أعد المجمع التنموي بواحة رمادة القديمة بمعتمدية نفطة دراسة لتشخيص أهم الإشكاليات التي تعاني منها هذه الواحة المتعلقة أساسا بانتشار الأمراض وبالعطش الذي أصابها وهي عوامل أثرت سلبا على مردودها وتمسح هذه الواحة حوالي 370 هك التي بينت الدراسات أنها تشكو من نقص فادح في مياه الري التي قال عنها الفلاحون أنها لا تفي حتى لري الزراعات الصغرى. أما الإشكال الآخر الذي يؤرق مضاجع الفلاحين فيتمثل في تملح المياه والتربة وكذلك التخدق وهي إشكاليات ناتجة عن الجفاف والإهمال إضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة التي أثرت على المنتوج. لذلك يطلق فلاحو واحة رمادة صيحة فزع ونداء استغاثة للسلط الجهوية والمحلية والوطنية للتدخل السريع لإنقاذ هذه الواحة في ظل الدراسة التي تم إعدادها وشخصت الوضع الذي تعاني منه أشجار النخيل وغيرها من المغروسات. هذا وتواجه واحات الجريد بصفة عامة مشاكل بيئية كبيرة منها تقلص مستوى المائدة المائية العميقة وتدهور نوعية المياه بسبب التملح إضافة إلى تدهور الخاصيات الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية للتربة إلى جانب تقلص الموروث الجيني نظرا للإقتصار على غراسة نخيل «دقلة نور» مما تسبب في اندثار النمط الزراعي التقليدي الذي كان يعتمد على ثلاث طوائف (نخيل وأشجار مثمرة وخضروات وغراسات علفية) ومن بين الإشكاليات الأخرى تهرّم نسبة هامة من الواحات (شيخوخة النخيل وفقر التربة) مما أدى إلى تقلص مردوديتها وارتفاع حساسياتها إزاء بعض الأمراض فضلا عن تكاثر النقاط السوداء والمصبات العشوائية للفضلات المختلفة في المسالك الواحية.