عقد مهرجان سوسة الدولي مؤخرا بمقره الإداري ب«سيدي الظاهر» ندوة صحفية لتقديم برنامج دورته ال54 والتي ضمّت في برمجتها «ليالي رمضان»، والجديد في هذه الدورة ولعله الشيء الوحيد هو تعيين مدير جديد لهذا المهرجان . مكتب الساحل (الشروق)خلفا للدكتور هشام بن سعيد بعد أن قضى تسع سنوات على رأس إدارة هذه التظاهرة الصيفية وللأمانة فقد ساهم هذا الرجل والذي يتسم بثقافة واسعة ورؤية فنية عميقة بقسط كبير في توفير مصادر تمويل لهذا المهرجان شكلت رافدا له بانت أهميتها بصفة خاصة بعد الثورة ضامنة له الاستمرارية ،إلى جانب اجتهاده الكبير في تقريب المهرجان من خصوصيته الطبيعية الثقافية بتجريده مما صبغ به من سماجة وعشوائية في البرمجة رغم بعض الانتقادات الموجهة لهيئة هذا المهرجان بصفة خاصة والمتعلقة بما اتصفت به من انغلاق في ظل تواجد أعضاء أغلبهم صوريين بعيدين كل البعد عن الشأن الثقافي وعن شروط التواجد في مثل هذه التظاهرات الضخمة . المدير الجديد هو رفيق الغربي أستاذ جامعي في الكيمياء له اهتمامات موسيقية أصيل ولاية بنزرت وقد برر مندوب الثقافة الشاذلي العزابو أسباب ذلك الاختيار للدرجة العلمية لهذا المدير و لإبداعه في مجال الموسيقى «على حدّ تعبيره!!!» فيما صمت عن الإجابة عندما استفسرته «الشروق» حول سبب عدم فتح باب الترشحات لهذه الخطة وفق مبدإ المشاريع والرؤى الفنية في ظل تواجد العديد من الوجوه الفنية والثقافية في سوسة والتي تتميز بالخبرة في هذه المجالات وخاصة التي تتناسب وحجم عراقة مهرجان سوسة أو على الأقل اعتماد طريقة المجلس الإداري للمهرجان يمثله هذه النخبة بعيدا عن المحسوبية وإثارة الحساسيات وخاصة تجنيب هذه التظاهرة من وسائل قد تعكس سياسة الإقصاء ، هذا وقد أقر السيد هشام باستمرار تواجده بهيئة المهرجان مفسرا تخليه عن إدارته بالظروف العائلية ! فيما فسر آخرون ذلك بحتمية الثورة بحكم أن الدكتور بن سعيد هو صهر الدكتور حامد القروي . نوال غشام ، درصاف الحمداني، لطفي العبدلي ،زياد غرسة، علياء بلعيد...أسماء تعوّد بها المواطن في مهرجان سوسة والتي وإن لم يتتال حضورها فقد حضرت في العديد من الدورات حتى أصبحوا يلقبون ب«أصدقاء المهرجان» وتواجدت بدورها في برنامج هذه السنة والذي اثار استغراب العديد من الإعلاميين الحاضرين حيث اعتبر البعض أنه من تخطيط هشام بن سعيد وأكّدت ذلك ردة فعل مدير المهرجان فيما لام آخرون تواجد لطفي العبدلي للمرة الثالثة على التوالي في المهرجان واستفسرت «الشروق» حول غياب بعض العروض المسرحية في ظل حضور التجارية منها و أيضا غياب بعض الوجوه الغنائية والتي بانت وكأنها «ممنوعة» من العرض في مهرجان سوسة كصلاح مصباح ونور الدين الباجي وسيرين بن موسى ....إضافة إلى غياب العروض ذات الصبغة الصوفية والدينية التي يتسم بها شهر رمضان وبقدر وجاهة الأسئلة والآراء المطروحة من طرف مختلف الإعلاميين فإنها لم تجد أي إجابة مقنعة حتى الاستفسارات المتعلقة بميزانية المهرجان وقيمة العروض المالية للعروض المبرمجة امتنع مندوب الثقافة والدكتور هشام بن سعيد البوح بها في ظل صمت مدير المهرجان الأستاذ رفيق الغربي والذي أكّد أن تعيينه وقع مؤخرا وبالتالي لم يكن مشرفا على حيثيات البرمجة راكبا القطار وهو يسير وحول استفسار «الشروق» كيف له أن يقبل بمثل هذا الدور السلبي أجاب ضاحكا «السنة المقبلة سأكون فاعلا حقيقيا». أكد الدكتور بن سعيد أنه حرص طوال الدورات التي أشرف على إدارتها جاهدا إلى عدم برمجة عروض المزود والراب واصفا إياها ب«عروض الشارع» وسأل أحد الإعلاميين المدير الجديد إن كان سيتوخى نفس المبدإ ؟ فأجاب قائلا «بحكم اهتمامي الموسيقي وتعلقي بالفن الراقي لن أسمح إلا بالعروض القيمة فنيا و عندما تصبح عروض المزود مطابقة للمواصفات الفنية فلن أتردّد في برمجتها». ن تغييب مهرجان سوسة لوسائل الإعلام وخاصة المكتوبة منها في ظل تواجد مكثف لمهرجاني قرطاج والحمامات ووافقهم في ذلك مندوب الثقافة والدكتور هشام الذي وصف هذا التغييب بالإقصاء متسائلا بدوره عن دواعيه ، وتدخلت «الشروق» للردّ ليس لمجرّد الدفاع ولكن لإقرار حقيقة وهي التغطية المستمرة لجريدة «الشروق» لسهرات مهرجان سوسة والتي تكاد تكون يومية في إطار تغطيتها لمختلف المهرجانات التونسية وشاركنا في هذا الإقرار كل الحاضرين منهم أيضا السيد هشام. بلغ عدد العروض المبرمجة واحدا وعشرين طغت عليها السهرات الموسيقية ب16 عرضا وهي : سهرة الإفتتاح نوال غشام ، عرض التركي نديم ،محمد الحلو ،عرض من باكستان ،فرقة المالوف المغاربي بسوسة، فرقة المالوف بالمنستير، فرقة الطرب العربي بصفاقس، الفنانة آمال ماهر، عرض أنغام الزردة ،بندير مان، فرقة موسيقية من ليبيا ، عرض زاهر الزرقاطي ، لطفي بوشناق، أولاد المناجم، سهرة تكريم وردة الجزائرية، درصاف الحمداني وسهرة الاختتام بإمضاء زياد غرسة.. وفي المقابل تمت برمجة ثلاثة عروض مسرحية وهي : «مايد ان تونيزيا» ، «زنقة النساء» و «كيف ما يرجع الفرططو» إضافة إلى عرض سينمائي يتيم في ظل تواصل غياب ما يسمى بالعروض الثقافية .