قبل أسبوعين من مواجهة ريال مدريد.. ظهور صادم لمدافع دورتموند    بوسالم.. وفاة شاب غرقا في خزان مائي    مهرجان «بريك المهدية» في نسخته الأولى: احتفاء بالتّراث الغذائي المحلّي    عمر الغول.. الولايات المتحدة تريد قتل دور مصر بالميناء العائم في غزة    المجلس المحلي بسكرة يحتجّ    منال عمارة: أمارس الفنّ من أجل المال    عاجل/ ليبيا: اشتباكات عنيفة في الزاوية.. وهذه حصيلة الضحايا    عاجل/ صفاقس: انقاذ 52 شخصا شاركوا في 'حرقة' وإنتشال 4 جثث    عاجل/ ضبط 6 عناصر تكفيرية مفتّش عنهم في 4 ولايات    النجم الساحلي يمرّ بصعوبة الى الدور ربع النهائي    تمدد "إنتفاضة" إفريقيا ضد فرنسا..السينغال تُلّوح بإغلاق قواعد باريس العسكرية    كأس تونس : النجم الساحلي يلتحق بركب المتأهلين للدور ربع النهائي    اتحاد الفلاحين: ''أسعار أضاحي العيد تُعتبر معقولة''    القصرين: القبض على شخص صادرة في حقه 10 مناشير تفتيش    عضو بمجلس هيئة الانتخابات: لا يمكن تجاوز هذا التاريخ كأقصى موعد للرئاسية    الإنتخابات الرئاسية: إلزامية البطاقة عدد 3 للترشح..هيئة الإنتخابات تحسم الجدل    قريبا.. الحلويات الشعبية بأسعار اقل    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    الوطن القبلي.. صابة الحبوب تقدر ب 685 ألف قنطار    بقلم مرشد السماوي: كفى إهدارا للمال العام بالعملة الصعبة على مغنيين عرب صنعهم إعلامنا ومهرجاناتنا!    في إطار تظاهرة ثقافية كبيرة .. «عاد الفينيقيون» فعادت الحياة للموقع الأثري بأوتيك    المهرجان الدولي للمشمش بحاجب العيون في دورته الثانية ...مسابقات وندوات وعروض فروسية وفنون شعبية    قراءة في أعمال ومحامل تشكيلية على هامش معرض «عوالم فنون» بصالون الرواق .. لوحات من ارهاصات الروح وفنطازيا الأنامل الساخنة    شبهات فساد: الاحتفاظ بمعتمد وموظف سابق بالستاغ وإطار بنكي في الكاف    عاجل : مسيرة للمطالبة بإيجاد حلول نهائية للمهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء    محيط قرقنة مستقبل المرسى (0 2) قرقنة تغادر و«القناوية» باقتدار    فقدان 23 تونسيا شاركو في عملية ''حرقة ''    الحشاني يُشرف على اجتماع لجنة القيادة الاستراتيجية بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي    وزارة الصناعة : ضرورة النهوض بالتكنولوجيات المبتكرة لتنويع المزيج الطاقي    القيمة التسويقية للترجي و الأهلي قبل موقعة رادس    وزيرة الصناعة: مشروع الربط الكهربائي بين تونس وإيطاليا فريد من نوعه    تضم منظمات وجمعيات: نحو تأسيس 'جبهة للدفاع عن الديمقراطية' في تونس    أبو عبيدة: استهدفنا 100 آلية عسكرية للاحتلال في 10 أيام    نهائي دوري ابطال إفريقيا: التشكيلة المتوقعة للترجي والنادي الاهلي    هذه القنوات التي ستبث مباراة الترجي الرياضي التونسي و الأهلي المصري    طقس اليوم: أمطار و الحرارة تصل إلى 41 درجة    ضمّت 7 تونسيين: قائمة ال101 الأكثر تأثيرا في السينما العربية في 2023    قانون الشيك دون رصيد: رئيس الدولة يتّخذ قرارا هاما    جرجيس: العثور على سلاح "كلاشنيكوف" وذخيرة بغابة زياتين    ألمانيا: إجلاء المئات في الجنوب الغربي بسبب الفيضانات (فيديو)    5 أعشاب تعمل على تنشيط الدورة الدموية وتجنّب تجلّط الدم    وزير الصحة يؤكد على ضرورة تشجيع اللجوء الى الادوية الجنيسة لتمكين المرضى من النفاذ الى الادوية المبتكرة    نحو 20 بالمائة من المصابين بمرض ارتفاع ضغط الدم يمكنهم العلاج دون الحاجة الى أدوية    السبت..ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة    ابرام اتفاق شراكة بين كونكت والجمعية التونسيّة لخرّيجي المدارس العليا الفرنسيّة    دار الثقافة بمعتمدية الرقاب تحتفي بشهرث الثراث    بينهم طفلان..مقتل 5 أشخاص نتيجة قصف إسرائيلي على لبنان    داء الكلب في تونس بالأرقام    حلوى مجهولة المصدر تتسبب في تسمم 11 تلميذا بالجديدة    كمال الفقي يستقبل رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك    نحو 20 % من المصابين بارتفاع ضغط الدم يمكن علاجهم دون أدوية    جندوبة : يوم إعلامي حول تأثير التغيرات المناخية على غراسات القوارص    حفل تكريم على شرف الملعب الإفريقي لمنزل بورقيبة بعد صعوده رسميا إلى الرّابطة الثانية    الصادرات نحو ليبيا تبلغ 2.6 مليار دينار : مساع لدعم المبادلات البينية    ملف الأسبوع...المثقفون في الإسلام.. عفوا يا حضرة المثقف... !    منبر الجمعة .. المفسدون في الانترنات؟    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"هاجر بورقيبة" ل"التونسية": الخوف من أن يكون "السبسي" واجهة لتمرير مخطط ضد الثورة ... المعارضة أحزاب "كرتونية" فارغة... فوز "النهضة" مجددا وارد لأن "التوانسة مع الواقف.." و لوبيات المال هي التي تحكم البلاد
نشر في التونسية يوم 23 - 07 - 2012


حزب التحرير قد يتحالف مع النهضة
المعارضة أحزاب "كرتونية" فارغة
طلقوا وسيلة لأنها كانت تعرف خطط بن علي السرية
مزالي كان كبش فداء والبنوك خوصصت لصالح رجالات بن علي
لو لا إلحاح شيراك وبوتفليقة لما نظم بن علي جنازة رسمية لبورقيبة
لم تتعود الظهور في وسائل الاعلام والحديث للصحافة... انزوت في صمت داخل عالمها الخاص وابتعدت عن السياسة ومؤامرات السياسة لتلتصق بالشعب وتعيش ببساطة بين أبنائه لانها في قرارة نفسها تعتبر نفسها منه رغم ماضيها التليد والمجد الذي عاشته... وحدها الصدف جمعتني بها لاكتشف سيدة راقية ومثقفة وبسيطة الى حد الدهشة متأقلمة مع واقعها المتواضع بعد عز ملأ الدنيا وشغل الناس... يحدوها الحنين أحيانا الى ماضيها وتأخذها الرغبة في تصحيح ما شوهه البعض أو حاول تشويهه ومع ذلك تمارس حياتها العادية بين التدريس وورشة فن الحرف والرسم، انها هاجر ابنة الزعيم الراحل بورقيبة والاستاذة والفنانة والرسامة التي جمعتنا بها دردشة في أول حوار لوسيلة اعلامية محلية تحدثت فيه عن المشهد السياسي في تونس ونظرتها للانتقال الديمقراطي وأداء الحكومة والمعارضة والثورة وحقيقة ما يحدث وما حدث في تونس ومستقبل الحريات في تونس... هاجر بورقيبة كشفت أيضا عديد الحقائق في تاريخ تونس المظلم كخفايا انقلاب 7 نوفمبر والخيانات والمؤامرات التي حدثت في عهد بورقيبة وأماطت اللثام عن اللوبيات السياسية الحالية أو القديمة المتجددة التي ركبت على الثورة وتسعى الى افشالها والالتفاف عليها وغيرها من المواضيع الحارقة.
رأيك في المشهد السياسي الحالي؟
كل ما يحدث الآن في تونس هو ضد الثورة وفي الاتجاه المعاكس لها وكذلك ضد الشرعية، لم يتحقق شيء من الثورة سوى قدرة الشعب على الكلام... نحن نتكلم وهم يعملون وعندما يكون هناك ضغط شعبي يرمون المسكنات لذر الرماد في العيون، والدليل على ذلك ان مصالح بن علي لم تمس بل سيحافظون على مصالحه ويتسترون على جرائمه ولن يأتوا به أبدا من السعودية ولذلك حكم عليه بالاعدام لأنهم يدركون جيدا أن السعودية لن تسلم أبدا المحكومين بالاعدام ومن استجاروا بها.
