عقد صباح أمس المجلس الوطني لحزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» بإشرف الأمين العام للحزب الاستاذ عبد الرؤوف العيادي ندوة صحفية لتوضيح موقفه وموقف المجلس الوطني المصغر والرد على القرارات التي أعلن عنها اول امس من اطلقوا على أنفسهم المكتب السياسي لحزب المؤتمر وخاصة القرارات التي تعلقت بسحب صفة الأمين العام من «العيادي» وتعيين السيد عماد الدايمي ناطقا رسميا للحزب. الاستاذ عبد الرؤوف العيادي أبرز ان هذه الندوة مخصصة لتقديم القيادة الجديدة للمؤتمر والمتمثلة في المجلس الوطني المصغر المكلف بإعداد الهيكلة ورسم البرنامج السياسي للحزب في الفترة القادمة قبل ان يوضح انها ايضا تتنزل في اطار الردّ على الندوة التي عقدها من اطلق على نفسه صفة ناطق رسمي باسم الحزب حسب تعبيره. وقال الأستاذ «العيادي» إن هذه المحاولة لا تعدو ان تكون سوى حلقة أخرى من حلقات الانقلاب على شرعية الامين العام وكأنه يشتغل وحده دون الرجوع الى القواعد والهياكل وينسج قرارات الحزب بصفة فردية ملاحظا أن جميع البيانات التي اصدرها الحزب ممضية من قبل المجلس الوطني وهو ما يفند هذه المزاعم حسب ما أكده، وذكّر في هذا الصدد بمحاولة الانقلاب الاولى التي نصبت الطاهر هميلة أمينا عاما للحزب اثر انتخاب رئيس الحزب رئيسا للجمهورية واستقالة هذا الاخير والحال وان الأمانة العامة منوطة بعهدة «العيادي» . وواصل الاستاذ العيادي حديثه بالاشارة الى ان المجموعة التي تطلق على نفسها اسم «المكتب السياسي» حاولت استهدافه واستمالته لصفها ودعته الى التخلي عن مجموعة من اصدقائه ومن مؤسسي «حزب المؤتمر». واكد الاستاذ عبد الرؤوف العيادي انه رفض الانصياع الى مطالبها وانه توجه لها بالدعوة الى الاعتذار للقاعدة ولمناضلي الحزب والالتحاق فورا بالمجلس الوطني. واضاف العيادي ان هذه المجموعة تنتمي الى العمل الحكومي وليست متفرغة بتاتا للحزب على خلافه هو حيث قال: «وانا صلب المكتب اعاني كثيرا..هناك مشاكل حزبية عديدة عالقة، هناك إعداد للمراحل القادمة الى غير ذلك...». وواصل حديثه بتوجيه أصابع الاتهام الى المجموعة عبر سعيها الى تقزيم الحزب والحد من مستقبله حيث أفاد: «أرادوا أن يكون الحزب صغيرا مهمشا ومقزما حتى يواصلوا تحكمهم فيه من خلال توظيف مسؤولياتهم ..هم يريدون ان يكون الحزب عربة ملحقة بهم وان يكون حزبنا مطية لمآرب شخصية ..في حين نحن نرى فيه المستقبل وأن يكون قادرا على تأطير الجماهير وان يعمل على استكمال الثورة وتحقيق الأمانة التي حملنا اياها الشعب». وندد الامين العام للحزب بحملة التشويه التي تشنها المجموعة المذكورة وترويجها للاشاعات من خلال القول بأن الامين العام يريد تكوين حزب جماهيري وقاعدة شعبية للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، واشار السيد عبد الرؤوف العيادي الى حادثة وقعت له مع مستشار رئيس الجمهورية السيد سمير بن عمر اثر اعلان رئاسة الجمهورية عن طرد السفير السوري قائلا: «مباشرة اثر طرد السفير السوري اتصل بي سمير بن عمر وطلب مني اصدار بيان مساندة للإجراء فقلت له بأن حزب المؤتمر ليس التجمع الدستوري المحلّ ليصدر بيانات دعم..» وتساءل الاستاذ العيادي كيف يمكن لمدير الديوان الرئاسي ان يتحمل مسؤولية ناطق رسمي باسم الحزب والحال ان التنظيم المؤقت للسلط العمومية لا يسمح لكبار المسؤولين بتحمل مسؤوليات حزبية قيادية؟. وانتقد الاستاذ عبد الرؤوف العيادي ما قاله عنه السيد عماد الدايمي عن تعامله مع الخارج وخاصة توجيه التحية الى القوات اللبنانية ولصاحبها سمير جعجع مبيّنا أن حقيقة الموضوع لا تعدو أن