مازال الشارع الرياضي التونسي يعيش على وقع «صدمة» انسحاب المنتخب الوطني من نهائيات «المونديال» الإفريقي منذ الدور الأوّل بمعلّقة «هزيل جدّا» كانت نتاجا منطقيا لسلوكات مشينة وتجاوزات صارخة أتاها بعض اللاعبين في حقّ «الرّاية» الوطنية كما جاء مؤخرا على لسان شاهد من أهلها (حمدي الحرباوي) في انتظار أن يقول حكم القانون كلمة الفصل بشأنها. خيبة مريرة وأداء كارثي خلّفا نقاط استفهام بالجملة حول وطنية «نسور» مكسورة الأجنحة ليعلّق 11 مليون تونسي آمال عريضة على ثلاثي التحكيم سليم الجديدي وأنور هميلة وبشير الحسّاني لمحاولة غسل «عار» كرتنا وحفظ ماء وجه بلدنا لكن يبدو أنّ الصافرة التونسية تأثرت نسبيا باسطوانة الفشل الذريع الذي رافق مسيرة المنتخب في نهائيات ال«كان» لتسير وللأسف الشديد على دربها «الكارثي» معمّقة جراحا «طريّة» ستحتاج حتما لوقت أطول وجهود مضاعفة حتى تندمل نهائيا. «الجديدي» الذي يُعدّ من خيرة الحكام على الساحة الوطنية والقارية في الوقت الحاضر حادت صافرته التي أدارت مباراة نصف نهائي العرس القاري بين غانا وبوركينا فاسو عن مسارها الطبيعي لترتكب هفوات فادحة تضرّرت من مفعولها «الخيول» البوركينية كثيرا عبر إلغاء هدف لأبناء البلجيكي بول بوت لا شك في صحته وحرمان رفاق جوناثان بيترويبا من ضربة جزاء لا غبار عليها في الوقت الإضافي لحوار ملعب «مبومبيلا» ولولا رحمة ركلات الحظّ التي أنصفت طموح البوركينيين لكان لمصير المواجهة عنوان مغاير. القرارات التحكيمية «المرتبكة» للثلاثي التونسي ولئن عدّها البعض ناتجة عن حسن نية فإنّ وفد منتخب بوركينا فاسو استنكر انحيازها «الفاضح» ل«النجوم السوداء» الغانية بل ذهب بول بوت المدرّب البلجيكي ل«الخيول» البوركينية أبعد من ذلك بكثير ليصف بنبرة متهكّمة صافرة الجديدي ب«الجائرة» متهما الأخير بمساعدة الغانيين لاقتطاع تذكرة الترشح لنهائي العرس القاري لغاية في نفس يعقوب. التصريحات «النارية» التي أدلى بها «بوت» لوكالة الأنباء الفرنسية رافق مضمونها نبرة السخرية من تواضع أداء ثلاثي التحكيم التونسي حيث أشار إلى أن الجديدي كان نجم المباراة دون منازع بقراراته «المريبة» موجّها اصبع الاتهام لسفرائنا بإمكانية بيع ذممهم لفائدة ال«بلاك ستارز» بتخطيط مسبق من «الكاف» التي قضت مؤخرا بتجميد نشاط الجديدي ومساعديه الى أجل غير مسمّى لتفنّد نهائيا رواية المدرب البلجيكي «الواهية». بعيدا عن حسابات التصريحات المثيرة لمدرّب المنتخب البوركيني فإنّنا على يقين تام بأن مردود طاقم التحكيم التونسي في مواجهة أول أمس لم يرتق إلى تطلعات الشارع الرياضي وأخطأ في حقّ مفاجأة الدورة لكن أن تتطوّر الأمور إلى حدود اتهام سفرائنا ببيع الذمّة لفائدة الغانيين كما لمّح البلجيكي بوت فإن ذلك لا يعدو أن يكون سوى «أوهام زائفة» للأخير لا سيما وأنّ رفعة أخلاق الجديدي ومساعديه تكفي مؤونة التعليق. «التونسية» وسعيا منها لمزيد تقييم مردود طاقم التحكيم التونسي في نهائيات «كان» 2013 خصوصا في مباراة المربع الذهبي بين غانا وبوركينا فاسو التي أثارت