على إثر الأحداث التي شهدتها أول أمس مدينة سيدي بوزيد بمناسبة زيارة الرئيس منصف المرزوقي ورئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر لإحياء الذكرى الثانية لاندلاع الثورة أصدر الهاشمي الحامدي مؤسس حزب «العريضة الشعبية» بيانا جاء فيه: «1 أبدأ بالتعليق على ما جرى أمام مبنى الولاية في سيدي بوزيد يوم الاثنين 17 ديسمبر 2012، وأقول بصراحة ووضوح كاملين: إنني لا أوافق على رشق السيدين منصف المرزوقي ومصطفى بن جعفر بالحجارة. وأكره استخدام العنف بأي صورة كوسيلة من وسائل العمل السياسي. هذا موقفي المبدئي الذي ألتزم به في كل الأوقات. 2 ثانيا: أحترم حق أهالي سيدي بوزيد الكامل والمطلق في الإعراب عن رأيهم في أداء الحكومة، وأعتبر أنهم عندما قالوا إن الشعب يريد رحيل الحكومة، وعندما طالبوا برحيل رموز النظام، أعتبر وأؤكد أنهم كانوا يعبرون عن رأي الأغلبية الساحقة من التونسيين من بنزرت إلى تطاوين. واستغرب كثيرا من الذين اعتبروا أن أهالي سيدي بوزيد نطقوا بالحق قبل عامين، لأنهم هتفوا ضد حكومة بن علي، ولم ينطقوا بالحق عندما هتفوا ضد حكومة المرزوقي والجبالي وبن جعفر. أستغرب من هذه الازدواجية المفضوحة، وأشهد أن أهالي سيدي بوزيد مهد الثورة نطقوا بالحق في الحالتين. كما أشهد بالفضل الكبير والخدمة التاريخية العظيمة التي قدمها أهالي سيدي بوزيد لمبادئ الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية في تونس وفي العالم العربي وفي كل أنحاء العالم. وأقول لأهالي سيدي بوزيد: إن الثورة التي أطلقتم شرارتها كانت معجزة حقيقة ونعمة كبرى، صححتم بها مسار التاريخ العربي الإسلامي الذي سيطر عليه حكم التغلب ومنطق الإستبداد لقرون طويلة. فشكرا جزيلا لكم، وجازاكم الله خيرا، ولن ينسى التاريخ فضلكم أبدا بإذن الله. 3 كما أستغرب كثير وأدين بشدة المظلمة البشعة والمستمرة في حق سيدي بوزيد والشعب التونسي كله وديمقراطيته الوليدة التي تتمثل في تمادي الإذاعة والتلفزة الوطنية بوجه خاص، وأكثر الفضائيات التونسية الأخرى بوجه عام، في تجاهل وإقصاء تيار العريضة الشعبية من أخبارها وبرامجها الحوارية، مع أنه التيار الفائز بثقة أغلبية أهالي سيدي بوزيد ومئات الآلاف من التونسيين في بقية الولايات خلال الانتخابات السابقة. 4 أدين بشدة كل الذين هاجموا أهالي سيدي بوزيد في المواقع الإجتماعية وسخروا منهم، وأقول لهم: ما قمتم به وما كتبتموه عيب كبير . أهالي سيدي بوزيد نطقوا بما في صدور أهالي بنزرتوتونس الكبرى والوطن القبلي والساحل والشمال الغربي والوسط والجنوب. أهالي سيدي بوزيد وإخوانهم وأخواتهم من التونسيين والتونسيات في جميع ولايات تونس عنوان الشجاعة والشرف، هم عنوان الشجاعة والشرف ولو كرهت وعاندت القلة القليلة المعزولة من مرضى القلوب. 5 إن حكومة أحزاب النهضة والمؤتمر والتكتل فشلت في إدارة شؤون البلاد. الأدلة على هذا الفشل لم تعد تخفى على أحد، وأهالي سيدي بوزيد، كما أهالي سليانة قبل أيام، أكدوا هذه الحقيقة بوضوح كبير. حان الوقت كي تستقيل هذه الحكومة وتفسح المجال لحكومة كفاءات وطنية مؤقتة. وحان الوقت كي يستقيل المرزوقي ويتم تعويضه بشخصية وطنية مستقلة بصفة مؤقتة لغاية الإنتخابات المقبلة. لقد قطع عهدا على نفسه بأن يستقيل إذا لم تصلح أمور البلاد في ستة أشهر. فماذا ينتظر كي يستقيل؟ إن تونس اليوم في أزمة كبرى وبداية الحل تكمن في استقالة الرئيس المؤقت ورئيس الحكومة المؤقتة. 6 في الذكرى الثانية لاندلاع ثورة الخبز والحرية والكرامة الوطنية، ثورة الديمقراطية والعدالة الإجتماعية، أطالب من جديد النخب التونسية بأن تؤوب إلى الحق وتسمي الثورة التونسية باسمها الصحيح: ثورة 17 ديسمبر وليس ثورة 14 جانفي، واعتبار يوم 17 ديسمبر عيدا وطنيا في البلاد. إن إنكار التسمية الصحيحة للثورة التونسية، أي ثورة 17 ديسمبر، فيه روح الحقرة والتعالي، ليس على أهالي سيدي بوزيد فقط وإنما على جميع الفقراء في بلادنا، كأنه ليس من حق الفقراء في تونس كلها أن تنسب لهم ثورتهم التي صنعوها بكفاحهم وتضحياتهم. يجب التخلي عن روح الحقرة والتعالي والكف عن تزييف التاريخ. 7 أؤكد أن نهج الحقرة والتكبر والتعالي عنوان أصيل في سياسة حكومة الترويكا. وأذكر الجميع أن التحالف بين السادة راشد الغنوشي وحمادي الجبالي ومنصف المرزوقي ومصطفى بن جعفر بدأ وتأسس على تجاهل الانحياز القوي للأغلبية الساحقة من بنات وأبناء ولاية مهد الثورة التونسية، ومئات الآلاف من التونسيين من بنزرت إلى تطاوين، لصالح العريضة الشعبية. وقال زعماء الترويكا بعناد وتكبر أنهم لن يتحاوروا أبدا مع العريضة الشعبية. وقالوا بلسان الحال أن أصوات الفقراء لا تهمهم ولا تلزمهم بشيء. تعاملوا بالحقرة والكراهية مع قطاع واسع من التونسيين، فبادلهم الشعب حقرة بحقرة، وكراهية بكراهية، وها هو اليوم يطالب برحيلهم، ويقول فيهم ما قاله في نظام بن علي، وأسوأ وأشد أحيانا. 8 إن السادة منصف المرزوقي وحمادي الجبالي ومصطفى بن جعفر يجنون ما زرعته أيديهم، وعليهم أن لا يلوموا إلا أنفسهم، وأن يرحلوا في أقرب وقت ممكن، حتى يفسحوا المجال لتوحيد الشعب من جديد في أجواء وفاقية جديدة إلى حين تنظيم الإنتخابات المقبلة، ثم قيام حكومة العريضة الشعبية بتفويض شعبي واسع وقوي إن شاء الله، وهو ما سيسمح بتنفيد برنامج الصحة المجانية لجميع التونسيين، وصرف منحة البطالة لنصف مليون عاطل عن العمل، وتطبيق بقية البنود الرئيسية للعريضة الشعبية. (انتهى البيان)».