والمحاكمات التي حدثت لسارقي تونس ولقتلة الشهداء؟
ذر للرماد في العيون وامتصاص لغضب الشعب ومحاولة لاخضاعه واسكاته والمحاكمات مهزلة وغير عادلة وهناك عملية اغفال للجرم الحقيقي ومحاسبة المتورطين في قضايا جانبية وثانوية والشهداء عند النخب المتنفذة والحاكمة الآن هم لصوص وليسوا شهداء وما التبجح بهذه اللفظة يوميا الا تمثيلية والدليل المحاكمات غير العادلة لقتلتهم ونسوا أنهم هم من أتوا بالثورة.
هل أنت مع المحاسبة قبل المصالحة؟
نعم لابد من المحاسبة... لن يستوي المجرم والبريء ولن نضمن تحقيق الديمقراطية قبل أن يدفع المتورطون الثمن... صحيح أن هناك من أجبر على التورط مع النظام السابق وانتمى رغما عنه وحتى بلا علمه الى «التجمع» ولم يتورط في النهب المنظم والسرقة المنظمة لثروات تونس ولحقوق الشعب في الرغيف والكرامة... هنا ربما العفو جائز لكن ذوي الجرائم الكبرى واللوبيات الناهبة وكل من ألحق الضرر بتونس وشعبها يجب أن يحاسبوا على جرائمهم وبعد ذلك قد يفكر الشعب في المغفرة والتقاضي لكن بعد تسديد جميع الفواتير.
نلاحظ تشاؤمك من الواقع السياسي الحالي؟
لا أنا واقعية وأدرك أن المشهد السياسي الحالي وأكذوبة الانتقال الديمقراطي أعد لهما سلفا من طرف بن علي وزمرته فبن علي هو من أتى بهؤلاء وهو من صنع الاسلاميين للاطاحة ببورقيبة وهو من خلق فزاعة عنف الاسلاميين في أحداث باب سويقة وغيرها وهو من أوهم الناس بالتنكيل بهم وسوق نضالاتهم المزعومة ضد الاستبداد والقمع في حين درس هؤلاء في السوربون وعاشوا في مناخ غربي ديمقراطي فعن أي تنكيل يتحدثون وعن أية دكتاتورية يتكلمون فهم لم يولدوا من القمع.
تقصدين أن الاسلاميين مشروع غربي؟
مشروع غربي كما كانت القومية في الستينات عندما صنعت بريطانيا جمال عبد الناصر في مخابر مخابراتها وأوعزت له بأنه قادر على القضاء على اسرائيل وفي الحقيقة بحربه مع الكيان الصهيوني أعطته مشروعية الدفاع عن النفس ومشروعية التوسع من كيان صغير الى كيان التهم ومازال يلتهم ما تبقى من أراض عربية باسم دفاعه الشرعي عن النفس وحمايته لوجوده.
وهذا ما جنته القومية على العرب.
هل هناك أخطار حقيقية محدقة بمكاسب الثورة؟
من نهب في عهد بورقيبة وامتلك العقارات يسترجع الآن أراضيه وممتلكاته وبمعنى أدق سرقاته التي افتكها منه بورقيبة وجعلها في أملاك الدولة... هذا هو الخطر فالبايات عادوا مع الثورة والعائلات المتنفذة وجميع اللوبيات السياسية عادت الآن بكل وقاحة الى الساحة بعد أن حاربها بورقيبة ومنعها من الاستيلاء على ثروات تونس عادت الآن لتنتشر في فضاء علني باسم الثورة.
لكن «الترويكا» وعدت بمحاربة الفساد؟
والدليل أن محمد عبو حاول الاصلاح فاستقال لأنه لا يمتلك صلاحيات لفتح ملفات الفساد الكبرى «تقول ذلك هازئة) فالحكومة تعمل بمقولة «تكلموا كما تريدون وأنا أفعل ما أريد» كل ما يقع مخطط له وأعد سلفا كما قلت لك و«الجماعة» ماضية في الثأر من بورقيبة الذي تصدى لسرقاتهم وماضية بالتوازي مع ذلك في تنفيذ مشاريع بن علي المشبوهة وباسم الاستثمارات يبيعون تونس وهناك توجه مفضوح نحو قطر وتركيا باقامة مشاريع وادخال اللغة التركية واذاعة الأناضول وما مطار النفيضة الذي بنته سواعد وكفاءات تركية الا دليل على أن بن علي أمضى على وثيقة بيع تونس.
