عقب القرار المتمخض عن الاجتماع الدوري للتنسيقية الوطنية المنعقد يوم 26 من الشهر الجاري، نظمت أمس «الجبهة الشعبية 14 جانفي» المتكونة من «حزب العمال الشيوعي»، «حركة البعث»، «الوطنيون الديمقراطيون»، «حزب النضال التقدمي»، و«الحزب الشعبي للحرية والتقدم»، ندوة صحفية قصد التأكيد على خيار الجبهة في مواصلة نهج التوحيد، وتبيان مواقفها من الأحداث الأخيرة والقضايا الراهنة وللإعلان عن مشاركتها في وقفة احتجاجية تنتظم اليوم أمام مقر المجلس التأسيسي بالتنسيق مع العديد من المنظمات والقوى الديمقراطية للمطالبة بسن قانون تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني في الدستور. واستهلت الندوة بكلمة للناطق الرسمي باسم الجبهة السيد «جلول عزونة»، سعى من خلالها إلى وضع هذه الندوة الصحفية في إطار التأكيد على مواقف الجبهة من جملة القضايا الطارئة، محملا حكومة «الجبالي» مسؤولية «تردّي الأوضاع الواضح اليوم على جميع المستويات»، مرجعا ذلك إلى «ما تتميز به هذه الحكومة من تضارب في القرارات بين مؤسستي الرئاسة والحكومة وغياب التنسيق بينهما خاصة على مستوى تحقيق الأهداف الرئيسية التي قامت من اجلها الثورة». -على حد تعبيره. وقام الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية 14 جانفي بقراءة تحليلية للأوضاع التي تعيشها البلاد «بعد ثلاثة أشهر على انتصاب هذه الحكومة»، واصفا إياها ب«حكومة النوايا»،مشيرا إلى «أن ما تقوله غير الذي تفعله ولم تنجز أيّا من تلك الوعود التي أطلقتها جزافا منذ تكونها الحكومي حتى هذه الساعة» . وبخصوص التحويرات الأخيرة الطارئة على سلك الولاة، ندد السيد «جلول عزونة» بانتهاج الحكومة "لسياسة إسناد المناصب لأتباعها وأنصارها بعيدا عن منطق الكفاءة والجدارة»، وعملها –على حد قوله- على «ضرب حرية الرأي والتعبير والإبداع ، خاصة على اثر الاعتداء الذي تعرض له المسرحيون خلال الأيام القليلة الماضية". لا علاقة لنا بمبادرة "السّبسي"... كما أقر السيد «جلول عزونة» بأنه لا علاقة ل«الجبهة الشعبية 14 جانفي» بالمبادرة التي أطلقها رئيس الحكومة السابق «الباجي قائد السبسي»، مؤكدا رفض الجبهة فكرة هذه المبادرة، قائلا: «لا علاقة لنا بمبادرة السبسي التي تعتمد أطروحة إننا دستوريون ولسنا بتجمعيون، وهي في حقيقة الأمر أطروحة لا تقل خطورة عن الأطروحة السلفية الرجعية التي تريد العودة بنا إلى الوراء... نحن نرفض العودة إلى الوراء لذلك نرفض مبادرة باجي قائد السبسي من الاساس". كما أكد ، على انحياز الجبهة التام إلى صف الشعب ومطالبه الشرعية وإلى التزام الجبهة بتحقيق هدف «النضال الثوري» على الصعيدين الداخلي والخارجي ومد جسور التواصل مع القوى الديمقراطية من اجل «انجاز التحرر الوطني الفعلي والانعتاق الاجتماعي والتغيير الديمقراطي الحقيقي». هذا وقد دعا الناطق الرسمي باسم الجبهة خلال هذه الندوة ،هياكل الجبهة ومناضليها للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية التي يزمع تنظيمها اليوم أمام مقر المجلس التأسيسي بالعاصمة من الساعة العاشرة صباحا إلى الساعة الواحدة بعد الزوال، بالتنسيق مع القوى والمنظمات الوطنية والديمقراطية، مؤكدا سعي الجبهة الدؤوب إلى تنظيم الفعاليات والتظاهرات الجهوية والمحلية ، بالإضافة إلى الجهد الذي تبذله الجبهة لاستكمال تركيز التنسيقيات الجهوية في غضون شهر واحد وتكليف المكتب التنظيمي للجبهة بمهمة الإشراف.