في خطوة اعتبرها محللون مقدمة لتقسيم ليبيا أطلق زعماء محليون في إقليم برقة شرق ليبيا أمس حملة بهدف الحصول على حكم ذاتي لإقليمهم، وتأتي هذه المطالبة بعد أسابيع قليلة من تسريب معلومات حول وعود قدمها السيناتور الأمريكي جون ماكين لأنصار القذافي بدعمهم ومساعدتهم لإقامة دولة في الجنوب الليبي . وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» أمس أن خمسة آلاف شخص سيحضرون مؤتمرًا تأسيسيًا حيث سيتقدمون باقتراح لتحويل ليبيا إلى دولة اتحادية. وقال أحد المنظمين: «حكومة الإقليم ستتولى إدارة شؤون الإسكان والتعليم بينما تتولى الحكومة المركزية الإشراف على شؤون الأمن والدفاع». وقال عبدالله إدريس عضو المجلس المحلي في بلدة «جالو» شرقي ليبيا: «أعارض الفكرة، وأهدد بقطع إمداد النفط عن بنغازي في حال تنفيذ الفكرة، حيث تمر أنابيب نقل النفط الخام من بلدتي». وساد النظام الاتحادي في ليبيا لمدة عشر سنوات عقب الاستقلال حيث انقسمت البلاد إلى أقاليم ثلاثة هي طرابلس في الغرب و»برقة» في الشرق و«فازان» في الجنوب، ثم تحولت ليبيا إلى الحكم المركزي في أواخر العهد الملكي. وقال محمد الحريزي المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي في تعليقه على الظاهرة: «من حق الناس المطالبة بالحكم الذاتي لكن هذه ليست رؤية المجلس، وكذلك أنا متأكد أنها لن تحظى بدعم غالبية الشعب الليبي». وكان رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب حث الليبيين على حماية الدولة من «أشباه الثوار»، وإنهاء سيطرة المسلحين على مقار الحكومة. وقال الكيب: «هناك تضامن لابد منه بين الحكومة والشعب، والأغلبية الصامتة عليها الخروج لحماية مؤسسات الدولة من أشباه الثوار، وعلى الشارع الليبي الخروج للحفاظ على الثورة». وعن الاستعداد للإعلان عن إقامة فيدرالية في ليبيا وخصوصًا إعادة إحياء إقليم برقة في شرق البلاد، قال عبد الرحمن الكيب: «نحن نشعر بأننا لسنا بحاجة للفيدرالية ولسنا مضطرين لها، ونتجه للامركزية، ولا نريد العودة 50 عامًا إلى الخلف، والحكومة بصدد إنشاء ديوان لها في بنغازي (شرق) وآخر في سبها (جنوب) وسيعمل لتسهيل حركة المواطن». شهدت مدن «طرابلس» و«بنغازي» و«البيضاء» و«شحات» و«درنه» و«طبرق» في الشرق وقفات احتجاجية رافضة لإعلان إقليم «برقة» الممتد من حدود مصر في الشرق إلى سرت غربا، فيدراليةً تستمد شرعيتها من الدستور الذي أقر إبان عهد الملك الراحل إدريس السنوسي عام 1951. وهتف المتظاهرون مساء أول أمس بشعارات تندد بالإعلان المرتقب ، وقالوا إن ليبيا التي تخلصت من نظام العقيد الراحل معمر القذافي «لا شرقية ولا غربية»، مؤكدين في هتافاتهم أن الدماء التي أريقت لم تكن من أجل الفيدرالية. ورفع المتظاهرون لافتات تنادي بالوحدة الوطنية، وتنبذ العنصرية والجهوية والقبلية، وهتفوا قائلين إن «دماء شهداء ليبيا الحرة لن تذهب هباء».