ورأيك في أداء الرئاسة وقرارات لرئيس بلا صلاحيات ولا قدرة على القرار؟
المرزوقي بارتدائه «البرنس» أو «البرنوس» كأنه يثأر بالوصول الى الحكم حتى بلا صلاحيات، وأستغرب من تأسيس المرزوقي لحزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» والجمهورية كمبدأ ليست من مبادئ ولا قيم بن يوسف الذي حارب قيم الجمهورية ولم يكن سوى موال لفرنسا وفرنكوفونيا عكس ما يروج له مشوهو التاريخ ومع ذلك أنا لدي بعض الثقة في المرزوقي الحقوقي رغم أن المرزوقي مثله مثل «النهضة» أعده بن علي.
وأحزاب المعارضة التي دخل بعضها في تحالفات؟
أحزاب كرتونية وفارغة بلا برامج حقيقية ولا مبادئ حقيقية لمعارضة حقيقية وأغلبها صنعها بن علي ومنها من ينتمي الى العائلات الناهبة أو المتوارثة في نهب تونس ومنها من جندها بن علي عندما كان يشرف على الأمن وجهاز المخابرات وجعل من بعض رموزها معارضين لنظام بورقيبة والتقى الجميع في التآمر على سرقة الشعب والبلاد من معارضة وحكومة في يدها الحكم.
مؤتمر «النهضة» وما خلفه من تداعيات؟
«النهضة» شعبوية وفقدت ثقة الشعب ولعل تصدع «الترويكا» هو تصدع طبيعي ومنطقي لأن «الترويكا» ائتلاف مصلحي لا مبدئي و«النهضة» استغلت ثقة الشعب والثورة التي جاء بها لتصل الى الحكم وتستعرض عضلاتها في مؤتمر على شاكلة مهرجان «كان» في سينما مفضوحة وتقليد لمؤتمر «السبسي» في قصر المؤتمرات «زعمة زعمة الباجي خذا قصر المؤتمرات... ياخذوا هو ما قصر المعارض الأكبر مساحة»...!!
هل هناك خشية من اعادة انتاج للدكتاتورية؟
«النهضة» تتاجر بالدين وتنادي بعنصرية دينية وبالقبلية وتقول ان اسلامها معتدل وهو ما يشرع لوجود اسلام متطرف وغير معتدل يستعمل العنف المشروع وهذا ضد الاسلام لأن الدين الحقيقي ليس الذي تتشدق به «النهضة» ولا غيرها وتونس ليست الفاتيكان... كلنا مسلمون والأولى الاهتمام بمشاريع التنمية وحل مشاكل الفقر والبطالة لا الدخول في نزاعات باسم الدين والمعتقد لذلك ف«النهضة» أصلا لا تستحق التأشيرة فحتى المساجد تستعمل الآن للتحريض والتوعية الانتخابية النهضوية وهذا خطأ اضافة الى تحالفات دينية خطيرة... وكل من انتخب «النهضة» هم تجمعيون في سوادهم الأعظم وقع استقطابهم والتأثير عليهم من عمد وممثلي جهات تجمعية واعطاؤهم رخص «تاكسي» وأكشاك وامتيازات أخرى لذلك ف«النهضة» هي تجمع متنكر وأيضا السلفيون كلهم تجمعيون ولصوص ومن ذوي السوابق العدلية وقع استقطابهم «باش يخوفوا الناس».
هل هم يعملون مع «النهضة» أم ضدها؟
لا أدري ربما هم ضدها أو معها ولكن ظاهرة السلفية أو خلق هذه الظاهرة خطير وتونس في غنى عن العنف بكل أنواعه... لابد من الاحتياط من أعداء تونس وأعداء الوحدة الوطنية.
تحالفات بالجملة بين الاحزاب وأخيرا «حزب التحرير» يعطى التأشيرة فهل سيتحالف مع «النهضة»؟
تحالفات تنظيرية لأحزاب غير واقعية وليست لها برامج ولا قاعدة شعبية حقيقية وكل هذه الاحزاب لن تكون بديلا حقيقيا و«الكلهم لازم يمشيو» أما اسناد التأشيرة ل«حزب التحرير» في هذا الوقت بالذات فهو خدمة لحملة «النهضة» الانتخابية وحتى يعيد الناس انتخابها وبعد الانتخابات سيتحالفان.
ولكن هل تتحالف الخلافة مع الاسلام المعدل؟
زعيم «حزب التحرير» يدرك جيدا أن ارساء الخلافة غير ممكن حاليا.
وهل مبادرة «السبسي» هي البديل؟
«نداء تونس» قد يعيد التوازن ان كان مرآة حقيقية لقيم الدساترة الحقيقية وقد يقلب المعادلة في الانتخابات ولكن المنتمين الى حزب الباجي مشكوك فيهم وكثيرون منهم تجمعيون وغير نزهاء ومتورطون والواجب ازاحتهم والتصدي لهم لذلك الخوف من أن يكون السبسي وضع في الواجهة لتمرير مخطط ضد أهداف الثورة، وعلى الشعب ألا يترك أعداء الثورة التجمعيين ورموز الحكم المافيوزي يمروا.