تكون سوى أن أحد الصحافيين اللبنانيين رغب في تصوير فيلم عن الثورة التونسية فاستضافه وأخبره بانه يحيّي جميع التحركات الديمقراطية في الوطن العربي ولبنان» . وشدد على ان الحزب أمام منعرج كبير وانه اجتهد قدر المستطاع حتى يصبح «المؤتمر» حزبا قويا بينما المجموعة المقابلة منشغلة بالسياسة واعتبر انه كسب شرعيته من خلال القواعد التي سترد كما يجب ، وتكتّم العيادي عن ذكر معطيات اخرى مخيّرا عدم الكشف عنها في الوقت الراهن وختم مداخلته بالتأكيد على ان العمل سيتواصل على قدم وساق معلنا عن يوم 6 ماي موعدا لجلسة عامة للحزب تستدعى فيها كل القواعد لتقول كلمتها النهائية. ولدى تناوله الكلمة قدم النائب في المجلس الوطني التأسيسي عن حزب المؤتمر أزاد بادي جملة من الملاحظات ضدّ مجموعة المكتب السياسي والأخطاء التي ارتكبوها خلال عديد المراحل، وابرز ان المؤتمر ونوابه داخل المجلس سيلتزمون بالتعهد والوعود التي قطعوها على انفسهم وخاصة التحالف الثلاثي مع حزبي «النهضة» و«التكتل». كما طالب النائب أزاد بادي المجموعة المذكورة بالعودة الى جادة الطريق مضيفا أن المكتب السياسي الذي لا وجود له منذ بعث المجلس الوطني تحول الى ثلاجة تجميد، قبل ان يتلو بيان تعليق عضوية عبد العزيز القطي وأزاد بادي وضمير المناعي ومحمد علي نصري ونزار المخلوفي وحسناء مرسيط والناصر البراهمي وربيع العابدي ومحمد الكراي الجربي ورفيق التليلي والعربي عبيد من الحزب والكتلة النيابية في التأسيسي. وقد وضع هؤلاء عضويتهم في المجلس التأسيسي والحزب تحت تصرف الامين العام للحزب الاستاذ عبد الرؤوف العيادي . من جهته أقر السيد سليم بوخذير بوجود أشخاص يعملون في الخفاء لإحباط حزب «المؤتمر» غايتهم الرئيسية إبقاء الحزب على ما هو عليه وحتى لا يكون مدرسة سياسية حسب تعبيره وقدم شهادة تاريخية تتمثل في التأكيد على ان هذه المجموعة لم تنتم قبل 14 جانفي وحتى بعده الى المكتب السياسي باستثناء عماد الدايمي حيث قدم القائمة للمكتب والتي تكونت من السادة والسيدة :المنصف المرزوقي وعبد الرؤوف العيادي وفتحي الجربي ونزيهة رجيبة (أم زياد) وعماد الدايمي ومراد النوري. وأضاف أن هناك أعضاء انسحبوا من المؤتمر قبل 14 جانفي والتحقوا بصفوف المخلوع. في المقابل هناك من انسحب منذ سنة 2007 والتحق بPDP ويقصد السيد محمد عبو (هنا تدخل الاستاذ عبد الرؤوف العيادي وطلب من بوخذير عدم الخوض في هذا الملف لكنه رفض وواصل حديثه).. وانتقد السيد بوخذير كيف لأعضاء المؤتمر او ما يسمون أنفسهم بالمكتب السياسي ان يسمحوا بتنصيب الدكتور المنصف المرزوقي رئيسا مجرّدا من بعض الصلاحيات كما انتقد حملة التشويهات التي طالته هو والسيدة نزيهة رجيبة من قبل المجموعة المذكورة.. وختم حديثه بالتأكيد على أن حزب المؤتمر إن خيّر بين شعبه والحكومة فإنه سيختار شعبه مضيفا أن الحزب أغضب الحكومة في اكثر من مناسبة ببيانات التنديد بالاعتداءات على المواطنين والصحافيين وغيرها من الاحداث التي تتعارض مع مبدإ الحزب . ومن جهته قال السيد فتحي الجربي إن الحزب «سوف يعود الى السكة الصحيحة وسوف يتجاوز الوضع الراهن الذي فرض علينا غصبا خاصة بعد ثورة 14 جانفي وضيق الوقت لإعداد القائمات الانتخابية فوجدنا وجوها غريبة عن «المؤتمر» تحاول الحدّ من مسيرته» وأضاف: «كوّنّا المجلس الوطني كتركيبة لتوسيع التشاور صلب «المؤتمر من أجل الجمهورية» حيث ضم كل المكتب السياسي والكتلة النيابية..لكن هذه المجموعة خيرت المناصب الحكومية وكونوا «مليشيات» تطاردني أنا وعبد الرؤوف العيادي عند زيارتنا الى الجهات والتشويش على الخطة الإصلاحية...».