خطط مرحلية في عدد من الدول العربية من أجل المرور بالعدالة الإنتقالية من حراك وطني إلى قرار سياسي حول العدالة الإنتقالية و ذلك على ضوء تجارب دول عرفت نفس المسارات. و قد شارك في الندوة خبراء من عدة دول عربية و أجنبية الى جانب عدد من المدافعين عن مسار العدالة الإنتقالية و بعض الأحزاب السياسية و عائلات الشهداء و الحقوقيين و ممثلي المجتمع المدني. و تعتبر هذه الندوة مبادرة مشتركة تعمل على توفير فضاء للمفاهيم من أجل الأشخاص المعنيين في تونس و حتى يتسنى لهم الإجتماع و العمل على بناء معارفهم و قدراتهم في مجال العدالة الإنتقالية. و تهم هذه الأنشطة تدريب التونسيين المعنيين بالموضوع بما في ذلك المنظمات غير الحكومية و الإعلام و القضاء و الحقوقيين و الأكاديميين و أصحاب القرار و الأحزاب السياسية و أعضاء المجلس التأسيسي وأعضاء المؤسسات و اللجان التي تعمل في مجال العدالة الإنتقالية. وقد أفاد السيد محسن مرزوق رئيس مركز الكواكبي للتحولات الديمقراطية في تصريح خاص ب "التونسية" أن العدالة الإنتقالية آلية استثنائية لمعالجة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان إثر تحقق التحول الديمقراطي و تكمن مزايا العدالة الإنتقالية في توفير رؤية جماعية كاملة لمعالجة الإنتهاكات السابقة و جبر الضرر و الإفصاح عن الحقيقة و إجراء الإصلاحات الهيكلية لضمان عدم تكرر الإنتهاكات السابقة . و أكد السيد "محسن مرزوق" أن مناقشة التجارب الألمانية و المغربية يهدف الى إطلاق مسار عملي حول هذه المسألة و وضع استراتيجية بمراحل و أهداف محددة. و أوضح رئيس مركز الكواكبي للتحولات الديمقراطية أن الهدف من هذه الندوة الإقليمية هو تدريب أعضاء المجلس التأسيسي على العدالة الإنتقالية و تقديم استشارات قانونية عند سن الدستور المرتقب.