بعد أكثر من 72ساعة على حادثة حي الزهور بمدينة القصرين التي داهم خلالها «كوموندوس» من فرقة مقاومة الارهاب التابع للحرس الوطني خلال الليلة الفاصلة بين الاثنين والثلاثاء منزلا تتحصن به مجموعة مسلحة على علاقة بالارهابيين الذين اشتبكوا قبل 50 يوما تقريبا ( يوم 10 ديسمبر 2012 ) في جبال بوشبكة مع وحدة من حرس الحدود والجيش الوطني وقتلت الوكيل أنيس الجلاصي وجرحت بعضا من زملائه .. تحصلت «التونسية» على تفاصيل جديدة. استدراج بواسطة احد ممولي المجموعة حسب معلومات مؤكدة تحصلت عليها «التونسية» فإن تواجد المسلحين في أحد منازل حي الزهور بالقصرين كان في اطار كمين محكم اتقنت احدى الفرق الامنية التي تباشر البحث في حادثة بوشبكة التخطيط له بصفة مسبقة بالاعتماد على احد الموقوفين لديها الذي القي عليه القبض بعد أن تأكد أنه كان يقدم لهم الدعم اللوجستي من ملابس وطعام خلال فترة تخفيهم في الجبال حيث وقع استدراجهم بواسطته الى أحد المنازل في حي الزهور على اساس انه سيسلمهم المزيد من المؤونة. انكشاف الكمين وفرار المجموعة كانت العملية تسير الى آخر لحظة على أحسن ما يرام لكن ظهور احدى السيارات لفت انتباه المسلحين الذين سارعوا باطلاق وابل من الرصاص في اتجاه عناصر فرقة مقاومة الارهاب فأدت إلى اصابة أحد افرادها وهويوسف العايدي برصاصتين وانشغال زملائه بحالته ونقله الى المستشفى وخروج عدد كبير من المواطنين على صوت اطلاق النار المكثف أعطى للارهابيين فرصة الفرار على متن سيارة حسب ما هومرجح تحت حماية من بعض الاجوار ومتساكني الحي في اتجاه منطقة «المثنانية» ومنها الى جبل «السلوم» جنوب مدينة القصرين صحبة «الموقوف» الذي استعمل كطعم للايقاع بهم. سقوط الكلاشينكوف والهروب ببقية الاسلحة أثناء فرارهم سقط منهم رشاش كلاشينكوف تمّ حجزه من طرف فرقة مقاومة الارهاب في حين أن بقية الأسلحة التي كانت مع المجموعة وعددها حسب ما هومرجج 5 رشاشات أخرى من نفس النوع اخذوها معهم خلال هروبهم ولم يعثر لها على أثر. التخطيط لعمليات ارهابية المجموعة وحسب هوية بعض أفرادها المفتش عنهم في اطار حادثة بوشبكة منهم شابان من حي الزهور بالقصرين ينتميان الى التيار السلفي الجهادي وتحديدا كتيبة عقبة بن نافع التابعة لتنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي وعلى علاقة وثيقة بالمسلحين الذين فتحوا النار يوم 10 ديسمبر الماضي في جبل « السنك» بدريانة قرب بوشبكة وقتلوا الفقيد انيس الجلاصي وقد ظلوا مختبئين في الجبال منذ تلك الفترة وربما قبلها للتدرب على القيام بعمليات ارهابية في تونس مثلما كشفه وزير الداخلية في ندوته الصحفية التي تلت عملية بوشبكة لأن الأبحاث رجحت انه لوكان هدفهم المرور الى الجزائر من أجل «الجهاد» في شمال مالي لغادروا جبال القصرين منذ أسابيع إلا أن تخفيهم في غاباتها واحراشها الكثيفة وأوديتها العميقة وكهوفها الكثيرة كل هذه المدة يؤكد أنهم يستهدفون امن تونس وليست غايتهم « نصرة» مجموعات القاعدة في مالي. تمشيط جبل السلوم منذ فجر الثلاثاء وقوات كثيفة من طلائع الحرس الوطني وفرقة مقاومة الارهاب ووحدات خاصة من الجيش الوطني تقوم بتمشيط محيط ومرتفعات جبل «السلوم» من أجل العثور على المجموعة المسلحة وقطع طريق الهروب عنها والايقاع بأفرادها اضافة الى عمليات بحث واسعة عن «الموقوف الطعم» الذي استغل الحادثة للفرار نحو أحد جوانب حي الزهور ذي الكثافة السكنية الكبيرة والطرقات الضيقة والمنازل المتقاربة لكنه اصبح معروفا لدى السلط الأمنية ولن يطول به التخفي طويلا. هذا وإلى حد مساء أمس ورغم كل المجهودات الجارية والامكانيات الكبيرة المسخرة لحملات التمشيط والبحث ليل نهار فإنه لم يتم بعد ايقاف اي عنصر من المجموعة المسلحة.