تزايدت الاشتباكات المسلحة في ليبيا متنقلة من جنوبها الى غربها حتى وصلت إلى قلب العاصمة طرابلس منذرة بتفجر دموي للوضع الأمني في وقت يسابق فيه المجلس الانتقالي الليبي الزمن لوضع حد للانفلاتات لكن ما أن يخمد أحدها حتى تنفجر أخرى. و مساءالاثنين أفادت مصادر ليبية بأن اشتباكات مسلحة اندلعت في كل من العاصمة طرابلس وفي مدينة زوارة غربي البلاد فضلا عن تواصل الاقتتال القبلي في سبها. قال مسؤول محلي ان الاشتباكات تجددت أمس لليوم الثالث على التوالي بين ميليشيات متناحرة في غرب البلاد بالأسلحة الثقيلة بعد أن أخفقت الحكومة التي تلقى صعوبة بالغة في بسط سيطرتها على البلاد في إقناع الجانبين بوقف القتال. ويمثل الاشتباك بين الأقلية الامازيغية وجيرانهم من العرب في بلدة "زوارة" مثالا للنزاعات العرقية والقبلية التي تشهدها ليبيا منذ إسقاط نظام الراحل معمر القذافي. وقال المسؤول ان ميليشيات من داخل "زوارة "وهي بلدة تسكنها أغلبية "أمازيعية "على ساحل البحر المتوسط على بعد نحو 120 كيلومترا إلى الغرب من العاصمة الليبية طرابلس تبادلت إطلاق النيران بالأسلحة الثقيلة مع مقاتلين من منطقتي "الجميل" و"رقدالين" المجاورتين. وتقع زوارة على الطريق الرئيسي الذي يربط بين طرابلس وتونس وهو مسار إمداد حيوي للعاصمة الليبية. وقال مسؤول في وزارة الداخلية إن المواجهة بدأت نهاية الأسبوع الماضي عندما أطلقت مجموعة من رجال "زوارة "يقومون بالصيد من باب الترفيه النار على شخص من "الجميل "دون قصد واحتجزوه لفترة قصيرة مما أثار غضب سكان" زوارة". و تجمع كل المؤشرات على إمكانية انزلاق ليبيا الى حرب أهلية في حال لم تنجح الحكومة الانتقالية الحالية في وضع حد للانفلات الأمني و احتواء الاقتتال في عدد من المناطق الليبية فالحادثة التي تسببت في الاقتتال بين "زوارة" من جهة و منطقتي "الجميل" و "رقدالين" من جهة أخرى بسيطة لكنها أشعلت شبه حرب بين الطرفين .و قد تتكرر حوادث أخطر من الحادثة التي سبق ذكرها لفتح أبواب الحرب الأهلية على مصراعيها.