قامت السيدة «نغمة ماليك» سفيرة الهند بتونس بزيارة رسمية إلى مدينة القيروان في أول زيارة تقوم بها إلى جهات البلاد، حيث التقت خلالها السيد عبد المجيد لغوان والي القيروان وعدد من الإطارات الجهوية بالاضافة الى جمعية الصحفيين بالقيروان. وقد تناولت المحادثات بين الطرفين سبل إقامة مشاريع تعاون واستثمار في عديد المجالات. «ضيفة» القيروان قامت بجولة في المدينة قادتها إلى ابرز المعالم الأثرية التي تزخر بها مدينة القيروان مثل جامع عقبة ابن نافع وسيدي الصحبي وفسقية الاغالبة و«بئر بروطة» وأعجبت بثراء المخزون الحضاري والتراثي والثقافي بالجهة. وكان من نتائج هذه الزيارة الاتفاق على إبرام اتفاقية توأمة بين مدينة القيروان ومدينة في الهند لها نفس الخصوصيات التاريخية والحضارية. هذا وقد التقت السفيرة بأعضاء الهيئة التأسيسية لجمعية الصحفيين بالقيروان. كما كان ل«التونسية» معها هذا الحوار الخاطف: ما هو الهدف من زيارتكم هذه الى ولاية القيروان ؟ هي اول زيارة اقوم بها لولاية داخل الجمهورية لمدينة سمعت عنها الكثير حول تاريخها الحضاري والثقافي والديني خاصة أن الشعب الهندي مولع بمثل هذه المدن التي تعتبر تقليدية فيها الجبال والتراث وبعيدة عن البحر. كما سمحت لي الزيارة ببرمجة بروتوكول اتفاقية توأمة بين القيروان وأحد المدن الهندية التي تتقارب مع عاصمة الاغالبة ستحددها الحكومة فيما بعد. كيف وجدت القيروان ؟ بصراحة لقد انبهرت بجمالها والشواهد الحضارية والتقليدية, فهناك جامع عقبة ابن نافع ذو الجمالية الهندسية اضافة الى «سيدي الصحبي» والاجواء الرائعة التي تتوفر فيه و«بئر بروطة» وفسقية الأغالبة. كان لك لقاء خاص مع الامام الخطيب لجامع عقبة ابن نافع ؟ بالفعل لقد تحدثنا في الشأن الديني بصفة عامة وشرحت له احترامنا الكبير لهذه المدينة وهذا المنبر الديني العملاق الذي له مكانة خاصة في قلبي, وقد شاهدت الجموع الغفيرة التي تقصده, كما قدمت له ثلاثة كتب لتفسير القرآن مكتوبين باللغة العربية في الهند من طرف مفكرين وفقهاء, وقد تأثر بها كثيرا. لن نترك الفرصة تمر دون ان نسألك عن الثورة التونسية؟ الشعب الهندي مازال يتحدث بتأثر عن الثورة التونسية التي مرت بلا عنف انتصر فيها على الدكتاتورية. فحسب تاريخ الثورات تعتبر الثورة التونسية مرجعا لكل الثورات مقارنة مع البلدان الاخرى, وقد عشنا نحن مع «غاندي» الديمقراطية...حقا الثورة في تونس جميلة جدا وابهرت العالم وتختلف تمام الاختلاف عن بقية الثورات العربية الأخرى. لكن انصح بأن السرعة والضغط في عملية الانتقال الديمقراطي عواقبها وخيمة. ماذا تقصدين بالضبط ؟ المرحلة الانتقالية لتحقيق أسس الديمقراطية تتطلب نفسا طويلا وتركيز كبير والسير بخطى مركزة. وقد زار تونس وزير خارجيتنا والتقى الحكومة التونسية وعبر عن انبهاره بالثورة التونسية التي لنا نظرة استشرافية بانها ستحقق مبتغاها للمجتمع. وشخصيا أنا متفائلة بالنتائج الايجابية التي ستحققها تونس على جميع المستويات.