تحتد ظاهرة "اللهفة "في شهر رمضان فترى المواطن التونسي وقد ركبته لوثة الاقتناء المفرط للمشتريات الاستهلاكية على كثرتها وتوفرها بكميات وافرة مما يسبب اضطرابا في الدورة الاقتصادية واستفحال ظاهرة الطوابير أمام الدكاكين والمغازات والمخابز وحوانيت بيع الحلويات والوصول الى التدافع الشديد وحتى الخصام ولإلقاء نظرة فاحصة على هذه "الظاهرة" الرمضانية بامتياز حاولنا أن نستعين برأي الطب والدين لفك رموز وآليات حضورها في حياتنا اليومية . وجهة نظر الدين قال محدثنا الشيخ عبد الرفيع الحبيب: قال صلى الله عليه و سلم " يأتي على الناس زمان همهم بطونهم وقبلتهم نساءهم ودينهم دراهمهم ودنانيرهم وشرفهم متاعهم " إن ظاهرة "اللهفة" والجشع مأتاهما ضعف العقيدة والحرص على الدنيا وملذاتها.وكلما تعلقت همة الإنسان بالآخرة سمت روحه وزكت وإذا تعلقت همة الإنسان بالدنيا تدنت وتشبهت بالصفات الحيوانية وهذه الصفات هي كثرة الأكل والشرب والنوم والمنكح والإنسان مدعو في شريعتنا السمحاء إلى التوازن بين الروح و الجسد ولقد فرض الله علينا الصيام لما فيه من منافع روحية وجسدية أما الجسدية فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " صوموا تصحوا " وأما المنافع الروحية فإن في الصوم ترفع عن جميع الملذات فيصبح الإنسان يتشبه بأخلاق الملائكة الذين لا يأكلون ولا يشربون ويسبحون الليل النهار لا يفترون وجهة نظر الطب النفسي أحال الدكتور.وسيم السلامي " اللهفة " إلى ظاهرة المنع فهي التي تولد رغبة في اقتناء تلك المواد الاستهلاكية بتلك الكميات الكبيرة.فالمنع يؤدي إلى شعور بالحرمان طبيعي ومؤسسي لأن الحرمان يجعله يعطي قيمة لتلك الأشياء ولكي يتضامن مع الناس المحرومين وفي نفس الوقت هناك جانب التعويض ولم ينس الدكتور السلامي أن يركز على ظاهرة تونسية بحتة هي أن التونسي يعيش نفس النسق الحياتي ونفس الوتيرة طيلة الفصول الأربعة فالتونسيون يعملون في نفس الوقت ويذهبون للتسوق في نفس الوقت ويتمتعون بعطلهم في نفس الوقت مما يخلق حالة الاكتظاظ في الشوارع والإدارات وفي رمضان أمام الدكاكين والمحلات والمخابز هناك جانب ثاني لا يجب أن نغفل عنه - والحديث دائما للدكتور- هناك تقاليد في رمضان الصيام والسهر وزيارة الأقارب كما هناك تقاليد في الأكل والشرب ( نوعية من الأكل.الزلابية والمخارق. اللبن. "حاجة حلوة " عند الافطار ) هذه المواد يستهلكها بكثرة ولاحظ محدثنا أن مائدة الإفطار في رمضان تكون في أغلب الأحيان أكثر من طاقة العائلة على الاستهلاك فأين رمضان من ذلك؟ و أين مقاصد رمضان؟ رمضان فيه جانب روحي فهو يبعد الإنسان عن الاستهلاك المفرط والأكل المفرط ومقاسمة الناس الإحساس بالجوع. كما يجب أن نعيش في نمط متناسق ونحيي قيم التواصل العائلي والمجتمعي فذلك مطلوب ومرغوب في رمضان وفي ختام حديثه قدم نصائحه لصائمي رمضان الكريم ومنها تعويض كمية الماء التي يحتاجها البدن خلال 24 ساعة وتلافي كمية هائلة من السكريات التي تمنع الشخص الصائم من تناول الغذاء جيدا وبالأصناف كلها ومن النصائح الاخرى نيل القسط الكافي من النوم باعتبار ان السهر المفرط يجعل الإنسان يتعرض لأمراض عدة .والقيلولة القصيرة مفيدة جدا ومن النصائح كذلك تلافي الرياضة في رمضان وكل إجهاد لأن البدن ليس في وضعية تهيئة للإجهاد وتلافي التعرض للشمس والحرارة المفرطة لعدم القدرة على تعويض الماء خلال ساعات النهار واستغلال فرصة شهر رمضان للتخلص من الإدمان على القهوة والتدخين والخمر