ومبادرة الاتحاد؟
كلهم كانوا ومازالوا يحمون مصالحهم وهم ضد الثورة... أين كان هؤلاء المدافعون عن حقوق العمال والمضطهدين عندما وقعت خوصصة المؤسسات العمومية وكان الاتحاد حاضرا في المفاوضات وحرم بذلك الفقراء والمهمشون من حقوقهم المجانية في الصحة والتعليم التي ضمنها لهم نظام بورقيبة؟ أين الاتحاد في 23 سنة الماضية وهل طالب بالدفاع عن حقوق العملة والفئات الكادحة؟؟ ومشاركة الاتحاد في الثورة كانت في آخر لحظة عندما تأكد أن نظام بن علي انتهى وأن الشعب لن يتراجع لذلك كيف سنعطي هؤلاء ثقة في حين هناك عديد النقاط الغامضة ولابد من كشف بعض الملفات ومحاسبة من تورط من الاتحاد في خدمة مصالح بن علي وغيره. وفي الحقيقة كل ما وقع منذ تولي بن علي الحكم وحتى منذ أن كان مديرا للأمن وبدأ في التغلغل داخل الجهاز الأمني والعسكري هو ثورة مضادة لهدم ما بناه بورقيبة في ارساء دولة مدنية قوية وذات سيادة.
وهل ما يقع الآن هو حلقة جديدة في سلسلة هذه الثورة المضادة؟؟
كل اللاعبين الآن موالون لفرنسا وموالون للاتراك ونفس العائلات التي امتصت دماء الشعب قبل الاستقلال بولائها لفرنسا مازالت تتوارث السرقة وعادت بعد الثورة لاستعادة ممتلكات سرقتها من الشعب أيام الاستعمار وأممها بورقيبة بعد الاستقلال لتصبح ملك الدولة ها هم الآن يسترجعون ممتلكاتهم بعد الثورة!!
هناك استعمار فرنسي وتركي وقطري بعد الثورة بمساعدة عائلات ولوبيات مالية فاسدة تمرر مخططات خطيرة.
تقصدين أن اللوبي الحاكم الآن هو المال؟
صحيح الديمقراطية لا تحكم بل هي رؤوس الأموال المتوحشة ومافيا المال والأعمال التي بيدها القرار لأن من يمول الاحزاب الحاكمة ويضخها بالأموال هو من يحكم في الحقيقة ولابد من التصدي لرؤوس الأموال المافيوزية.
هل ستنجح «النهضة» في الانتخابات القادمة؟
نعم يمكن أن تعيد الناس انتخابها «التوانسة مع الواقف» وحتى تكتيكيا هناك استعراض للقوة من قبل النهضويين.
ولكن الثورة مستمرة ويجب ان تكون ثورة في العقليات قبل كل شيء... صحيح ليس من طبع التونسي الثورة ولابد من وقت لنتحد لأن من يجلس على كرسي ينسى التفكير في الآخرين ولذلك لابد أن ينهض من على كرسيه «لازمه يقوم».
رأيك في خطاب المرزوقي الأخير بفرنسا؟
خطاب محترم من ناحية الأفكار وفيه تقارب مع الفكر البورقيبي وعلى المرزوقي ان يراجع تاريخه وأن يكون صادقا.
هل أنت مع أو ضد عودة التعليم الزيتوني؟
إعادة التعليم الزيتوني يدخل في اطار الثورة المضادة والتآمر على مكتسبات الدولة التونسية ومكاسب التونسيين في تعليم موحد ومجاني للجميع بدون تفرقة بين أبناء الأغنياء وأبناء الفقراء ومؤشر خطير لضرب العقول والحد من الكفاءات وارجاع المجتمع الى التخلف والظلامية فبناء تونس الحديثة والقدم الذي عرفته كان بالمراهنة على العلم وانارة العقول، ولكن أنا مع تخفيض سن التمدرس الى خمس سنوات... هذا جيد حتى وإن أقرته «النهضة».
خفايا انقلاب 7 نوفمبر والاطاحة ببورقيبة؟
لم يكن انقلابا كما يشاع بل كان تنفيذا لخطة ومؤامرة برمج وخطط لها طيلة سنوات من طرف خونة وعصابات تغلغلت في وزارة الداخلية والدفاع وفي مؤسسات الدولة العمومية التي وقع افراغها وافلاسها ونهبها وعلى رأسهم بن علي الذي كان في المخابرات ووراء كل احتجاج شعبي أو اضراب.
