مهرجان أبو ظبي-التونسية- من مبعوثنا الخاص محمد الصادق الأمين بحضور وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، افتتحت الدورة السادسة لمهرجان» أبو ظبي» في قصر الإمارات وهو أحد أفخم الفنادق في العالم ويضم 394 غرفة وجناحا و15 مطعما عالميا على شاطئ رملي يمتد على اكثر من كيلومتر. وقد سجل الإفتتاح حضور عدة نجوم-ليس من بينهم أي إسم تونسي؟- من أبرزهم الضيفة القارة على مهرجانات الخليج العربي «إلهام شاهين» ومنة شلبي بطلة فيلم «بعد الموقعة» ليسري نصر الله وباسم سمرة وخالد النبوي وجمال سليمان وكارمن لبس... وتضمن حفل الإفتتاح بث مقتطفات من أفلام المنتج الراحل «جايك إيبرتس» الذي قدم للسينما عدة أعمال من بينها «الرقص مع الذئاب» و«رحلة إلى مكة»، وقد خص المهرجان هذا المنتج بالتكريم لصلته بإمارة أبو ظبي منذ أربعين عاما، ثم ألقت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة twofour54 الجهة المنظمة للمهرجان نورة الكعبي كلمة رحبت فيها بالضيوف معلنة انطلاق الدورة، ونورة الكعبي تولت بداية سنة 2011 مهمة رئيس التنمية البشرية في twofour54، والتي قامت من خلالها بإدارة النمو والتطوير الوظيفي والمهارات الفردية لفريق العمل، وخلق بيئة لابتكار المحتوى الإعلامي والترفيهي في twofour54، وفي نوفمبر من نفس العام، تم تعيينها كعضو في المجلس الوطني الاتحادي لدولة الإمارات العربية المتحدة. وقد تم تعيينها رئيسا تنفيذيا ل twofour54 في شهر أفريل من عام 2012 لتبدأ رحلة جديدة من حياتها المهنية. ومن الجلي سعي سلطة القرار السياسي في الإمارات إلى تمكين «المواطنين» أي أبناء الإمارات من مواقع القرار في «مهرجان أبو ظبي» بعد سنوات من الإدارة الأجنبية وآخرها مع المدير السابق بيتر سكارلت، وينتبه كل رواد الدورة السادسة للمهرجان إلى حضور «المواطنين» في مختلف المواقع بدءا بالمتطوعين في شبابيك التذاكر إلى الاستقبال في قاعات العروض مرورا بالمكتب الصحفي إنتهاء بمدير المهرجان نفسه علي الجابري الذي عبر في كلمة الإفتتاح عن سعادته بأن يكون أول مواطن إماراتي يتولى إدارة المهرجان. والجابري من مواليد سنة 1974 وهو ممثل مسرحي وسينمائي محترف ظهر في العديد من الأفلام القصيرة والروائية و «حلم» كان فيلمه الروائي الأول من إخراج هاني الشيباني سنة 2005. أشهر أدواره كان في فيلم «الدائرة» لنواف الجناحي عضو لجنة تحكيم مسابقة «آفاق جديدة» هذا العام، إلا أن علي الجابري ليس ممثلا فقط ولكنه أيضاً مخرج عرضت أفلامه القصيرة في مهرجان دبي السينمائي الدولي ومهرجان الخليج ومهرجان وهران. واستقبلت مقدمة الحفل الممثل الأمريكي «ريتشارد جير» بطل فيلم الافتتاح «أربيتراج» – الموازنة- الذي كان مهرجان القاهرة السينمائي قد كرمه قبل عامين في آخر دورة قبل ثورة 25 يناير أيام الوزير فاروق حسني – ويشاع أن «ريتشارد جير» صرح سابقا بأن «العرب عالة على العالم يجب التخلص منهم»، وقد صعد «جير» إلى ركح قاعة العروض