وسط تعتيم وتكتم شديدين وأبواب موصدة في وجه المعلومة، عقد منذ حوالي الساعة الخامسة من مساء اليوم الجمعة وإلى حدود ساعة متأخرة من الليل مجلس الشورى لحركة «النهضة» اجتماعا للنظر في عديد الملفات وعلى رأسها التحوير الوزاري. قياديو حركة «النهضة» اختاروا نزلا بعيدا عن الأنظار يقع على طريق المرسى لعقد الاجتماع للنظر في الأسماء المطروحة لتولي الحقائب الوزارية. الاجتماع انطلق لحظة حلول الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة» والسيد حمادي الجبالي رئيس الحكومة والأمين العام للحركة الى جانب أعضاء عن الكتلة النيابية في المجلس التأسيسي وقد امتنع الجميع عن الإدلاء بأية معلومة أو تصريح. الاجتماع عقد في جلسة أولى تواصلت أعمالها حتى الساعة التاسعة والربع ليلا قبل أن يخرج المجتمعون لأخذ قسط من الراحة وتناول العشاء فيما غادر حمادي الجبالي النزل في انتظار عودته مجددا. ورغم فصل الاعلاميين عن أعضاء مجلس الشورى فإن «التونسية» اقتنصت فرصة تواجد السيد عبد الفتاح مورو خارج النزل وحاولت منه معرفة ما دار بين جدران قاعة الاجتماع فأفادنا بأن المشاورات الى حدود كتابة هذه الأسطر خصصت أساسا لدراسة منهجية تباحث ملف التحوير الوزاري. وقال مازحا «مجلس الشورى يتكون من 150 عضوا ولو أن كل عضو تكلّم أربع دقائق فإن الحاصل سيناهز 600 دقيقة وبالتالي فلا يمكن الادلاء بأي تصريح قبل فجر السبت». من جهة أخرى أكد عبد اللطيف المكي وزير الصحة أن المكتب التنفيذي للحركة قدم تقريره لمجلس الشورى فيما نفى أن تصدر أية مفاجأة عقب اجتماع المجلس. من جهة أخرى أوضح محمد بن سالم وزير الفلاحة أن مجلس الشورى نظر في سبل المحافظة على روابط «الترويكا» مؤكدا على أن حركة «النهضة» قدمت بعض التنازلات لطرفي الحكم ولن تقدم أكثر.