تمنى الشيخ عبد الفتاح مورو ان لا تسلم السعودية بن علي الى تونس مؤكدا أن الحكومة الحالية تفتقد إلى الخبرة، ومع ذلك فقد خير الدفاع بشدة عن قرارها القاضي بتسليم رئيس الحكومة الليبي السابق البغدادي المحمودي، ومهاجمة المنصف المرزوقي معتبرا تدخله في القضية بأنه تجاوز لصلاحياته. و قال مورو في حوار مع صحيفة الشروق الجزائرية اجراه امس "إنه لا يتمنى أن تقدم السعودية على تسليم الرئيس التونسي السابق، زين العابدين بن علي، لأن الرجل له صفة رئيس دولة سابق، وعودته إلى تونس في هذه الظروف ستحدث بلبلة نحن في غنى عنها". و اضاف:" أن مطالبة تونس بتسلم الرئيس السابق هي أصلا مطالبة باهتة، وهي تطلبه في قضية حق عام وليس في قضية سياسية، ان أحسن حل في الوقت الراهن هو بقاء بن علي خارج الوطن،فمن حق السعودية منح الرجل وزوجته اللجوء السياسي لكن ليس من حقها منح منبر لليلى الطرابلسي لتشتم تونس من خلاله". و نقلت الصحيفة انتقادات لاذعة للقيادي السابق في حركة النهضة لما اسماه ب"هرولة" التيارات الإسلامية التي وصلت إلى سدة الحكم بعد الربيع العربي. و قد قال:"هرعوا إلى الحكم وهم يظنون أن الأمور سهلة, نحن في تونس، الإدارة تأصلت ومن الصعب القضاء على امتيازاتها في ظل النظام البائد أو تغييرها بين ليلة وضحاها. فالمشاكل التي تتخبط فيها تونس اليوم، لا النهضة ولا اليسار ولا كل الأحزاب مجتمعة تستطيع حلها". و قد بينت الشروق على لسان عبد الفتاح مورو أن"المشاكل التي تعيشها تونس بعد الثورة ليست السبب الوحيد في فشل الأداء الحكومي وإنما غياب الخبرة عند الإسلاميين الذين وصلوا إلى السلطة رغم النوايا الطيبة والإرادة الجادة في العمل قد ساهم بشكل كبير في هذا الفشل". و اضاف معاتبا الحكومة بقوله:" هم لم يستعينوا بأصحاب الخبرة حتى ممن يختلفون معهم". في المقابل دافع عبد الفتاح مورو بقوة على قرار السلطات التونسية بتسليم رئيس الوزراء الليبي السابق، البغدادي المحمودي إلى ليبيا وقال إن ذلك كان تنفيذا لقرار قضائي لكنه احتج بشأن التوقيت الذي اعتبره غير مناسب على اعتبار أن ليبيا مازالت لا تملك مؤسسات قانونية. و قال مورو في موضوع صفقة بين ليبيا و تونس : "إن وجدت فهي صفقة سياسية تم من خلالها التفاهم مع البغدادي المحمودي بتسليم كل الحسابات السرية لأموال القذافي في مقابل استفادته من محاكمة عادلة وإطلاق سراحه". و اعتبر مورو، أن الرئيس المرزوقي، ليس من صلاحياته التدخل في قضية تسليم البغدادي المحمودي إلى ليبيا، لأنها حسب رايه قضية قانونية بحتة". و قد نقلت الصحيفة تاكيدات مورو بشان ترشيحه لخلافة الغنوشي على رأس حركة النهضة بقوله :"هناك من رشحني دون طلب مني ولكني لم ولن اطمع أبدا في ذلك .ثم إن الغنوشي سيبقى رئيسا للحركة حتى لو رفض هو ذلك، لأن القيادة في التيار الإخواني محترمة جدا ومقدسة".