صرح أمس الشاذلي العياري محافظ البنك المركزي أن البنك سيعلن في موفى السنة عن استرجاع أول دفعة من الأموال التونسية المهرّبة في الخارج. وأشار العياري، خلال فعاليات ندوة «المؤسسة التونسية في مجابهة المتطلبات الجديدة في مجال الشفافية والنزاهة» التي نظمها المكتب الإقليمي للمركز البريطاني لمكافحة الفساد، بالتعاون مع عدد من المنظمات الوطنية والهيئات الدولية منها بالخصوص الجامعة التونسية لشركات التأمين والجامعة المهنية التونسية للبنوك والمؤسسات المالية والبنك المركزي التونسي بالعاصمة، إلى أن تونس تمتلك نسبة مهمة من الأموال المنهوبة في عدد من الدول الديمقراطية إلا أنهم عجزوا عن استردادها في الوقت الحالي وأنهم يصطدمون في كل مرة بالنظم القانونية الديمقراطية المنظمة لهذه البلدان الأجنبية. وأكد العياري أنّه وجد نفسه اليوم بصدد مقاومة الفساد الحداثي، الذي يختلف عن مفاهيم الفساد العادية، وقال في هذا الصدد: «لقد تظافرت عوامل عديدة وغيرت من الفساد وأطرافه كما غيرت طرق معالجته ومقاومته، فلا شك في أن العولمة وانفتاح الاقتصاد العالمي قد ساهما في تحديث الفساد، كما أن التقدم التكنولوجي والديمقراطية قد أفرزا فسادا جديدا لم يوجد من قبل داخل الأنظمة الديمقراطية. وأضاف محافظ البنك المركزي أن مفهوم الفساد ومحتواه وأطرافه تتغيّر وتتحوّل وأن اكتسابه لأشكال معينة جعلت منه عملية صعبة تستدعي الوقت والصبر والمال للتوصل إلى حصر الظاهرة، ومكافحتها، مشددا على ضرورة إرساء منظومة كاملة داخل المؤسسة التونسية لإرساء الشفافية والنزاهة والقطع مع الفساد. واقترح العياري أن تقوم السلطات المعنية بإدراج مادة جديدة خاصة بمكافحة الفساد، في دروس التعليم الثانوي وذلك لتحسيس الأطفال وتوعيتهم بمخاطر الفساد وتأثيره على تربية الفرد وثقافته. انطلاق دورات تدريبية من جهته، صرح كمال العيادي رئيس اللجنة الدولية لمكافحة الفساد أن تظاهرة «المؤسسة التونسية في مجابهة المتطلبات الجديدة في مجال الشفافية والنزاهة»، تهدف إلى توعية رؤساء المؤسسات بخصوص الآليات المتوفرة والموجودة عالميا للتصرّف في منظومة النزاهة ومقاومة الفساد بالمؤسسة. وأضاف العيادي أن هناك انتظارات عديدة من الشعب التونسي بعد الثورة بخصوص التصرّف النزيه في الأموال العمومية وبخصوص تسيير المؤسسة وفق المعايير الدولية وبالتالي فإن المؤسسة التونسية اليوم قادرة على استيعاب واستبطان هذه الانتظارات، حسب قوله. ولم ينف العيادي وجود مظاهر جديدة من الفساد مشيرا إلى أنه من المهم أن ننتظر في المرحلة الحالية تقرير منظمة الشفافية العالمية لمعرفة تصنيف تونس في هذا الغرض، مؤكدا في الإطار ذاته أن الأساس في المرحلة الحالية هو محاولة ترجمة كل التطلعات على أرض الواقع، وألاّ تقف المداولات حول الفساد في نطاق الكلام والنظري فقط، بل وجب التحوّل في المرحلة الحالية إلى التطبيق. وبين العيّادي أنه سيقع إدماج معايير داخل المؤسسة التونسية وأنهم سيقومون بدورات تدريبية ابتداء من الأسبوع القادم لتدريب الإطارات بالمؤسسات البنكية وشركات التأمين والمؤسسات العمومية لكي تكون المؤسسات التونسية وإطاراتها في مستوى دولي في مجال التصرف في منظومة النزاهة في مستوى دولي في مجال التصرّف في منظومة النزاهة ومقاومة الفساد. وقدم كمال العيادي محاضرةحول التوجهات العالمية في مجال النزاهة بقطاع وكيفية إرساء منظومات التصرّف في النزاهة بالمؤسسات التونسية، أرفقت بجملة من المحاضرات والمداخلات لمجموعة هامة من الشخصيات الفاعلة بالشركات البنكية وشركات التأمين. تكريم: قام كمال العيادي بتقديم هدية لمحافظ البنك المركزي الشاذلي العياري تكريما للمجهود الذي يبذله على رأس البنك ولاستماتته في محاربة الفساد وفرض الشفافية داخل البنوك التونسية، حسب تعبير الخبير الدولي كمال العيادي.