حالة الهدوء التي شهدتها مدينة سيدي بوزيد عقب انتفاضة يوم التحرير بالمدينة بعد أن بلغت وتيرة الأحداث فيها ذروتها لم تتجاوز الساعات القليلة. ولئن عادت الحياة بمدينة سيدي بوزيد في الليلة الفاصلة بين الخميس والجمعة إلى سالف نشاطها بعد الإفطار, حيث التحق التجار بمحلاتهم وقصد السمار بمختلف فئاتهم العمرية من الجنسين المقاهي والمنتزهات و«كرنيش» الشارع الرئيسي في جو رمضاني عادي, فان هذه الحالة لم تدم طويلا حيث احتشدت في حدود العاشرة ليلا جموع غفيرة ضمت ممثلين عن الأحزاب السياسية الناشطة في الجهة والجمعيات والمنظمات والنقابيين والحقوقيين وهيئة حماية 17 ديسمبر 2010 ومستقلين ومعطلين عن العمل أمام مركز حرس المرور وطالبوا برحيل رئيس منطقة الحرس الوطني احد عناصر ثالوث المصالح الحزبية الضيقة في الجهة على حد تعبير المحتجين كما طالبت الجموع المحتجة بالافراج عن الموقوفين من خلال شعارات مناهضة للحكومة منها «شادين شادين في سراح الموقوفين» و«العصيان العصيان حتي يسقط الطغيان» و«الشعب فد فد من طرابلسية جدد». وانطلقوا في مسيرة حاشدة جابت طول الشارع الرئيسي ذهابا وإيابا وعند اقترابها من مركز الولاية ومنطقة الأمن واجهتهم قوات الأمن بإطلاق وابل من الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين منهم الشيء الذي ادخل الحيرة والرعب في صفوف الأهالي وخاصة منهم أصحاب المحلات التجارية الذين سارعوا بإغلاق محلاتهم خوفا وتحسبا لتطور الأحداث والعودة إلى منازلهم مبكرا .غير أن ذلك لم يمنع بعض المتظاهرين من إشعال العجلات المطاطية وسد منافذ العبور من الطريق الرئيسية ورشق مقر الولاية والوحدات الأمنية بالحجارة. وقد تمخضت هذه الحالة حسب شهود عيان عن إصابة بعض المحتجين بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع كما أسفرت عن إيقاف بعض المتظاهرين. وقد تواصلت حالة التوتر إلى ساعات متأخرة من الليل