الكبرى بقصر الإمارات رفقة الكاتب والمخرج «نيكولاس جاريكي» والمنتج السعودي محمد التركي والممثل «نيت باركر»- و»Arbitrage» أول أفلام «جاريكي»الروائية الطويلة، وقد ألقى المخرج كلمة وجيزة بالعربية عبر فيها عن سعادته بالمشاركة في مهرجان أبو ظبي، أما ريتشارد جير فحيّى الحاضرين بكلمة «سلام» وختم حديثه ب «شكرا» مفيدا بأن هذه هي المرة الأولى في حياته التي يزور فيها أبو ظبي. كما تحدث منتج الفيلم السعودي محمد التركي عن تجربة إنتاجه ل «أربيتراج»، ويحكي الفيلم قصة رجل أعمال يحاول بيع إمبراطوريته الكبيرة ممّا يجعله يدخل في مشاكل. وقد عرض الفيلم في الولاياتالمتحدة بداية من 16 سبتمبر الماضي وحقق في أول أسبوع مداخيل أكثر من مليوني دولار. والمنتج السعودي محمد التركي مولود في عام 1986، بدأ رحلته في عالم الإنتاج في هوليوود عام 2010 بفيلم «The Imperialists Are Still Alive» وفاز بجائزتين كأفضل فيلم في مهرجان فرصوفيا ومهرجان الأفلام الآسيوية الأمريكية لعام 2011، وله في عام 2012 أربعة أفلام تم الانتهاء من ثلاثة أبرزها «Arbitrage» وفيلم «What Maisie Knew» وفيلم «At Any Price». و مع تقديرنا لما يقوم به التركي في السينما الهوليودية فإن السؤال هو بماذا أفاد بإنتاجاته السينما العربية وصناعة السينما في العالم العربي او حتى في بلاده السعودية التي لا توجد فيها أي قاعة سينما باعتبار الطبيعة المحافظة لمذهب الدولة الرسمي –الوهابية-، مذهب يحاول إخواننا السلفيون الذين لم يأتوا من المريخ كما أخبرنا رئيس حكومتنا نشره بيننا بالتي هي أحسن أو أسوأ في حادثة «المنقالة» وفي كليتي الآداب بسوسة ومنوبة وبتدمير نزل في سيدي بوزيد وحانة في جندوبة ... أليس من الأفضل للسيد التركي أن يلتفت لثقافته ومجتمعه؟ أليس الأفضل أن يساهم في إنتاج أفلام عربية بمواصفات عالمية قادرة على أن تفتك مساحة من قاعات العرض في العالم؟ وبعيدا عن الاحتفاء المعد سلفا بفيلم «أربيتراج» فإن الشريط لم يرتق إلى مستوى عال، ويظل فيلما مثل العشرات من الأفلام العابرة التي تمر بين شاشات العرض.
محمد المديوني في ضيافة المهرجان...
يواكب الدورة السادسة لمهرجان «أبو ظبي» محمد المديوني مدير أيام قرطاج السينمائية الذي أفادنا بأن الأيام ستحتفي ب «تمبكتو» من خلال السينما وهي حركة ذكية تحسب للمهرجان التونسي الأعرق عربيا وإفريقيا في مواجهة ما يحدث في شمال مالي ، ذلك أن تمبكتو «جوهرة الصحراء» هي بوابة غرب إفريقيا بالنسبة إلى شعوب المغرب العربي،وعلى الرغم من امتناع المديوني عن التأكيد أو النفي فإن المؤشرات تدل على أن وزير الثقافة مهدي مبروك سيقرّ مبدأ تنظيم أيام قرطاج السينمائية بشكل سنوي بداية من العام القادم.
يرأس السينمائي التونسي مسابقة أفلام الإمارات في هذه الدورة، ومعلوم أن الباهي تحصل على جائزة أفضل منتج عن «ديما براندو» في الدورة الخامسة للمهرجان، ويحتفظ رضا الباهي بعلاقات واسعة بين الفاعلين في السينما العربية مشرقا ومغربا.