شهدت كلية الآداب والعلوم الانسانية برقادة يوم الثلاثاء الفارط حالة جديدة من الاحتقان والتجاذب اثر الزيارة الفجئية للداعية السعودي محمد العريفي لمدرج «الحصري» بالكلية وهو الذي ألقى مداخلة دينية حول الصلاة والحجاب لم تتجاوز تقريبا ربع الساعة, ثم غادر الكلية تاركا وراءه عدة نقاط استفهام حول شرعية دخوله للحرم الجامعي بدون استئذان على حد تعبير عديد الاساتذة الجامعيين. هذه الزيارة ما كانت لتثير جدلا واسعا في كل الاوساط الطلابية والجامعية لو تمت وفقا للتراتيب الجاري بها العمل في كل المؤسسات. «التونسية» اتصلت بالعربي الضيفاوي عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية برقادة فقال: «يوم 7 نوفمبر الفارط تقدم بعض الطلبة بمطلب للسماح للداعية محمد العريفي لتقديم مداخلة في إطار انشطته بالبلاد التونسية في هذه الأيام الأخيرة وأعلمتهم بأنه لا يمكن تقديم هذه التظاهرة إلا بعد الحصول على ترخيص مسبق من وزارة الإشراف وفعلا أحلت مطلبهم على جامعة القيروان التي أحالته بدورها على الوزارة وفوجئنا يوم الثلاثاء بينما كنت مع مجموعة من الزملاء والزميلات في المكتب بدخول الداعية السعودي مدرج الحصري بالكلية. بعد ذلك توترت الأجواء وتحولت شخصيا إلى المدرج وقمت باستدعاء احد الطلبة من الحاضرين والمنظمين لهذا اللقاء وطلبت منه الاستظهار بالترخيص فقال بحضور مجموعة من الأساتذة بأن الترخيص سيصل بعد ربع ساعة فعدت إلى المكتب للقيام بالاتصالات اللازمة مع رئيس الجامعة والمدير العام للتعليم العالي وتبين أن الضيف السعودي لم يحصل على ترخيص. وبينما كنا نبحث عن حلّ علمنا انه تم إخراج المدعو محمد العريفي من المدرج وغادر الكلية. وكان على هذا السيد الذي يعتبر جامعيا أن يراعي المسألة وهو يعرف البروتوكولات والتقاليد الجامعية وكان عليه أولا أن يتحصل على ترخيص كما كان عليه ايضا عند دخوله أن يمر مباشرة بالعمادة, ولكنه لم يفعل فكان أن توترت الأجواء بعض الشيء لكن الحمد لله الأساتذة والطلبة كانوا على مستوى راق جدا وخرج هذا السيد تقريبا بعد 15 دقيقة من دخوله هذه المؤسسة. وما استغربه جراء ما حدث في الكلية هو مرفوض ولا نقبله لأن الكلية هي للعلم وليست للتجاذبات الحزبية.