أثبتت السهرة الختامية لمهرجان العبادلة بسبيطلة أن المسرح الأثري الذي تركه الرومان هبة لمدينة أصبحت تعد بأريافها أكثر من 100 ألف ساكن لم يعد قادرا على استيعاب الكم الهائل من الجماهير حين تكون السهرة على المقاس.. وحين تكون المناسبة حفلا مع «أمير الأغنية التونسية» أو «شيبة star» كما قالها منشط الحفل! الحفل أقيم مساء الثلاثاء 7 أوت وانطلق في حدود الساعة العاشرة و20 دق ومدرجات المسرح الأثري امتلأت تماما حين عجز المنظمون عن ايقاف زحف الجماهير المتهاطلة من مختلف الأحياء والأرياف والمدن المجاورة... غنّى نور شيبة «زارتنا البركة» وتغنّى بسبيطلة وقال إنه حرص على استدعاء قنوات حنبعل والوطنيتين الأولى والثانية والصحافة المكتوبة ليقفوا على روعة جماهير سبيطلة الذي تربطه بها علاقة حب قديمة!.. ورقصت الجماهير على ايقاعات «هزّي عيونك» و«يامول العين كحيلة» قبل أن تتعطل الأجهزة الصوتية بعد 20 دق من بداية العرض ليغادر نور شيبة الركح غاضبا... انقطاع الصوت دام 10 دقائق لكن نور شبيبة رفض أن يعود قبل اخلاء الركح من المتطفلين... بعد ذلك تمايلت الجماهير على نغمات «يامّا يا غالية» ورقصت على ايقاعات «ياطير الحمام» وارتفعت جذوة الحماس الى أقصاها مع أغنية «ياحبّ أشبيك». قاسموه الركح الفنان نور شيبة انسجم تماما مع العرض وغازل الحاضرين فتغنى ببنات سبيطلة وأولادها وحاول أن يسيطر على الوضع فقال إن الجمهور أمام اختبار القنوات التلفزية التي تصور العرض وأمام فرصة انجاح الحفل ليصبح المهرجان دوليا خلال السنة القادمة...!! محاولات نور شبيبة لم تذهب سدى لنشهد لحظات رقص فيها أكثر من 7 آلاف شخص دون استثناء على ايقاعات «برّة برّة من حياتي» و«هاي لالاي يا يامة» و«هكّة العشرة عليك اتهون»... التخميرة كان يمكن أن تكون علامة صحية لمتساكنين متعطشين للعروض الفنية وليس لهم من مورد ترفيه سوى المهرجان إلا أنها زادت عن الحد حين صعدت اعداد هامة الى الركح واحتفت بنجمها فشاركته المكان وتخوفنا من أن يتحول العرض في أي لحظة الى كارثة خاصة وأنه لا شيء كان يوحي بأن المنظمين يسيطرون على الوضع وهو ما تفطن اليه الفنان نور شيبة فهدد أكثر من مرة بايقاف الحفل قبل أن يضطر الى ذلك في حدود الساعة 11 و45 دقيقة. تكريم المديرين السابقين الحفل دام ساعة و20 دقيقة وكان يمكن أن يكون أطول لو أحكم المنظمون السيطرة على مدخل المدينة الأثرية وهو ما نفاه السيد حافظ العياري مدير المهرجان الذي قال «إننا في زمن الثورة ولم نكن قادرين على ايقاف تدفق الوافدين» في حين قال السيد عمري الزواوي كاتب عام المهرجان ل «التونسية» «إن الميزانية خذلتنا ولم نكن قادرين على تأمين أجرة أكثر من 70 عون أمن و50 عون تنظيم نالوا مستحقاتهم جميعا». ومع ذلك فالسهرة ناجحة.. والآن الى التفكير في الدورة القادمة يذكر أن هيئة مهرجان سبيطلة سعت الى تكريم المديرين السابقين قبل بداية الحفل الختامي وهم المدير المؤسس عبد العزيز الخليفي والمرحوم عبد الحميد السايبي وابراهيم الهادفي ومنجي المحمدي وعبد الله بوعلاقي ورضا خرشفي ومنصف الخلفي وعبد الله بوسطلة.