تعيش شركة التشخيص الطبي للمتوسطي «مرناق» حالة من الاحتقان في صفوف عمالها منذ ما يقارب السنة. وقال السيد محمد علي بوغديري، كاتب عام الاتحاد الجهوي ببن عروس ل«التونسية»: «تعيش شركة التشخيص للطب بالمنطقة أزمة حقيقة منذ أن طالب العاملون بحقوقهم ومستحقاتهم في كنف الاحترام، وعوض الاستجابة لمطالبهم، قام صاحب المؤسسة بطردهم وبطريقة تعسفية، سعيا منه الى تركيع الطبقة الشغيلة ولضرب العمل النقابي، حسب قوله مشيرا الى أن الاتحاد لن يسكت عن ممارسات مماثلة وأن جميع النقابات الأساسية والثانوية ستجتمع في القريب العاجل للبحث في الخطوة المنتظر اتخاذها. من جهتها، صرّحت السيدة ثريا الدخلاوي، الكاتبة العامة للنقابة الأساسية بشركة التشخيص الطبي للمتوسطي أنها وزملاءها يعيشون تعسفا حقيقيا من قبل رئيسهم في العمل، وأنهم يعملون في ظل ظروف غابت عنها كل شروط السلامة المهنية وفقدت داخلها المعاملات الانسانية كذلك. وأضافت «هذه الشركة الخاصة تشغل قرابة ال100 عامل، وقائمة الذات منذ 2011، ومنذ هذا التاريخ والعمال يعيشون حالة رعب وخوف وعبودية حقيقية، لقد غابت حقوقنا حتى التافهة منها، فقرّرنا بعد ثورة 14 جانفي أن نناضل وكوّنا نقابة خاصة بنا ودافعنا عن مجموعة من المطالب التي تضمن حقوقنا من ذلك توفير شروط السلامة المهنية وتوفير طبيب خاص بالشركة... وكان لنا لقاء مع رئيسنا الذي استنكر علينا العمل النقابي معلّلا ذلك بأنه يريد أن يحل مشاكلنا الداخلية خارج اطار النقابات». وأضافت محدثتنا: «عقدنا الجلسة الأولى بتاريخ 29 أكتوبر 2011، وبحوزتي كافة محاضر الجلسة، حيث طالبنا بتوفير وسائل الوقاية ومنحة الخطر، اضافة الى زي عمل معتبر وطبيب يسهر على سلامتنا عند الاصابات، علاوة على توفير ظروف السلامة المهنية وتمكيننا من مستحقاتنا المالية، وتعدّدت الجلسات دون جدوى مقابل ذلك قام باتهامنا بالضلوع في عمليات تخريب للآلات. فما كان منا إلا أن قمنا باضراب أيام 11 و12 و13 أوت جوان 2012». وبيّنت محدثتنا أنهم يعيشون خوفا حقيقيا وأنهم يعملون ليلا ونهارا دون الحصول على مستحقاتهم المالية. وأضافت: «لقد قام المدير بتجميد 49 فردا عن العمل في 22 جوان 2012، مع العلم أن جميعنا مرّسم، واتهمنا بالامتناع عن العمل وهو ادعاء لا أساس له من الصحة، ومنعوني من دخول المصنع، علاوة على ذلك فقد تعمد هو وأتباعه تحقير العمال بعد الاضراب ومن جملة أقواله: «عندنا كان السطل والخيشة للّي يحب يخدم». اليوم وبعد عملية «غربلة»، فقد أصدر برقية طرد في حقي وحق 6 من زملائي ونحن على هذا الحال منذ شهرين، والمؤسف أن زملائي هدف لضغط غير عادي... لذلك لن نسكت وسنواصل خطنا النضالي وسنقوم باضراب عام يوم 22 أوت المقبل الى أن نتوصل الى حلول». الشركة على الخط وللاستفسار، اتصلت «التونسية» مرارا بشركة التشخيص الطبي للمتوسطي بمرناق، ثم بمقر الشركة بالعاصمة، إلا أننا لم نتحصل على إجابة حول هذه القضية.