مازالت بعض التسريبات الواردة عبر المواقع الاجتماعية تؤكد أنّ «النهضة» ترغب في إبعاد كمال الجندوبي رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وتولّي قيس سعيد رئاسة الهيئة. كما أفادت بعض التسريبات أنّ هذا الاستبعاد يأتي في إطار التحضير للانتخابات المقبلة أي ضمان الفوز في المرحلة المقبلة، ولعلّ عدم الإسراع بسنّ القانون المنظم للهيئة وتحديد تركيبتها هما من بين الأسباب الرئيسية التي تدفع حركة «النهضة» ومَنْ معها إلى عدم تفعيل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات رغم مرور أكثر من ثلاثة أشهر على تولّيها زمام السلطة في إطار "الترويكا". فهل سيتمّ الإبقاء على كمال الجندوبي وإسكات كل الأقاويل والتسريبات التي تورّط «الترويكا» في لعبة مماثلة أم أنّ خارطة الانتقال السياسي تفرض حقا على «الترويكا» استبعاد كمال الجندوبي وتعويضه بقيس سعيد؟ "التونسية" استمعت لبعض الآراء وبحثت في الموضوع... أكّد عبد الجواد الحرازي رئيس الهيئة الفرعية للانتخابات السابق أنّه من الضروري الإسراع بسنّ القانون المنظم للهيئة وتجديد تركيبتها وقال إنه حسبما يُتداول يوجد شبه إجماع على أنّ كمال الجندوبي سيواصل رئاسة الهيئة وسيتم تكليفه من جديد لرئاسة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التي حظيت بثقة المجتمع التونسي. احتمال وارد من جهته، أكد كمال الجندوبي في أحد تصريحاته أنّ إمكانية إعادة تكليفه بمهمة الإشراف على الهيئة المستقلة للانتخابات واردة وذلك في صياغة قانون للهيئة معتبرا أنّ الهيئة العليا المستقلة للانتخابات مثلت ركيزة هامة في عملية الانتقال الديمقراطي، مشيرا إلى ضرورة الإسراع بتركيز هيئة مستقلة، دائمة للانتخابات وصياغة قانون تنظيمي يصادق عليه المجلس الوطني التأسيسي، مذكرا في ذات السياق بأن تحديد تاريخ فترة الانتخابات القادمة سيمكن من الإعداد الجيّد للانتخابات، كما سيساعد على تحسيس المواطنين بواجبهم الانتخابي، عبر وضع استراتيجية واضحة وتنظيم محكم. "النهضة" تَرُدّ من جهته، أكّد نجيب الغربي الناطق الرسمي باسم حركة «النهضة» أنّ كلا من السيدين كمال الحندوبي وقيس سعيد شخصيتان وطنيتان مشهود لهما بالكفاءة وأضاف: «كما أنّ علاقتنا بكمال الجندوبي قويّة فهو شخص مناضل واستطاع أن ينجح في إدارة الانتخابات بشهادة دولية»، وبسؤالنا عن المرشح لرئاسة الهيئة قال نجيب الغربي إنّ الرؤية لم تتضح بعد في ما يتعلق برئاسة الهيئة ويبقى احتمال إعادة انتخاب السيد كمال الجندوبي رئيسا للهيئة أمرا واردا وحول ما يتداول على الساحة السياسية من أخبار مفادها وجود مقايضة بين الحكومة والسيد كمال الجندوبي والشروط التي وضعتها هذه الأخيرة في حال إصرار كمال الجندوبي على رئاسة الهيئة أكد الناطق الرسمي باسم حركة «النهضة» أنّ هذا الخبر غير صحيح بالمرّة وأنّ «النهضة» بعيدة كل البعد سياسيا عن هذا المستوى.