تصاعدت مؤخرا وتيرة تهريب المنتوجات التونسية إلى القطر الليبي مما يؤكد إصرار المهربين على إعادة إعمار ليبيا على حساب تونس. فبعد أن غصت الأسواق الليبية بمختلف المواد الغذائية الأساسية وخاصة المدعمة المهربة من تونس طالت عمليات التهريب الأدوية والعقاقير في الوقت الذي يشكل فيه نقص الأدوية داخل الجهات و في العديد من مراكز الرعاية الأساسية ببلادنا مشغلا أساسيا وخاصة لدى أصحاب الأمراض المزمنة حيث أكد مصدر مسؤول ل«التونسية» أن قوات الأمن التونسي المشرفة على الشريط الحدودي تمكنت أول أمس في منطقة «التوي» التابعة لولاية تطاوين من إحباط محاولة تهريب كميات كبيرة من «سيروم» الأطفال «بيكتو 6» كانت في اتجاهها إلى القطر الليبي .وأضاف أن أحاديث تتردد في الأوساط مفادها أن أغلب الجهات تشهد نقصا فادحا في هذا النوع من الدواء. من جهة أخرى تم منذ أيام إحباط محاولة تهريب حمولة هامة من دواء « البنادول» وبعض الأنواع الأخرى من المسكنات نحو ليبيا إلى جانب حجز أكثر من 8 آلاف علبة دواء بقيمة مليون و455 الف دينار في الأسواق الجزائرية وقع تهريبها من تونس وهو ما قد يؤثر على مخزون الأدوية ويثقل كاهل الدولة. ولمزيد التوضيح اتصلت «التونسية» بالسيد «كمال ايدير» مدير عام وحدة الصيدلة والدواء بوزارة الصحة الذي قال انه تم وضع فرق مشتركة بين وزارة الداخلية و وزارة الصحة لمزيد تشديد الرقابة على الحدود مضيفا أن موضوع تهريب الأدوية جد حساس وهو الآن محل متابعة من طرف أعلى هرم في السلطة وجميع الهياكل بوزارة الصحة كما بين محدثنا أن التحقيق جار حاليا مع المتورطين في عمليات التهريب في انتظار ما ستسفر عنه الأبحاث لتحديد الجهات المسؤولة. أما فيما يخص المخزون فقال «أيدير» انه لن يتأثر طالما ان جميع الاطراف واعية بضرورة حماية هذا القطاع باعتباره يمس المواطن قبل المسؤول. تهريب وإغراءات والثروة الحيوانية في خطر من جهة أخرى علمت «التونسية» من مصادر خاصة ان العديد من الليبيين تمكنوا من إغراء عدد هام من الفلاحين ومربّي الماشية بالعديد من مناطق الجنوب الشرقي للتفريط في أعداد من رؤوس قطيع الماشية وخاصة الأغنام مقابل أسعار خيالية مستغلين الأوضاع المناخية القاسية وتذمر الفلاح من نقص الأعلاف وهو ما يشكل خطرا على الثروة الحيوانية لتونس ولمزيد التوضيح اتصلت «التونسية» بالسيد «عبد الحميد الحاجي» المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بقابس والذي قال إن مشكل توزيع الأعلاف وخاصة «السداري» وتأثيرات الانفلات الأمني على هذا القطاع وخاصة ارتفاع الأسعار بسبب «السوق السوداء» عوامل أرهقت عديد الفلاحين مضيفا أن أجهزة الولاية تعمل جاهدة لحل هذا المشكل داعيا الفلاحين إلى التريث وعدم التفريط في ثروتهم الحيوانية خاصة بعد نزول كميات الأمطار في الآونة الأخيرة .