علمت "التونسية" أن مؤسسة الإذاعة التونسية أعدت" مشروع خطة إصلاح الإذاعة التونسية" وقد تم عرضه خلال أول اجتماع بعد الثورة لهيئة مديري الإذاعة التونسية الذي خصص للنظر في السير العام للمؤسسة بمختلف قنواتها الإذاعية وإداراتها المختصة وعرض مشروع خطة إصلاح الإذاعة التونسية وذلك من اجل بناء و تركيز أسس جديدة ومتينة لمؤسسة الإذاعة التونسية والانتقال بها من طور الإعلام الحكومي إلى طور الإعلام العمومي. وتعد مسودة مشروع الإصلاح خطوة أولية ستتلوها خطوات أخرى من خلال ما ستفرزه الاجتماعات الدورية للهيئة واللجان القطاعية التي ستنبثق عنها خلال الأيام القليلة القادمة و التي ستخصص لمناقشة هذه الخطة ضمن ورشات عديدة وقد حدد السياق العام لعملية الإصلاح بالنسبة للإذاعة التونسية ضمن الأهداف الكبرى لإصلاح الإعلام العمومي و الانتقال إلى إذاعات المرفق العمومي المستقل والحرفي والمصالحة مع الرأي العام الوطني وكسب ثقة المستمعين إلى جانب دعم المكانة الإعلامية للإذاعة التونسية وإكسابها القدرة على المنافسة الداخلية والخارجية مع تحقيق ديمقراطية داخلية قائمة على الشفافية والمشاركة والتقاسم الجماعي للرهانات والأعباء. ولئن لم يحدد مشروع الخطة الاهداف العامة لها فانه يؤكد على ان سياقات الإصلاح تتفرع إلى ما هو سياسي وقطاعي وقانوني وذاتي وقد جاء في مشروع خطة إصلاح الإذاعة التونسية انه يتنزل في إطار الانتقال الديمقراطي و الجدل القائم حول عملية إصلاح الإعلام العمومي وتمويل مؤسساته واستقلاليته ، هذه الخطة كذلك هي نتاج للحراك و التجاذبات المهنية داخل قطاع الإعلام التي تختزلها بالخصوص توصيات اللجنة العليا لإصلاح الإعلام والاتصال ومطالب النقابات حول هيئات التحرير والتعديل الذاتي و التحكيم القطاعي وكذلك الجدل المستمر حول صدور المرسوم 115 المتعلق بحرية الصحافة والنشر والمرسوم 116 المتعلق بحرية الإعلام السمعي البصري أما السياق الداخلي والذاتي للإصلاح فيكمن بالأساس في الحاجة الملحة للحوار وتطوير الاتصال الداخلي وبخصوص الوسائل التي ستعتمدها خطة الإصلاح فتتمثل حسب المشروع الأولي المقترح في إرساء قواعد جديدة للتسيير و الحوكمة تقوم على نصوص تشريعية وترتيبية وقوانين محدثة للإذاعة التونسية إلى جانب إرساء ثقافة التدوين بتوصيف المهام والمسؤوليات وتدقيق مضامينها داخل الأسلاك المهنية وفي ما بينها مع تعديل النظام الأساسي والهيكل الوظيفي ومن الوسائل أيضا وضع خط تحريري نابع من مدونة سلوك ملزمة لكافة الإذاعات وكافة العاملين تتحقق بها الوحدة التحريرية للمرفق العمومي الإذاعي وتحدد بها هوية كل إذاعة وخصوصياتها التحريرية مع تحسين القدرة على وضع الشبكات البرامجية والتخطيط للإنتاج الإذاعي بمختلف أغراضه وتنويع الأجناس الإذاعية وفنون الاكساء بالإضافة إلى امتلاك منظومة للتقييم البرامجي والقيس المنتظم للاستماع و العناية بالإذاعة الالكترونية ووسائل الترويج الرقمي من خلال مواكبة التجديد التكنولوجي ووضع منظومة عصرية للأرشيف و الرقمنة أما على مستوى التصرف الإداري و البشري فان الخطة ركزت على ضمان ديمومة الموارد المالية و تنويعها مع حسن التصرف في الموارد البشرية والتفكير في سبل دعمها وفق الحاجيات والاختصاصات ووضع تصورات جديدة للتكوين والدراسات هذا إلى جانب تعصير العمل الإداري والتبادل البرامجي داخل الإذاعات والإدارات وفي ما بينها مع توظيف العلاقات الخارجية لخدمة الإصلاح الداخلي.