أسابيع قليلة لا تزال تفصلنا عن انطلاق فعاليات كأس إفريقيا للأمم التي ستكون ملاعب جنوب إفريقيا مسرحا لها. المنتخب الوطني ضبط منذ فترة برنامج تحضيراته وعدل ساعته على تاريخ 19 جانفي القادم. وأعد العدة لضمان أوفر حظوظ النجاح في هذه المسابقة الهامة. وفي هذا الإطار تواجد المدرّب الوطني سامي الطرابلسي نهاية الأسبوع في فرنسا لمتابعة عناصرنا المحترفة هناك. عن تحضيرات النسور، وعن تقرير زيارته لفرنسا جمعنا الحوار التالي بالمدرّب الوطني: كيف تسير تحضيرات المنتخب؟ الحمد لله، الأمور عال العال وكل شيء على ما يرام، لقد وضعنا منذ فترة برنامج تحضيراتنا وقد قمنا في الأيام الفارطة بتربصين خاطفين للاعبين المحليين وقد كانا ناجحين على جميع المستويات، حيث أمكن لنا الوقوف عن مدى استعدادات بعض العناصر الوافدة حديثا إلى المنتخب، ومثل هذه التربصات مفيدة للغاية من ناحية تقريب اللاعبين وتمتين اللحمة بينهم لبناء مجموعة متماسكة وهذا ما نطمح له فعلا، لأنه سلاحنا القوي الذي نعتمد عليه لتحقيق نتائج إيجابية في المسابقة الإفريقية، الأمور جاهزة وأعتقد أننا سنكون جاهزين بنسبة مائة بالمائة بعد نهاية التحضيرات والمباريات الودية المبرمجة. على ذكر المباريات الودية، علمنا أنّ هناك إمكانية لإلغاء مباراة مصر، هل من تأكيد؟ هذا أمر وارد ولكنه لا يشكل عائقا أو مشكلا بالنسبة إلينا، فنحن حصلنا على تأكيد من ثلاثة منتخبات وهي العراق والغابون وغانا لإجراء مقابلات ودية وأنا أعتقد أنها كافية ومفيدة، بالنسبة للاتحاد المصري فقد طلب منا إجراء مقابلة ودية وإلى حد اللحظة نحن في انتظار التأكيد، وكما قلت فإن إلغاءها لن يؤثر على برنامج تحضيراتنا. نأتي الآن إلى زيارتك إلى فرنسا هل بإمكانك اطلاعنا على نتائجها؟ هي زيارة عادة وروتينية، تندرج ضمن طبيعة عملنا، وقد حاولنا من خلالها الوقوف على وضعية بعض اللاعبين المحترفين هناك وأقصد كل من وهبي الخزري مهاجم باستيا وثلاثي نادي إيفيان خليفة، المباركي والذوادي وقد تابعت اللقاء الذي جمع تولوز بباستيا وباريس سان جرمان بإيفيان وتحدثنا مع اللاعبين المعنيين، ووقفنا على استعداداتهم أسابيع قليلة قبل بداية المسابقة الإفريقية وعموما كانت رحلة مفيدة وإيجابية. علمنا أن وهبي الخزري قد وافق على تعزيز صفوف المنتخب، هل من تأكيد؟ أولا أود أن أؤكد أنه ليس لنا إشكال مع وهبي الخزري في هذه الناحية فهو متحمس لأن يكون ضمن المجموعة وقد سبق له أن شارك مع منتخب الأصاغر وبالتالي فإن موقف الخزري من المنتخب واضح وهو ينتظر الدعوة فحسب. نحن نتابعه منذ مدة وهو للأمانة يقدم عروضا طيبة نتمنى أن تتواصل وأن يحفظه الله من الإصابات مثله مثل بقية اللاعبين. حتى يكون بإمكانه مد العون لنا مستقبلا، لقد تحادثت معه ولمست فيه رغبة كبيرة في الانضمام للمنتخب. نفهم من كلامك أنه سيكون ضمن القائمة المشاركة في النهائيات؟ لم لا فالمنتخب مفتوح لكل اللاعبين، والأماكن فيه رهينة استعدادات اللاعبين ولا شيء دون ذلك، كل ما نتمناه هو أن نوفق في اختيار القائمة المناسبة التي ستمكننا من تحقيق نتيجة طيبة في النهائيات. وماذا عن ثلاثي إيفيان؟ بالنسبة لصابر خليفة فقد عاد مؤخرا للمشاركة في المباريات بعد الإصابة التي لحقته في الأشهر الماضية، وهو يتحسّن بصفة تدريجية ونتمنى أن يكون في قمة جاهزيته في الأيام المقبلة حتى يكون بإمكاننا التعويل عليه في الاستحقاق الإفريقي. إيهاب المباركي شارك كأساسي في اللقاء الأخير وقدم شوطا أول متوسطا وثانيا محترما وأعتقد أنه بدأ يجد توازنه مع الفريق وهذا مفيد له وللمنتخب، أما زهير الذوادي فأعتقد أنه يواجه بعض المشاكل مع ناديه. وما طبيعة هذه المشاكل؟ «الزو» يعتقد بأنه يستحق أن يكون أساسيا في تشكيلة إيفيان وهو ليس نفس موقف المدرّب، من حق الذوادي أن يطمح في اللعب ولكنه مطالب في المقابل باحترام قرارات الإطار الفنّي والمزيد من العمل لافتكاك مكانه في التشكيلة الأساسية لفريقه، وهذا ما يقوم به الذوادي الذي يواصل التدرّب بانتظام وأنا متأكد بأنه سينال فرصته في القريب العاجل. وهل اجتمعت بوسام بن يدر؟ نعم لقد التقينا بعد نهاية المباراة ولم نتناول مسألة الالتحاق بالمنتخب لأنني أعتقد أنه لا فائدة في الحديث مع لاعب عبّر صراحة عن رغبته في اللعب بألوان المنتخب الفرنسي، وهو حر في اختياره، لقد عرضنا عليه سابقا الانضمام للمنتخب والكرة تبقى الآن بملعبه وشخصيا أنا أطلب منه ذلك مستقبلا. لسعد النويوي بصدد تقديم عروض محترمة مع سلتيك، هل يمكن أن نشاهده مجددا بأزياء المنتخب؟ لنكن واضحين، لسعد النويوي لم يشارك إلاّ في مناسبات محدودة، وسجل هدفين فقط وهذا رقم قليل بالنسبة لمهاجم، نتمنّى أن يخوض أكثر مباريات مع فريقه وكما قلت سابقا فإن أبواب المنتخب تبقى مفتوحة للجميع. علمنا أنكم تتابعون باهتمام لاعب الملعب القابسي حمزة الباغولي، هل هذا صحيح؟ أرجو ألا تحرجني، فأنا لا يمكنني الحديث عن الأسماء في الوقت الراهن، الباغولي يقدم مستويات جيّدة في بداية هذا الموسم ومن المؤسف حقيقة أنه غاب لفترة طويلة عن المنافسات، اللاعب لا يزال شابا وأبواب المنتخب تبقى مفتوحة أمامه. متى سيكتمل النصاب بالنسبة للمجموعة؟ نحن سننطلق بداية من 26 من الشهر الحالي في التحضيرات وأعتقد أنه من الصعب أن تكون كل العناصر المحترفة في الموعد مع بداية التربّص، ولكن بداية من شهر جانفي ستكون كل العناصر تحت تصرفنا وستنطلق بذلك التحضيرات الجدية للعرس الإفريقي. ومتى سيكون الإعلان عن القائمة النهائية؟ أعتقد أن ذلك سيكون يوم 9 جانفي المقبل وعلى العموم فإن القائمة التي ستوجه لها الدعوة لن تكون موسعة وإنما ستقتصر على 23 أو 24 لاعبا سنحاول في ما بعد اختيار الأجدر بالبقاء ونسأل الله أن يوفقنا في الاختيار الذي سيكون صعبا دون أدنى شك. وكيف ترى حظوظ منتخبنا في النهائيات؟ سنتحوّل إلى جنوب إفريقيا لتشريف كرة القدم التونسية، والذهاب بعيدا في المسابقة رغم صعوبة المواجهات التي تنتظرنا في المجموعة الرابعة. ولكن حظوظنا تبقى وافرة للمرور وبلوغ الأدوار المتقدمة، أعتقد أن الفوز في المباراة الافتتاحية ضد منتخب الجزائر سيكون مفتاح النجاح في المسابقة رغم احترامنا الشديد لكل من الكوت ديفوار والطوغو، كل ما أؤكده أننا لن ندخر أية قطرة عرق في سبيل إسعاد الجماهير التونسية و«ربّي يكون في العون».
