قال تقرير فرنسي إن ليلى الطرابلسي زوجة الرئيس المخلوع هددت بكشف أوراق خفية عن اللحظات الأخيرة لنظام بن علي، في كتابها "حقيقتي" الذي سيصدر قريبا على ما تناقلت تقارير إخبارية. ولمح التقرير الذي أعدته فرانس 24 وإذاعة مونت كارلو، إلى أن الكتاب قد يحتوى أيضا اتهامات لشخصيات تونسية وفرنسية وكذلك أجهزة الاستخبارات الفرنسية التي تتهمها ليلى الطرابلسي باختراق الدوائر المقربة لبن علي. ويثير الكتاب حتى قبل صدوره لغطا كثيرا في فرنسا كما في تونس، ذلك أن مؤلفته ليست سوى زوجة الرئيس التونسي السابق، ليلى الطرابلسي الشخصية الأكثر كراهية لدى التونسيين. وأشار التقرير إلى أن الكتاب سيتضمن رواية سيدة قرطاج السابقة لآخر لحظات حكم بن علي لتونس قبل أن تعصف به الثورة التونسية. ويعتقد أنه سيتضمن أيضا مواقف الرئيس المخلوع لما حدث خلال الأيام الأخيرة لحكمه في تونس، خاصة أن بن علي ممنوع من التصريح بأي حديث إلى وسائل الإعلام بموجب اتفاق مع السلطات السعودية التي تستضيفه منذ هربه إلى المملكة في 14 جانفي2011. وبحسب موقع "امازون" الموقع الأمريكي المتخصص في بيع الكتب على الانترنات، فإن ليلى الطرابلسي بن علي، ستدافع في هذا الكتاب عن نفسها وتدحض الاتهامات التي تلاحقها وتلاحق عائلتها وتتهمها بالفساد واستغلال النفوذ والكسب غير المشروع. وكانت ليلى الطرابلسي نفسها قد تعرضت في كتاب "حاكمة قرطاج" صدر أواخر 2009 في باريس، لفضح تاريخ حياتها الخاصة، منذ صباها وإلى حد وصولها إلى التربع على عرش النفوذ في قصر قرطاج كزوجة للرئيس التونسي المخلوع. وتحدث الكتاب عن تمكن ليلى الطرابلسي من التحكم في مفاصل الدولة إلى حد تعيين الوزراء والسفراء والمدراء أمام خضوع تام لبن علي وفي غفلة منه، إلى درجة أنها كانت تنفذ العديد من القرارات دون علمه كما كانت تخفي عنه الكثير خصوصا في فترات مرضه، وكأنها أصبحت الحاكم الفعلي لتونس! وكان رواد "أمازون"، قد فوجئوا بطرح كتاب للبيع ينسب إلى "سيدة تونس" الأولى السابقة ليلى الطرابلسي.ووفقا لموقع "امازون" فإن هذا الكتاب الذي يحمل عنوان "حقيقتي" سيصدر باللغة الفرنسية وستنشره دار" دو مومون" الفرنسية، وبات حجزه متوفرا على الإنترنات منذ الآن وقبل صدوره المقرر في 24 ماي 2012، وسيكون سعره 95 .16 يورو. وكما تداولت ذلك بعض المواقع ومن بينها صفحة فيسبوك دار الكتاب للنشر التونسية، تحتل صورة ليلي بن علي كامل غلاف الكتاب مرتدية غطاء رأس أبيض اللون ونظارات سوداء. وقالت سلمى الجباس مديرة دار النشر التونسية، إن طرح كتاب "حقيقتي" لليلى بن علي للبيع يبدو مسألة معقدة، ومثيرة للجدل، وذلك لعدة اعتبارات، ففي تونس ما بعد الثورة لم يعد من الممكن الحديث عن منع بعض المؤلفات من السوق كما كان الحال قبل الثورة، إلا بموجب قرار من المحكمة في حال تضمن الكتاب ذما بحق أشخاص محددين. كما يخشى أن يمكن طرح الكتاب للبيع وملاقاته إقبالا كبيرا "متسلطة قرطاج" السابقة، من تحقيق أرباح مادية بأموال التونسيين أنفسهم، وهم الذين عانوا من بطش وويلات ليلى بن علي، وهي فكرة لا تستهوي التونسيين كثيرا، خاصة أن مطالبهم بجلب الرئيس السابق وزوجته ومحاسبتهما في تونس بقيت إلى حد اليوم دون نتيجة. إلا أن التشويق يبقى كبيرا لمعرفة رواية ليلى لما حدث في كواليس قصر قرطاج قبل سقوط نظام بن علي ومن الوارد أن يشكل صدوره حدثا خلال الأسابيع والأشهر المقبلة . وقررت إدارة دار النشر التونسية طرح هذه المشكلة بخصوص نشر هذا الكتاب،على صفحتها على فيسبوك وأخذ ملاحظات أعضاء الصفحة في الاعتبار، واتخاذ القرار بنشره وترويجه من عدمه على ضوء ذلك ولا تستبعد سلمى جباس أن يتم نشر هذا الكتاب مجانا على الإنترنات. وقالت "فرنس24" و"مونت كارلو" إن دار النشر الفرنسية "دو مومون" رفضت رفضا تاما الإدلاء بأي تصريحات عن هذا الكتاب الذي يهتم به الكثيرون في تونس وخارجها لمعرفة ما قد خفي من كواليس الرابع عشر من جانفي 2011. (العرب أونلاين)