تأسست بحامة الجريد مؤخرا جمعية أطلق عليها اسم جمعية أصدقاء حامة الجريد، وقد بادرت فور انبعاثها بتقديم ملف يعنى بالتنمية وعدة تصورات لتنمية القطاع الفلاحي باعتباره المحرك الداعم والأساسي لاقتصاد هذه المنطقة التي ظلت تعاني التهميش والإقصاء وغياب المبادرات. وتتضمن هذه التصورات الرغبة في إحداث مشروع للتنوع البيولوجي تعكف جمعية أصدقاء حامة الجريد على إعداد الدراسات الفنية الخاصة به من غراسة عدة أصناف من النخيل مهددة بالانقراض بالإضافة إلى مقاومة الأمراض في حديقة التنوع البيولوجي بالجهة. وقد شرعت هذه الجمعية في البحث عن التمويلات اللازمة لدى جمعيات دولية ومنظمات غير حكومية. وقد قدمت الجمعية النتائج التي توصلت إليها في إطار دراسة أعدتها لبحث الحلول الممكنة لمشاكل بذرة مياه الري بواحات حامة الجريد والأمراض التي تتهددها بالإضافة إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي لها وبادرت الجمعية في جانب آخر إلى وضع بعض الأفكار لتفعيل عدة مشاريع معطلة بالمنطقة ومنها بالخصوص المشروع السياحي على مستوى مفترق الطريقين الوطنيتين 16و3 وطالب بتفعيله والإسراع في إنجازه وتنويع الأنشطة المزمع تركيزها لتشمل إلى جانب الخدمات السياحية إحداث محلات للصناعات التقليدية ومحطة للعربات المجرورة وتعمل جمعية أصدقاء حامة الجريد بصفة موازية مع هذه التدخلات على التعريف بالإمكانيات المادية والبشرية التي تتمتع بها حامة الجريد للمساعدة على خلق مواطن شغل والنهوض بالنسيج الاجتماعي والاقتصادي بها لاسيما إعادة الاعتبار للحمامات الاستشفائية التي اندثر البعض منها وتداعى بعضها الآخر للسقوط. ... سيارة إسعاف بلا سائق !؟ تضم حامة الجريد أكثر من 7 آلاف ساكن ويعتمد متساكنوها على الفلاحة بالأساس بعد أن تدهورت أوضاع الحمامات الاستشفائية والتي كانت تشكل الرئة التي تتنفس بها اقتصاديا واجتماعيا إلا أن معاناة المتساكنين لا تقف عند هذا الحد إذ أن القطاع الصحي بات هو الآخر من أبرز الشواغل إذ أن الوحدات الصحية تعاني عديد النقائص. ومن المفارقات العجيبة وجود سيارة إسعاف تابعة للمستشفى المحلي لكنها بلا سائق مما يحتم الاستنجاد بمستشفى دقاش. يقول السيد يوسف التباسي ممرض في هذا السياق أن حامة الجريد لاسيما القطاع الصحي يفتقر إلى الإطار الطبي وشبه الطبي والأدوية ويصفها المتساكنون بحامة الجريد بشبه مراكز صحية لأنها لا تملك من هذه الصفات إلا «الهيكل» يعني الفضاءات فقط فالجهة تفتقر إلى آلة تصوير بالأشعة وقسم الاستعجالي يبقى في أغلب الأحيان بلا طبيب نظرا لوجود طبيب وحيد بالجهة يباشر مهامه ب3 مراكز وهو ما يدعو إلى تعزيز الإطار الطبي ليخف العبء على الطبيب المباشر إضافة إلى تدعيم القطاع بإطار شبه طبي وتعيين سائق أو اثنين لسيارة الإسعاف.