على ايقاع النشيد الوطني الذي امتزج بالهتافات و الأهازيج انطلق عشية اليوم المؤتمر التأسيسي الموحد للتيار الوطني الديمقراطي تحت شعار "نتّحد تحقيقا لأهداف الثورة و انتصارا للشعب الكادح " الذي احتضنه قصر المؤتمرات بالعاصمة برئاسة " عبيد البريكي " الأمين العام المساعد السابق لاتحاد الشغل وشهدت المناسبة حضوراً جماهيرياً لافتاً وواكبها ثلة من الشخصيات الوطنية و زعماء عدد من الأحزاب السياسية و هيئات من المجتمع المدني و رجال القانون و الإعلام إضافة إلى بعض الضيوف القادمين من الجزائر و المغرب و فلسطين ... و حيا "عبيد البريكي" الذي تم اختياره كرئيس للمؤتمر التاسيسي الموحد للتيار الوطني الديمقراطي خلال كلمته التي تفاعل معها الحاضرون بالتصفيق الحار مرات عدة من اسماهم بالقوى التقدمية و كل الاحزاب السياسية المناضلة قائلا : " المجد المجد لكم " و حث البريكي هذه القوى على ضرورة التوحد و الالتحام و التماسك لكي يكون لهم وزنا على الساحة السياسية , حتى تنعم تونس بمستقبل افضل مضيفا ان بلادنا تواجه حالة من الالتفاف على الثورة في اشارة الى الحكومة الحالية التي وجهت لها عديد الانتقادات و الاتهامات بشان التقصير في تحقيق اهداف الثورة , ووجه البريكي رسالة الى التيارات الديمقراطية التي لم تلتحق بالمؤتمر التاسيسي الاول للتيار الوطني الديمقراطي مفادها انه لا يوجد بديل اخر غير التوحد و ووضع اليد في اليد و تجاوز حالة التشتت و ازالة الجليد على قلوب من وصفهم بالمناضلين معتبرا ان هذا المؤتمر فرصة للم شمل العائلة الديمقراطية و قال : " نحن في نفس الخندق و من لم يلتحق بنا سيتجاوزه الزمن " . و تمنى العبيدي في كلمته التي غلبت عليها الطرافة و المزاح ان يكون في حجم المسؤولية التي اوكلت له وهي رئاسة المؤتمر قائلا : " عظيم الشرف و الاعتزاز ان اكون اول رئيس للمؤتمر الاول للديمقراطيين و أرجو ان اكون في حجم المسؤولية". كما ابرز ان هذا المؤتمر يضم مجموعات ناضلت في مختلف المواقع و تنامت بحكم تبنيها للقضايا الشعبية و بحكم ما تحمله من هموم الشعب عمالا و فلاحين و طلبة ... نتوحد لمواجهة قوى الردة و شدد البريكي مرارا على أهمية توحد التيارات الديمقراطية حتى تصبح قوة فاعلة و بيّن ان هناك خطوات جدية في هذا المسار قائلا : " اول الغيث قطرة " و اعرب عن تفاءله في انصهار جميع الاقطاب الديمقراطية ضمن قوة سياسية . و خاطب البريكي الحاضرين قائلا : " لا اشك ان لهذه التيارات الديمقراطية وعيا كافيا للتوحد و التكتل لمواجهة قوى الظلام و الردة " . و انتقد البريكي بعض القضايا التي اخذت حيزا زمنيا طويلا على مستوى الحكومة و المجلس الوطني التاسيسي كمبدا المساواة بين المراة و الرجل قائلا : " المراة مكملة روحها بروحها " مضيفا " من يشكك لحظة في كلامي فليعد الى التاريخ القريب عندما شاركت المراة في حرب التحرير و قدمت نساء تونس شهيدات , فلينظروا الى امهات الشهداء ..." " لا تفرطوا في شبر واحد " كما وجه البريكي نداءا الى الصحفيين و القائمين على المؤسسات الاعلامية داعيا اياهم الى عدم التفريط في شبر واحد من حرية التعبير التي منحتها الثورة للصحفيين قائلا : " ردوا بالكم تفرطوا في شبر واحد من المساحة التي افتككتموها لان ذلك سيكون بداية للسيطرة على الاعلام " معتبرا البريكي ان الاعلام حر وهو خط احمر لا يجب المساس به قائلا : " الاعلام حر و من حقه ان ينتقد حتى رئيس الجمهورية اذا اخطأ " . " اسماء الثورة خاطئة " و اوضح البريكي ان الثورة سميت باسماء خاطئة على غرار ثورة الياسمين اوة ثورة جياع مشددا على ان ثورتنا هي ثورة كرامة و حرية من اجل التشغيل و الحريات . و اشار البريكي الى ان الشرعية التي تتباهى بها الحكومة لا تعني الاعتداء على حرية التعبير مبرزا ان الحكومة تعتبر النقد " سبا " و " شتما " مضيفا انها تلجؤ الى تبرير فشلها باتهام الخصوم السياسيين بحياكة المؤامرات ضدها .