السيد سليم الرياحي بصفته الرياضية كرئيس لجمعية النادي الإفريقي هو بلا منازع نجم الميركاتو الرياضي الحالي، كما سيكون بالأكيد نجم الميركاتو السياسي الذي يبقى مفتوحا إلى أجل غير معلوم بالضبط طالما أن مواعيد المحطات السياسية القادمة هي بدورها غير معلومة. السيد سليم الرياحي، هو في هذه الأيام الأخيرة، من حيث يعلم أو لا يعلم بصدد الإساءة إلى جمعية النادي الرياضي الصفاقسي وإلى جمهوره، وإحراج مسؤوليه وفرض سياسة الأمر الواقع أمام ما تبقى من أفضل لاعبي النادي وهما ماهر الحداد وعلي المعلول، وهذا مرفوض من حيث المبدأ. نعلم جميعا أن «شعب الإفريقي» يريد بدرجة أولى اللاعب ماهر الحداد «توة توة» وبدرجة ثانية اللاعب علي المعلول. ونعلم كذلك أن السيد سليم الرياحي تربطه علاقات شخصية وعلاقات أعمال مع بعض مسؤولي النادي الصفاقسي المؤثرين حاليا، ولا عيب في ذلك، ونعلم جميعا أن النادي الصفاقسي لم يتجاوز بعد مخلفات أزمته المالية، وحاجته أكيدة اليوم إلى سيولة مالية يستبق بها متطلبات عودة النشاط الرياضي وتوضّح له الرؤية في خصوص مآل رهن المركب القديم. وهذه العوامل الذاتية والموضوعية مجتمعة، هيأت الأرضية الملائمة للسيد سليم الرياحي لاستمالة وإغراء أفضل لاعبين حاليا بالنادي الصفاقسي. 1- أخلاقيا، وفي تقديري المتواضع، ما كان للسيد سليم الرياحي وللمحيطين به أن يتصرفوا بهذا الشكل، مستغلين ظروفا مالية صعبة لناد «صديق» مهما كانت الاعتبارات. فالحركة الرياضية، من المفروض ألا تنبني إلا على الاحترام المتبادل بين مكوناتها وعلى تضامنها وعلى مراعاة بعضها للبعض الآخر، ووعي الحركة الرياضية بهذه القاعدة كفيل لوحده بوضع حد لمزيد الانزلاق في منطق قانون الغاب. 2- إن السيد سليم الرياحي بتصرفه هذا يسيء في النهاية إلى «أصدقائه» بالنادي الصفاقسي أكثر ما يحسن إليهم أو يخدمهم، فهؤلاء هم وحدهم الذين سيواجهون غضب أحباء النادي الصفاقسي وسخطهم وما سيترتب عنه من فعل ورد فعل، النادي الصفاقسي هو في غنى عنها خاصة في هذه الفترة. 3- إن الهيئة المديرة الحالية للنادي الصفاقسي لا تعدو أن تكون سوى هيئة مضيقة وقتية مسؤوليتها تصريف الشؤون اليومية للنادي والإعداد للجلسة العامة الانتخابية المقررة لأواخر شهر سبتمبر القادم. وأن تسعى بالمناسبة الهيئة الوقتية هذه للقيام ببعض الانتدابات فهذا جيد، أما أن تقرر ما من شأنه أن يقضي بصفة نهائية على التوازنات الحالية للفريق فهذا غير مقبول قبل انعقاد الجلسة العامة الانتخابية وإضفاء صبغة شرعية على الهيئة المديرة الجديدة المدعوة إلى عرض تشخيصها الفني والمالي لأوضاع النادي وتقديم برامجها وأهدافها أقلّها على المدى القصير والمتوسط، وما تعتزم اتخاذه من قرارات «مؤلمة» وأخرى «مفرحة» في العاجل. حينها لا تخشى هيئة مديرة منتخبة لومة لائم في أي قرار تتخذه. وإلى ذلك الحين، عليك يا سيد سليم الرياحي أن تسحب رسميا كل العروض المقدمة من النادي الإفريقي إلى عدد من لاعبي النادي الرياضي الصفاقسي وأن تكف عن هرسلتهم وعن هرسلة بعض المسيرين الحاليين للنادي الصفاقسي و«سيّب صالح».