تعد صفقة يوسف المساكني لفريق لاخويا القطري من أكبر الصفقات في تاريخ كرة القدم التونسية واحتراف لاعبينا في الخارج فالعملية بلغت قيمة جملية 23 مليارا من مليماتنا أحرز منها فريق باب سويقة تسعة والملعب التونسي مليارا و700 ألف دينار والبقية للاعب على أربع سنوات أي 12 مليار و300 ألف دينار... الصفقة كبيرة جدا بدون أدنى شك لكن ما ضمنه الترجي الرياضي كذلك هو المحافظة على لاعبه في كأس رابطة الأبطال الإفريقية وهذا هام جدا بالنسبة لفريق يهدف إلى الدفاع عن لقبه القاري ويؤكد حسن تسيير وتدبير مسؤولي الأحمر والأصفر وخاصة رئيس النادي حمدي المؤدب ورئيس فرع كرة القدم رياض بالنور اللذين مكنا فريقهما من كسب مادي هام جدا وكذلك كروي باعتبار الإضافة التي يمكن أن يقدمها يوسف المساكني إلى المجموعة طوال مغامرته الإفريقية. مازالت الجماهير الرياضية في تونس تعيش على وقع الصفقة المدويّة التي تحوّل بمقتضاها نجم الترجي التونسي يوسف المساكني إلى فريق «لخويّا» القطري في عقد احترافي فاق مهره 23 مليون دينار وسيمتد على أربع سنوات ونصف...انتقال المساكني إلى دوري النجوم القطري أسال الكثير من الحبر ليس لارتفاع مهر الصفقة فحسب وإنما كذلك لتواضع البطولة القطرية مقارنة بالإمكانيات الفنية الهائلة التي يكتنزها المساكني الصغير وسط تساؤلات عديدة حول مدى وجاهة هذا الاختيار... هناك من يعتبر أن الرقم الخيالي الذي تقدّم به المسؤولون القطريون غير قابل للنقاش ولا يمكن لأيّ لاعب ينشط بالبطولة التونسية أو إحدى البطولات العربية والإفريقية مهما كان اسمه أو علا شأنه أن يرفض مبلغا مماثلا فيما يرى البعض الآخر أن صفقة انتقال المساكني إلى «لخويّا» تخفي ورائها عديد الجوانب الأخرى التي لا تتعلق بالمقابل المادي فقط... فريق لخويّا القطري هو على ملك ناصر الخليفي الذي هو بدوره مالك نادي باريس سان جرمان الفرنسي وهو كذلك مساهم بحصة كبيرة من الأسهم في نادي فياريال الاسباني وهذا ما دفع البعض إلى الإقرار بوجود صفقة ثانية تطبخ على مهل قد تحمل المساكني إلى أحدى الدوريات الأوروبية انطلاقا من الموسم القادم... أيمن جادة مدير قناة الجزيرة الرياضية في قطر كشف عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك عن عديد الأمور التي تخفى على جمهور الكرة في تونس حيث أكد أن فريق باريس سان جرمان تقدّم بعرض قارب 7 مليون أورو من أجل الحصول على توقيع المساكني في هذا الميركاتو لكن العرض قوبل بالرفض من طرف إدارة حمدي المدب التي اشترطت الحفاظ على لاعبها إلى موفى شهر ديسمبر القادم وبالتالي إلى حين انتهاء المغامرة الإفريقية...وهذا ما رفضه الفريق الباريسي الذي صرف النظر عن الصفقة مؤقتا,نفس المصدر أكّد أن المساكني لن يلعب في قطر أكثر من موسم واحد وأن نجم المنتخب التونسي سيكون الموسم الموالي في صفوف باريس سان جرمان الفرنسي أو نادي فياريال الاسباني الذي تعود ملكيته هو الآخر إلى ناصر الخليفي... أيمن جادة كشف عن حقيقة ثانية وهي أن انتقال يوسف المساكني إلى لخويّا القطري يدخل في إطار صفقة موازية عاد بموجبها نبيل معلول إلى الترجي التونسي,فمعلول كان مطالبا بدفع مبلغ قرابة مليون دولار كبند تسريحي في صورة ما إذا رغب في فكّ الارتباط مع قناة الجزيرة لذلك تمّ الاتفاق بين ناصر الخليفي ونبيل معلول وهيئة الترجي على تقريب وجهات النظر والوصول إلى اتفاق نهائي يرضي جميع الأطراف كان في أعقابه عودة معلول إلى الترجي و انتقال المساكني إلى البطولة القطرية بصفة مؤقتة حسب نصّ الاتفاق الشفوي بين الخليفي والمدّب ومعلول استنادا طبعا على ما جاء في تحليل أيمن جادة... الطرح يبدو مقنعا إلى أبعد الحدود فالدوري القطري رغم انعدام مؤشرات الحياة فيه أصبح محطة رئيسية نحو عامل الاحتراف ذلك أن عديد النجوم من بطولات الأرجنتين والبرازيل وكذلك أوروبا باتت تخفض سرعتها في دوري الأضواء القطري والإماراتي على حدّ السواء قبل العودة إلى مدارها الطبيعي على غرار ما حدث مع نجم «الإنتر» حاليا «لافازي» والذي مرّ من الدوري الإماراتي مباشرة الى فريق نابولي ومن ثمّ إلى فريق انترناسيولي الايطالي... بعد إتمام صفقة إنتقال "يوسف المساكني" للخويا القطري : من المستفيد؟ لا يختلف عاقلان بأن الترجي الرياضي التونسي يأتي على رأس قائمة المستفيدين من هذه الصفقة, فهيئة الترجي التي عُرفت بحسن التسيير ضربت أكثر من عصفور بحجر واحد, فخزينة النادي التي سيضخ فيها 9 مليارات من مليماتنا وهو مبلغ كبير و محترم جدا سيفيد الترجي في قادم استحقاقاته, ثم أن العقد يدخل حيز التنفيذ بداية من 01 جانفي المقبل أي بعد نهاية النسخة الحالية لرابطة الأبطال و لم لا كأس العالم للأندية –إن حافظ فريقه على لقبه القاري- و أخيرا المحافظة على تركيز اللاعب قبل الولوج لمعمعة المجموعات في رابطة الأبطال الإفريقية, ليأتي فيما بعد فريقه الأم الملعب التونسي الذي غنم حوالي 2 مليارات في وقت مناسب يتخبط فيه النادي في أزمة مادية خانقة. ليأتي الدور على النادي القطري بحكم انقضاضه على جوهرتنا الثمينة والاستفادة من فنياته و براعته الكروية, أما المساكني فقد إستفاد ماديا (12 مليار على 4 مواسم) و سيلعب في أقوى دوريات الخليج –إلى جانب ثلة من نجوم الكرة انطلاقا من زملائه بالفريق على غرار الجزائري مجيد بوقرة و الإيفواري كوني فالإسباني راوول و المغربي يوسف خرجة... و يمكن للاعبنا الدولي تفجير طاقاته أكثر بشرط المحافظة على لياقته و حضوره البدني, لكن هل سيحافظ يوسف المساكني على مكانته في المنتخب الوطني – الذي نتمنى أن لا يفقد أحد ركائزه و هو قادم على تحديات كبيرة ( كأس إفريقيا 2013 و كأس العالم بالبرازيل 2014 ) و هل سيغنم منتخبنا من رحلة المساكني إلى الدوري القطري؟ و هل هذا سقف طموح المساكني؟ فلننتظر على أمل أن يحافظ لاعب الترجي على مستواه المعهود...