لغطا كبيرا وردود أفعال متباينة اتصلت بأطراف من أهل الاختصاص من بينها الحكم الدولي السابق مراد الدعمي الذي رفض الإدلاء بتصريح في هذا الموضوع مخيرا مدّنا بأرقام هواتف زملائه، فكان ما يلي: سليم المرواني: «تمركزه في حاجة للمراجعة» «طاقم التحكيم التونسي اجتهد كثيرا في نهائيات ال«كان» الحالية لتأدية واجبه على النحو الأمثل رغم الفوارق الشاسعة بين منافسات العرس القاري ومباريات البطولة الوطنية من حيث النسق الفني العام والقيمة النوعية للاعبين ولهذا فإنّ بعض الأخطاء التي ارتكبها الجديدي ومساعداه لا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن يلاموا عليها لأننا صراحة لا نملك بطولة محلية من شأنها أن تكون بروفة إعدادية مثلى لحكامنا حتى تتوفر لهم سبل النجاح في تأدية واجبهم الوطني على أحسن وجه في المحافل الإقليمية القارية والدولية. أما في ما يتعلق بأداء الجديدي في مباراة غانا وبوركينا فاسو فأعتبره فوق المتوسّط لا أكثر رغم رفض المعني بالأمر الإعلان عن ضربة جزاء لا غبار عليها وإلغاء هدف شرعي للمنتخب البوركيني بسبب تمركزه الخاطئ على أرضية الميدان ولذلك عليه أن يراجع نفسه مستقبلا بخصوص هذه النقطة بالذات». «... لكنني لم اكن انتظر بتاتا ان تتطور المسألة الى حد تجميد نشاط الجديدي ومساعديه خصوصا وأن نهائيات «كان» جنوب افريقيا لم تخل من قرارات تحكيمية «كارثية» صدرت عن حكام أفارقة ذوي خبرة لا يستهان بها في مثل هذه المناسبات (أداء الحكم الجنوب افريقي دانيال بينيت في مباراة تونس والطوغو) لكن «الكاف» لم تتجرأ على اتخاذ قرارات ردعية بشأنهم لغاية في نفس يعقوب». عادل زهمول: «هفواته عن حسن نيّة» «في نظري الشخصي أبلى طاقم التحكيم التونسي البلاء الحسن في نهائيات العرس القاري الحالي مقارنة بأسماء أخرى تفوقهم تجربة في هذه المناسبات مثل الجنوب إفريقي «دانيال بينيت» لكن هذا لا يمنع من القول أن الجديدي ومساعديه ارتكبوا بعض الهفوات العابرة وغير المؤثرة في مباراة غانا وبوركينا فاسو ولا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن تصنّف في خانة «تصفية الحسابات» كما ادّعى بول بوت مدرّب المنتخب البوركيني في إحدى وسائل الإعلام الأجنبية». «...كما ان قرار تجميد نشاط الجديدي من قبل «الكاف» اعتبره مجحفا في حق سفرائنا واهانة غير مقبولة للتحكيم التونسي عموما لا سيما وان الجديدي ومساعديه لم يقترفوا «جريمة مدبرة» في حق بوركينا فاسو كما زعم مدربها البلجيكي» هشام قيراط: «تجميد نشاط الجديدي ضربة موجعة للتحكيم التونسي» «عموما أداء التحكيم التونسي في نهائيات «كان» جنوب افريقيالم يكن «كارثيا» كما هوّله البعض مع ذلك فإن سليم الجديدي ومساعديه سقطوا في فخ بعض الاخطاء التقديرية لا أكثر في مواجهة المربع الذهبي التي دارت بين غانا وبوركينا فاسو والتي كان بامكانهم تجاوزها لو حافظوا على تركيزهم التام وتحلوا باليقظة طوال ردهات المباراة لكن ان يتم تجميد نشاط سفرائنا من قبل «الكاف» الى اجل غير مسمى فهذا يعتبر ضربة موجعة للتحكيم التونسي بصفة عامة».