مثل أمس عون أمن وعامل بميدان الإلكترونيك وصاحب مكتبة أمام الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس بتهمة تكوين وفاق قصد الاعتداء على أملاك الغير وسرقة لوحات اشهارية تابعة للشركة العالمية «Bienvu» التي كانت على ملك أحد أقارب الرئيس المخلوع. وجاء في ملف القضية أن دورية أمنية مشتركة (من الجيش الوطني والشرطة) تفطنت يوم 19 أفريل 2011 الى وجود سيارة من نوع «بيجو 305» على متنها 3 أشخاص محملة ب 8 لوحات إشهارية فحاول أعوان الأمن ايقافها للتحري مع راكبيها الا أنهم لاذوا بالفرار. وذكر ملف القضية أن الدورية الأمنية قامت بمطاردة السيارة بعد أن أبدى راكبوها مقاومة إلا أنها تمكنت من القبض عليهم بالقرب من مطار تونسقرطاج. وأكد ملف القضية أن المتصرف القضائي لشركة «Bienvu» أفاد أمام قاضي التحقيق أنه تفطن الى تعرض الشركة لعملية سرقة وقد قام بإعلام مركز الأمن ببن عروس مشيرا الى أن عملية السرقة تكررت عدة مرات مما ألحق أضرارا مادية بالشركة. وباستنطاق المتهم الأول أنكر التهمة المنسوبة اليه مؤكدا أنه بتاريخ الواقعة كان رفقة شقيقته وصهره (المتهمين في القضية) على متن سيارة هذا الأخير بغية ايصاله الى منزل شقيقته بجهة البحر الأزرق. وأضاف أن صهره أوقف السيارة بطلب منه لقضاء حاجة بشرية. وأشار المتهم الى أنه فوجئ هو ومن معه بحضور أعوان الأمن الذين قاموا بتهشيم بلور السيارة والقبض عليهم حسب ما ورد في أقواله. وبسؤاله عن اعترافاته لدى باحث البداية أكد المتهم الأول أنه نتيجة للاعتداء عليه من طرف باحث البداية صرح بأنه قام بالاستيلاء على لوحات اشهارية. وقد توجه رئيس الجلسة الى المتهم الأول بالسؤال إذا ما كان قد توجه الى مستشفى المنجي سليم بغية التداوي فنفى المتهم ذلك رغم تذكيره بوجود شهادة طبية صادرة عن المستشفى المذكور غير مؤرخة ويشار صلبها إلى أن المتهم حضر الى المؤسسة الصحية المذكورة. وباستنطاق المتهم الثاني أنكر التهمة المنسوبة اليه ملاحظا أن باحث البداية لم يطلعه على ما تم تدوينه بمحضر البحث. وأنكر المتهم الثالث (عون أمن) التهم المنسوبة اليه ملاحظا أنه كان بتاريخ الواقعة رفقة صهريه على متن سيارته وقد توقف عن السير بطلب من المتهم الأول قصد قضاء حاجة بشرية ليفاجأ أثناء ذلك بأعوان الأمن يهشمون بلور سيارته. كما نفى المتهم الثالث وجود لوحات اشهارية داخل سيارته. وبتذكيره بأنه سبق أن تقدم مواطن بشكاية مفادها أنه شاهد سيارة تحمل رقما منجميا مطابقا لنفس الرقم المنجمي لسيارة المتهم وأن هذا الأخير شوهد وهو ينتزع اللوحات الإشهارية أوضح المتهم أن الشاكي ذكر أن لون السيارة التي شاهدها أبيض وهو ما يختلف عن لون سيارته. وبسؤاله عن تعرف الشاكي عليه أمام باحث البداية وأمام قاضي التحقيق أكد المتهم أن ذلك تم بإيعاز من طرف أعوان الأمن. وأضاف المتهم الثالث أن أعوان الأمن قاموا بنقله الى مستشفى المنجي سليم بتاريخ الواقعة إلا أنه لم يتم عرضه على الطبيب مشيرا الى أن التهمة كيدية وملفقة من طرف أعوان الأمن وذلك على خلفية أنه سبق للمتهم ان اشتكى بهم. وأكدت هيئة دفاع المتهمين على الصبغة الكيدية للاتهام الموجه للمنوبين والتي تستنتج من محاضر القضية. وأضافت هيئة الدفاع أن تهمة تكوين وفاق تستوجب أركانا قانونية لم تكشف الأبحاث المجراة في القضية عن توفرها وكذلك تهمة السرقة منتهية الى المطالبة بالحكم بعدم سماع الدعوى. وقررت هيئة المحكمة حجز القضية للتفاوض والتصريح بالحكم في وقت لاحق.