وماذا عن أحداث الخبز 1984؟
بورقيبة ليس مسؤولا عن الترفيع في الخبز بل بالعكس كان ضد الزيادة في أسعار الخبز ولكن الخونة تآمروا مع التلفزة التي بثت صورا لأكياس من الخبز ملقاة في صناديق القمامة. لما رأى بورقيبة تلك الصور اغتاظ ورفّع في أسعار الخبز ليأتي مزالي في 8 أفريل 2000 ويقول في قناة «الجزيرة» إن بورقيبة زاد في سعر الخبز!!
على ذكر مزالي هل صحيح أنه سارق تونس الأكبر وهو من أفرغ مؤسسات الدولة ونهبها؟!
مزالي لم يسرق بل كان كبش فداء للسراق الحقيقيين والبنوك خوصصت لصالح رجالات بن علي، ولذلك هرب محمد مزالي ولم يحاكمه بن علي بعد وصوله الى الحكم.
نلاحظ كثرة الدسائس والمؤامرات في عهد بورقيبة؟؟
كل المتآمرين كانوا موالين لفرنسا ولا يؤمنون بالحركة الوطنية واستئصال الاستعمار من الجذور وكلهم كانوا مع نهب خيرات تونس وزعزعة بناء الدولة الحديثة ورقي تونس ومبادئ الاستقلال الحقيقي لم تكن في ذهن بن يوسف ولا الثعالبي ولا الماطري ولا الشرايطي الذي كان يقول لبورقيبة في مصر سنة 48 «فرنسا أمنا» والفلاقة كانت تزعج فرنسا من أجل مصلحتها الخاصة فقد كان المستعمر البقرة الحلوب لها لذلك طلب منه بورقيبة أن يكوّن فلاقة لخدمة الاستقلال وخدمة تونس.
والاسلاميون هل طالبوا بالاستقلال؟
لم يطالبوا بالاستقلال الكامل بل طالبوا ببرلمان أو بحكم برلماني لتواصل فرنسا نهبها لثروات تونس ولذلك قال الغنوشي في مؤتمر النهضة الأخير «أخيرا صار عندنا برلمان»... وهو مخطط له سلفا واعادة انتاج لمشروع استعماري وفي الحقيقة كلهم اتحدوا للاطاحة ببورقيبة ونهب تونس وليتسنى لهم السيطرة على الثروات والسرقة.
ولكن المعارضة بدأت أيضا من فراش بورقيبة؟؟
عنوان مقال صحفي لاحدى الصحف لأن وسيلة تعارض أحد بنود الدستور وهو الرئاسة مدى الحياة وكانت أيضا تدرك أنه في حالة تولي الوزير الأول الحكم سيكون مجرد ديكور وأن اللاعب الأكبر من وراء الستار هو بن علي وكانت تشعر أن بن علي هو من سيفتك الحكم وتعلم دسائسه ومؤامراته هو وزمرته.
وفي الحقيقة بورقيبة لم يقبل الرئاسة مدى الحياة الا بمباركة وتشجيع النخب التي كانت تهتف «مدى الحياة، مدى الحياة، فأجابهم بورقيبة «بما أنكم اقترحتموها أقبلها» ليختم بقوله «خسارة ضيعنا فرصة ديمقراطية».
وأزيدك علما أنه عندما يقرر بورقيبة الاستقالة ويخطب في الشعب ويقول أنه اطمأن عليه وحان الوقت لانتخابات حرة يقوم المتآمرون باحداث بلبلة في البلاد ويختلقون أحداث الشغب والاحتجاجات لإفشال الاستقالة.
على ذكر وسيلة هل صحيح أن بن علي هو من ضغط على بورقيبة لتطليقها؟
أبي كان يحبها وكان يؤكد أنه لم يطلقها واعتبر الحكم غير قانوني وحتى في آخر لحظاته كان يهذي بها. وسيلة كانت تمثل خطرا على مخططات بن علي وتعلم بتآمره لذلك كان لابد من ابعادها عن بورقيبة وتوريط بعض من أهلها وتطليقها.
ودور سعيدة ساسي في الاطاحة ببورقيبة؟؟
غرر بها للتآمر على بورقيبة وكانت محمية من الداخلية وبورقيبة كان يهددها بالسجن ولكنها كانت في حماية الداخلية.
