رغم الانتقادات والهجومات الشرسة والأوصاف السلبية التي ما فتئ يسوّقها منتقدو رئيس الجمهورية عبر الشبكات الإجتماعية فإن مصادر مطلعة من الرئاسة نفت ما يرّوج من أخبار حول ان «المرزوقي» يعتزم مقاضاة مهاجميه ومنتقديه ممن وجهوا له انتقادات لاذعة عبر الشبكات الإجتماعية «الفايسبوك» وخاصة طارق المكي وجلال بن بريك على خلفية التصريحات التي أدلوا بها ومقاطع الفيديو المهينة للرئيس. واضافت نفس المصادر: «سبق ورددّ المرزوقي أنه لن يقاضي أي شخص مهما كانت الانتقادات والتصريحات التي تشن عليه". وكان المعارض طارق المكيّ قد شن عدة هجومات على المرزوقي واصفا إياه بالمختل حيث قال: «ممسوس في مخو» وأكثر من ذلك وصفه ب «المطروش وطرطور قرطاج» واضاف: «المرزوقي ضحكة قرطاج».. هو يعتبر نفسه أنه رئيس شرعي ب 7 آلاف صوت وهناك فرق بين الشرعية التي ينجزها البشر والشرعية في السياسة وقال ايضا: «المرزوقي كشخص لم يكن ابدا سياسيا وهو حقوقي فقط وللأسف نحن نمزج بين الأشياء لان ثقافتنا السياسية فقيرة " وتعتبر فيديوهات جلال بن بريك وهجوماته على المرزوقي الأكثر شراسة من حيث ما يتم الترويج له، واكثرها حدّة واصفا إياه ب «الخوّاف والكذّاب» وخاصة في ما يتعلق بحكاية اللجوء إلى فرنسا «معتبرا أن الحقيقة مخالفة لما يتم تسويقه من روايات عن المنفى وفند أن يكون لاجئا سياسيا».. واضاف: «لديه تقاعده من فرنسا وأجره الذي يتقاضاه هو 30 ألف دينار وكذب عندما قال أنه سيكتفي ب 3 آلاف دينار». وكانت مواقع أخرى قد سربت فيديو تحدثت خلاله عن «الفيلا» الضخمة التي يقيم فيها المرزوقي سابقا والتي تقع في منطقة راقية بسوسة وقدر ثمن كرائها بنحو 3 آلاف دينار. كما انتقد رئيس الشفافية المالية سامي الرمادي في ملف بث مؤخرا حول «الحوكمة الرشيدة» ما قاله الرئيس المنصف المرزوقي عندما برّر استعماله للطائرة الرئاسية وقال: «كيفاش نمشي؟» واستعرض صورا لشخصيات أجنبية يستعملون وسائل نقل مع عامة الناس ويضطر بعضهم للمشي على الأقدام عوض امتطاء تاكسي. وقال إن الطائرة الرئاسية تتكلف 50 ألف دينار عن كل ساعة طيران وأن الزيارة إلى الجنوب التونسي لا تستدعي طائرة خاصة من السيد منصف المرزوقي وأضاف: «كل ذلك يكبد نفقات إضافية تدفعها الرئاسة لشركة الخطوط التونسية والتي تعيش أزمة مالية وتضطر الرئاسة لتسديد 3 ملايين دينار سنويا ثمن استئجار الطائرة دون اعتبار المحروقات والطاقم ...". وانتقدت أطراف أخرى حقيقة أجر المرزوقي حيث قال أنه سيكتفي ب 3 ألاف دينار ولكن لم ينزل أي قانون في ذلك واعتبروا أنها من قبيل التصريحات الشعبوية إذ أن الحقيقة مخالفة لذلك. في حين انتقدت عدة جهات ارتفاع عدد العاملين بقصر قرطاج والذي يقدر ب 3 الاف عامل واعتبروا أن العدد ضخم جدا ولا يحتاج له الرئيس ولا القصر الرئاسي. وترى عدة أطراف أن الميزانية التي حددت لرئاسة الجمهورية والتي تناهز 71 مليارا تعتبر ضخمة للغاية في فترة عصيبة تمر بها البلاد' وقارنوها بتصريحات المرزوقي إبان تسلمه الرئاسة عندما قال أنه سيتولى الضغط على المصاريف في قصر قرطاج. وتجدر الإشارة إلى أن ميزانية القصر تفوق الميزانية المخصصة للمجلس التأسيسي والمقدرة ب 22 مليارا. والمتأمل في مختلف الصفحات والمواقع الاجتماعية يلاحظ وجود حملة شرسة تستهدف الرئيس المرزوقي بين ما يصرّح به من تصريحات تؤكد على أنه إبن الشعب وبين النفقات المرتفعة جدا وتنامي عدد المستشارين والخضوع التام للحكومة مما يجعله رئيسا بلا صلاحيات لكن يبدو أنه رغم كل ما يروج عنه لا «يعبأ ولا يبالي بكل الانتقادات» شعاره في ذلك شعار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والذي كان يردّده كلما حاولت أيادي الصهاينة النيل منه وهو: «يا جبل ما يهزّك ريح».