قال وزير الشؤون الدينية نور الدين الخادمي السبت في مقابلة مع وكالة الانباء الفرنسية : "لا ينبغي ان تستخدم المساجد كساحة للسياسة، بل كساحة يدعو فيها الائمة الى التسامح واحترام الآخر". و أضاف ان حوالى 400 مسجد باتت تحت سيطرة السلفيين من اصل حوالى 5000 في البلاد. واوضح الوزير ان "المشاكل الخطيرة موجودة في حوالى 50 مسجدا لا اكثر" موصيا "بالحوار"، علما انه توجه في مطلع مارس الى مسجد في جندوبة (شمال غرب) للناقش مع شباب سلفيين احتلوا مسجدا. واضاف "سنهتم بتوظيف الائمة حيث ينبغي من الان ان يكونوا من حملة شهادة الكفاءة ويفضل ان تكون في الفقه الاسلامي والتمتع بثقافة عامة في مجال العلوم الانسانية وبانفتاح على الديانات الاخرى وان يكونوا معروفين بحسن الخلق في احيائهم". وقال الخادمي ان المشكلة الاساسية هي الوضع المتدهور لعدد من المساجد. واوضح ان "مئات دور العبادة تعاني من مشاكل ادارية، كعدم وجود امام او مؤذن او اداري". ففي ظل حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي لم تكن وزارة الشؤون الدينية اكثر من "واجهة" حيث كانت المساجد والدعاة تحت سيطرة مشددة من وزارة الداخلية. واكد الخادمي "من الان وحتى رمضان (يبدا هذا العام حوالى 20 جويلية) سيعود الهدوء الى مساجدنا". غير ان حل مشكلة استخدام جماعات سلفية للمساجد لن يتحقق من دون مشاركة وزارة الداخلية بحسب مسؤول رفيع في الشؤون الدينية. وارسل دعاة موظفون في وزارة الشؤون الدينية موكلون بمراقبة تنظيم اماكن العبادة الى الولايات التونسية لنقل المعلومات والمساهمة في جرد اوضاع المساجد. ومن اجل تنفيذ عملية الجرد وحل المسائل العاجلة سيعلن في الاسبوع المقبل عن انشاء "لجنة عقلاء" تتألف من 20 عضوا من بينهم ممثلين عن الائمة والخطباء واعضاء في جامعة الزيتونة الاسلامية ومدرسي علوم.