بورقيبة والدين؟ وهل هو ملحد؟؟
لم يكن ملحدا ولم يحارب الدين كما روج أعداؤه... بعد الاستقلال كان بصدد تكوين دولة والقضاء على ظاهرة الجهل والفقر ولم يكن يريد الدخول في مهاترات واهية وتصدى لكل ما يمثل استعباد ورجعية ولم يأخذ القشور من الدين بل الروح «كان يربي في شعب» ويبني في دولة تضمن له اكتفاء بعد جوع ونورا بعد ظلام ومعرفة بعد جهل.
وحتى إرساء دولة لائكية لم يكن هو من قررها بل النخب والعائلات الموالية لفرنسا والموالية لتركيا (الدولة العثمانية) هي من اقترحت اللائكية صحيح أنه كان معجبا بأتاتورك لتحريره لتركيا من التخلف ولكنه كان ضد فسخ هوية الأتراك التي قام بها أتاتورك من تعويض للشاشية بالقبعة الفرنسية.
بورقيبة لم يفكر في مس الهوية الإسلامية ولكن المتآمرين هم من اختلقوا وابتدعوا هذه الكذبة ليظهروه في صورة العلماني والملحد والموالي لفرنسا في حين هم الموالون وكلهم فرنكفونيون، بورقيبة كان ضد توظيف الدين لخدمة أجندات سياسية أو مخططات لنهب ثروات الشعوب وضد تنويم الشعوب وإلهائها عن المطالبة بحقوقها باسم الدين.
لكن بورقيبة حارب الحجاب وأمر بافطار رمضان وعدم ذبح الأضاحي في العيد؟؟
بالنسبة للحجاب أو السفساري كان بورقيبة يعتبره ظلا لاستعباد المرأة وعلامة خضوع وتبعية ومن أدخل السفساري هم العثمانيون وبورقيبة أراد تحرير العشب فكريا من كل أشكال الخضوع والتعبية للآخر وآمن بدور المرأة في النهوض بالمجتمع وتونس وقتها كانت في حاجة الى جميع أبنائها. هو لم يحارب الاسلام لأنه كان يعتبر المرأة كائنا متكاملا حرا ومستقلا وليست عبدة أو بضاعة وحتى الاسلام كرم المرأة وأعطاها قيمة والرسول لم يتزوج امرأة أخرى الا بعد وفاة خديجة ثم تزوج بعد ذلك عائشة وزوجاته الأخريات كن أرامل أو متقدمات في السن يعني تزوجهن لحمايتهن.
تقصدين أن الاسلام علماني والرسول ضد تعدد الزوجات؟؟
الاسلام علماني وتعدد الزوجات والحجاب صنعته ظروف معينة والاسلام اشترط العدل في تعدد الزوجات والعدل يجب أن يكون حتى في المحبة والله قال «ولن تعدلوا وان حرصتم» والدليل أن الرسول لم يتزوج على خديجة حتى موتها.
وافطار رمضان الذي دعا اليه بورقيبة؟
وقتها رمضان جاء في صيف قائض وصلت درجة الحرارة فيه أكثر من 46 درجة وهناك من توفي جراء الصوم والحرارة واقتصاديا بدأت البلاد في التراجع لانخفاض مجهود الشعب في العمل ونقص العطاء في وقت يجري فيه بناء الدولة وبناء ازدهارها وبورقيبة «قاللهم افطروا وخلوها على ظهري أنا» لأنه كان يؤمن أن الجهاد هو في بناء الدولة وتحقيق الديمقراطية الاجتماعية واخراج شعبه من الخصاصة والفقر. ونفس الشيء بالنسبة لأضاحي العيد قال من ليس له قدرة على شراء أضحية لا يشتري «وكل واحد يعيد على قد فلوسه» كذلك كان هناك نقص حاد في عدد الخرفان ومازال السواد الأعظم من الشعب يعاني من الفقر.
وهذا يحسب لذكاء بورقيبة وحنكته وحبه لشعبه وبلده وقربه من الفئات الكادحة بارساء العدالة الاجتماعية. أما كلمة تهمة تكفير بورقيبة فكانت ملفقة من أعداء تونس وأعداء بناة الجمهورية ونظرا لأن كل مخططاتهم ودسائسهم فشلت في اثارة الشعب على زعيمه اختلقوا تهمة الالحاد ليكرهه الشعب ولكن وحدها الشعوب تعرف أبطالها وحب التونسيين لزعيمهم مازال قائما حد الآن... فقد بقي بورقيبة ورحلوا هم».
