نظرا لتزامن موعد مهرجان سوسة الدولي مع حلول شهر رمضان المعظم اضافة الى ان مهرجان المدينة ايضا ينتظم في ذات الموعد تقريبا، ارتأت المندوية الجهوية للثقافة ومهرجان سوسة الدولي أن يقدما مشروع برنامج مشترك يحمل عنوان "ليالي سوسة" في دورته الأولى. وانطلقت التظاهرة يوم 24 جويلية الماضي بعرض لنوال غشّام ابنة المدينة والتي سبق لها أن اعتلت ركح مسرح الهواء الطلق بسيدي الظاهر أكثر من مرة، ثم تتالت العروض حيث كان الموعد مع سهرة سينمائية في اليوم الثاني ليقدم فيما بعد لطفي العبدلي عرض "مايد ان تونيزيا" في شكلها الجديد أمام جمهور غصّت به مدارج المسرح. عازف الكمنجة التركي " نديم نالبنتوغلو" بدوره كان له موعد مع جمهور سوسة في السهرة الرابعة. وتعددت العروض والسهرات الموسيقية ومن بينها ما كان ناجحا بشكل كبير سواء فنيّا او جماهيريا مثل عرض الفنان لطفي بوشناق والفنانة آمال ماهر وكذلك عرض الفنان زياد غرسة والفنان محمد الحلو والفنانة درصاف الحمداني. ومنها من كان عرضا عاديا مثل عرض نوال غشام حيث لم تقدم اية أغنية جديدة واعتمدت على قديمها وهو ما رأى فيه البعض كسلا من نوال وبخلا على جمهورها. للمسرح كان نصيب وافر في البرمجة، فإلى جانب عرض العبدلي، تابع جمهور المهرجان عرضا لمسرحية " زنقة النساء" لسوسن معالج ونادية بوستة ومحمد الداهش وتابعها جمهور هام، ومسرحية "كيف ما يرجع الفرططو" للثنائي عزوز الشناوي وإكرام عزوز وممثلين آخرين وكانت أقرب إلى عمل استعراضي لم يتابعه إلاّ جمهور قليل العدد. ومن الفقرات الجميلة التي تمت برمجتها في "ليالي سوسة" يمكن الوقوف عند السهرات التي التأمت في فضاء المتحف الأثري والتي جمعت بين المالوف التونسي والمغاربي وبين الموسيقى الصوفية القادمة من باكستان حيث شهد المتحف خمس سهرات مميّزة تابعها الجمهور بشغف كبير. ووجدت الفكرة تجاوبا هاما من الجمهور حيث تمّ استغلال المتحف الأثري في أنشطة ثقافية فنيّة تبعث فيه الروح. "ليالي سوسة" في دورتها الأخيرة كانت فرصة لتضافر عديد الجهود من أجل تقديم مادة مهرجانية دسمة سعت لإرضاء أغلب التطلعات ولبّت أكثر الرغبات ومع ذلك من المنتظر أن تكون الدورة القادمة أكثر جودة من دورة 2012 التي تمّ إعداده في وقت قياسيّ.