لأنّ المصلحة العامّة تقتضي منّا العودة للحديث عن واقع القطاع الصحّي بمدينة حاجب العيون ,والغوص في أهمّ المشاغل التي تعترض هذا القطاع لعلّ أبرزها ضرورة تدعيم أسطول سيارات الإسعاف بدرجة أولى, حتى تستجيب لطلبات المرحلة التي تتطلب توفير أكثر ما يمكن من سيارات الإسعاف, لدعم الأسطول الحالي الذي أنهكته عمليات التدخل اليومية ,بسبب طول المسافة التي تربط بين المستشفى المحلي بحاجب العيون والمستشفيين الجهويين ابن الجزار والأغالبة بالقيروان. هذه الوضعية نتجت عنها العديد من المآسي الاجتماعية التي تتطلب التدخل العاجل والفوري من قبل الإطار الطبي أو الشبه الطبّي. وفي هذا السّياق نتوقّف بالحديث اليوم عند الحادثة التي وقعت مؤخرا حين تعرّض أحد أصحاب الورشات المختصّة في غسيل السيارات ليلة العيد ودقائق قليلة قبل موعد آذان الإفطار, الى حادث شغل أليم تسبّب له في كسر مضاعف على مستوى السّاقين, وذلك وسط ذهول العديد من الحاضرين الذين اختاروا عدم التدخل الفوري لتقديم الإسعافات الأوّلية للمصاب حتى لايتسبّب له ذلك في مضاعفات جانبية. الحضور اختار إعلام مركز الاستمرار بمستشفى حاجب العيون لطلب النجدة و انتظار وصول سيارة الإسعاف, التي جاءت تتهادى بعد زمن طويل محمّلة بمفاجأة من النوع الثقيل. فقد حلّت سيارة الاسعاف بلا مسعف لتقديم الإسعافات الأولية للمصاب الذي كان يتلوّى من الألم وسط ذهول الجميع حتى أن أحد الأشخاص قد أغمي عليه تأثرا من شدة المشهد الذي أثار سخطا كبيرا لدى عامّة الحضور. أهالي حاجب العيون يلومون الجهاز الإداري بالمؤسسة الاستشفائية التي أعطت الإذن لسيارة الإسعاف بالتحرك لإنقاذ حياة مصاب في حالة حرجة, دون أن يقع توجيه مسعف مختصّ في الغرض. وما الفائدة من ارسال سيارة الإسعاف مع سائق ليس من صلوحاياته تقديم الاسعافات الأولية؟ فليس بمثل هذه الخدمات المرتجلة نتقدّم بالقطاع الصحي, الذي أصبحنا نعتقد انه هو الآخر ينتظر من سعفه .