ولكن بورقيبة فرّخ بن علي أو بمعنى أدق هو من أتى به الى الحكم؟؟
بن علي جاءت به المخابرات والعائلات المتنفذة والناهبة خدمة لأجنداتهم في تحطيم ما بناه بورقيبة ووقوفه سدا منيعا أمام سرقاتهم وخدمة لأجندا فرنسية لاستعمار جديد ونهب جديد لتونس وهو ما يتواصل الآن باسم الثورة والحكومة تتحدث عن 50 سنة من الدكتاتورية وسمير ديلو قال إن العائلة البورقيبية استولت على مجوهرات البايات في حين الحقيقة أن تم وضعها في خزينة الدولة.
بورقيبة واغتيال صالح بن يوسف؟
بالعكس بن يوسف هو من خطط لاغتيال بورقيبة ووعده عبد الناصر بذلك أي بتصفية بورقيبة ووضع بن يوسف في الرئاسة وهذا يدخل في الخيانات العظمى للدول لأن عبد الناصر لم يخن بورقيبة فقط بل خان تونس وشعبها وعندما كان بن يوسف في جنيف عرض عليه بورقيبة العودة الى تونس والصلح لكنه رفض وواصل سياسة مؤامراته على بورقيبة والنخبة وقتها كانت يوسفية وموالية للبايات ومتصاهرة معها وموالية لفرنسا وكانت تبرم صفقات مالية فيما بينها ولعبت نفس الدور الذي لعبته العائلات المتنفذة في عهد بن علي ومؤسسات المجتمع المدني وبن يوسف نفسه تورط في صفقة السكر الشهيرة وبورقيبة كان ضد هذه الامتيازات وضد مصلحة بعض الفئات والمصلحة العليا كانت مصلحة الشعب العامة لذلك تآمروا عليه وأتوا ببن علي ليمكنهم من السرقة ولذلك اتحدوا معه وها هم الآن يسترجعون أملاكهم التي سرقوها في جربة وغيرها باسم الثورة والقطع مع 50 سنة من الدكتاتورية.
بورقيبة والماسونية؟ وماذا عن هيكل سليمان والعمودين ورمزية النور والظلام في المقبرة؟؟
الماسونية في عهده كانت ممنوعة وكان الماسينيون يعاقبون أو يطردون والماسونية أرساها بن علي في تونس وبالنسبة للمقبرة أخذ شكلها عن مقبرة محمد الخامس ملك المغرب ونقلها عنه ولم يكن يدرك أن شكل المقبرة يفسر بالماسونية ومعبد سليمان وغيره.
هل تنازل بورقيبة من أجل كرسي الحكم؟
الشعب يعرف أبطاله... اسألوا النزهاء وستعرفون أنه جاهد من أجل بناء تونس ورقيها وتقدم شعبها وكان يريد بناء دولة قوية ومستقلة وشعب متعلم وواع وموحد... ويكفي أنه مات ولم يترك شيئا وهذا دليل على أن المنصب لا يعني له شيئا... فكيف يتنازل عن شيء ليس همه؟؟!!
وماذا عن آخر أيام بورقيبة؟؟ وهل صحيح أن جثمانه وضع مع البضائع وركل بالأرجل؟؟
كان مريضا باعتبار تقدمه في السن ولكن في أتم مداركه العقلية ولم يصب بالجنون كما روج لذلك بن علي وكل ذلك يدخل في المؤامرة المعدة للاطاحة به ووصل بهم الأمر الى تعيين وزير في الصباح وإقالته في المساء ليروجوا بأن بورقيبة فقد مداركه العقلية، وصحيح وضع جثمانه في طائرة 7 نوفمبر ومع البضائع لكن الركل بالأرجل ليس لدي علم.
وهل صحيح أن بن علي لم يكن يرغب في، اقامة جنازة رسمية لبورقيبة؟
لولا ضغوطات قام بها شيراك وكذلك بوتفليقة اللذين ألحا على الحضور والمشاركة في الجنازة لما قام بن علي بتنظيم جنازة رسمية وفي المنستير قذف بن علي بعلب الياغورت وخرج من الباب الخلفي لتفادي غضب المواطنين، أيضا أبي كان يوصي بأن لا يتبع بن علي جنازته وكان يقول «مانحبوش يمشي في جنازتي» وكان يهذي باسم أمي.
كلمة الختام
الثورة مستمرة والشعوب تعرف أبطالها وأطالب الشباب باعادة قراءة التاريخ وكشف الحقائق وكشف المتآمرين الحاليين على تونس والتصدي لمخططاتهم الملعونة من أجل حماية بلادنا من كل المخاطر الداخلية والخارجية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.