كثيرون لا يعرفون أن معتمدية سبيطلة هي إحدى أكبر الجهات المنتجة للنفط.. والماء!، ومنذ عدة سنوات ظلت منطقة سبيطلة تضخّ هاتين المادتين الحيويتين انطلاقا من «حقل الدولاب» ومن عيونها السطحية والعميقة عبر قنوات تمتدّ إلى صفاقس. وكان يمكن أن تكون المسألة عادية جدا بما أننا نعيش في بلد واحد نتبادل خيراته، ونتقاسم نقائصه إلا أن ما دفعنا إلى الحديث عن ذلك هو أن قنوات الماء الصالح للشراب تشق قرى ومناطق مازال متساكنوها محرومين من التمتع بالماء الصالح للشراب وبالتنوير العمومي بعد أن تركتهم الدولة تحت رحمة جمعيات مائية منهكة تنظيميا وغير قادرة على تأمين الماء كامل أيام السنة... في سبيطلة عشرات القرى والأراضي الفلاحية التي تمسح آلاف الهكتارات بلا مناطق سقوية ودون أن يمنح المواطنون فرصة خدمة الأرض بطرق عصرية تحميهم من وطأة البحث عن عمل بين حضائر البناء في الساحل وصفاقس! االمطلوب.. منطقة سقوية في مدينة سبيطلة عشرات الأحياء الشعبية مازال متساكنوها يقضّون الصيف تحت لهيب الحرّ، وقسوة الحياة ولا مأوى يستظلون بظله... عجزت عشرات المجالس البلدية التي تعاقبت عن توفير مسبح بلدي يؤمّه الأطفال والشباب.. وعجزت الدولة عن منح مدينة الماء مسبحا لأبنائها... في معتمدية سبيطلة مازالت عمادة شاسعة ومترامية الأطراف (عمادة الخضراء) نسبة المسالك الفلاحية فيها لا تتجاوز الصفر، ودون أيّ منطقة سقوية وبلا مستوصف ودون تنوير عمومي رغم أنها تشهد مرور آلاف المكعّبات من النفط والماء الصالح للشراب عبر قنوات تحيي متساكنيها وتميتهم شماتة وقهرا كل يوم.. يتساءل أحد المواطنين: ألسنا في زمن الثورة؟ لماذا لم يبرمجوا لنا مسبحا، ومستوصفا وطريقا معبّدا؟ ويصرخ آخر: المطلوب منطقة سقوية.. فورا.. بقرية وادي المعيو.. ومسبح بلدي.. فورا.. بحي السرور.. ومصنع كبير.. يشغّل آلاف العاطلين!!