نجح البنزرتيون أمس الأول في تخطي عقبة الهمهاما والعودة الى الديار عابرين القنال بالسرعة الرابعة التي أملت الحفاظ على مسافة الأمان الفاصلة بينهم ومتصدر الترتيب الترجي الرياضي في إنتظار ما ستفرزه نتائج الأحد القادم بإستقبال أبناء ماهر الكنزاري لمستقبل قابس بملعب 15 أكتوبر ببنزرت، مقابل تحول محفوف بالمخاطر للترجيين الى ملعب سوسة في مواجهة صعبة للنجم الرياضي الساحلي الذي يبدو أنه إستعاد عافيته بعودة المدرب المنذر كبير، بعد أن نجح في أولى محطات تسلمه للمقاليد الفنية للقلعة الساحلية وإقتلاع نقطة تعادل ثمينة في تنقل خارج الديار ضد النادي الصفاقسي بملعب الطيب المهيري بالذات. الأجواء داخل مركب 15 اكتوبر ببنزرت تبدو عالية التفاؤل، والتشويق على أشده في إنتظار التأكيد يوم الأحد ضد ابناء عاصمة الحنة القابسية، التي بدأ الإستعداد لها من الآن، وضبط الملامح التكتيكية إيذانا بإختيار القائمة الإسمية يوم غد السبت. «بن غربية» والسؤال المشروع ما الفرق بين الموسم الفارط والموسم الحاضر؟ سؤال كان قد توجه به رئيس الإدارة البنزرتية الى الصحفيين في حجرات الملابس عقب إنتهاء اللقاء، في إشارة لما طرح نهاية الاسبوع الماضي من مشروع قرار تجميد نشاط البطولة وإستئنافها بعد شهر رمضان المعظم، متسائلا عن سر تمسك جل الفرق في الموسم الفارط بإقرار مواصلة سير البطولة رغم الظروف الأمنية التي كانت أكثر سوءا حسب قوله، مقابل تغير الأحوال هذه السنة تزامنا مع مراهنة البنزرتي على البطولة، ليستخلص طرح السؤال على طريقته « يا خي هذه الكل ولينا نفجعو ؟» ما يُحسب للمدرب «ماهر الكنزاري» أجمل ما في الرسالة الرياضية الحق، إعلاء الراية الأخلاقية عاليا مقابل إسقاط الحسابات الضيقة، تلك هي لعمري السمة الأبرز والهدف الأسمى للتعاطي الرياضي. الكنزاري أعاد الاعتبار لمثل هذه الرسائل السامية، ونشط ذاكرتنا التي خذلتها ما يحدث هنا وهناك في بعض ملاعبنا حين رد على سؤال تعلق بسبب إقدامه على تغيير صاحب الرأس الموجعة للخصوم اللاعب أحمد محمود الزوي، بأن القرار أملته ضرورة احترام المنافس، حيث عبر الزوي عن فرحته بطريقته الخاصة وهو ما رأى فيه الكنزاري قلة إحترام للجماهير الحاضرة من جانب الهمهاما واستفزازا لمشاعرهم.