أشرف امس رئيس الحكومة «حمادي الجبالي» على مجلس للوزراء بقصر الحكومة بالقصبة لتدارس الوضع العام بالبلاد في الظرف الراهن والفترة المقبلة مستعرضا نتائج المشاورات والاتصالات الجارية مؤخرا مع كافة ممثلي الاحزاب في اطار المبادرة الخاصة بتشكيل حكومة كفاءات وطنية. والتقى الجبالي بعض الشخصيات الوطنية على غرار «وداد بوشماوي» رئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية, و«حسين العباسي» الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل... وفي هذا الاطار أكد العباسي أنه قدم الى قصر الحكومة تلبية لدعوة الجبالي للنظر في الجدل الاخير الذي رافق الاعلان عن تشكيل حكومة «تكنوقراط», مضيفا ان اتحاد الشغل بارك المبادرة وثمنها وأن ردّه كان إيجابيا رغم بعض النقائص التي تشوبها وأنها قادرة على اخراج البلاد من الازمة التي ترزح تحت وطاتها حسب تعبيره. رفض التكنوقراط وأوضح العباسي ان نية بعض الاحزاب خاصة الحاكمة تتجه نحو رفض مبادرة الجبالي (حكومة كفاءات) واستبدالها بحكومة تجمع بين المتحزبين والمستقلين «panaché». ولم يخف العباسي تخوفه من وجود بعض التجاذبات المسيطرة على المشاورات التي قام بها الجبالي, قائلا: «اليوم هناك تجاذب اخر وواقع آخر... لم نحضر الاجتماعات الأخيرة... وكانت هذه المسائل محور اللقاء الذي جمعني بالجبالي...». وتوقع العباسي أن تطول فترة مخاض حكومة توافقية جديدة, مضيفا: «لم نعرض أية حكومة لكن التشاور مازال قائما... اعتقد ان التشاور سيطول اكثر...». نداء الى الشعب ووجه الأمين العام لاتحاد الشغل نداء الى جميع ابناء الشعب التونسي داعيا اياهم الى رص الصفوف والابتعاد عن المحاصصة الحزبية لانتشال تونس من الوضع الذي اتسم بهشاشة الامن وتدهور الاقتصاد... مضيفا: «نداء الى التونسيين يجب وضع اليد في اليد لانقاذ البلاد... فالأمن هش والاقتصاد متدهور ويجب التفكير في تونس بعيدا عن المصالح الضيقة...». وطالب العباسي بإسراع الخطى وتجنب اضاعة الوقت لتشكيل حكومة في أسرع وقت, وحمّل بعض الاحزاب مسؤولية اجهاض مبادرة الجبالي, قائلا: «الاحزاب التي لم توافق على حكومة «تكنوقراط» هي التي افشلت مبادرة الجبالي, فكل تاخير هو اهدار لفرص الخير على تونس... يجب التنازل والتخلص من المصالح الحزبية لانقاذ البلاد». تأجيل إطلاق مبادرة الاتحاد وأعلن العباسي ان اتحاد الشغل أجل عقد الشوط الثاني من مبادرته المتعلقة بالحوار الوطني الى موعد غير مسمى نظرا لما تشهده الساحة السياسية من تقلب وعدم استقرار مضيفا: «لسنا اطرافا في الحكومة ولن نتقلد أي منصب صلبها... دورنا تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين وايجاد نوع من التناغم بينها... تعالوا لانقاذ تونس والاسراع في تشكيل حكومة ووضع خارطة واضحة المعالم...». حكومة تختلف عن سابقتها من جانبه أعرب «عبد الكريم الهاروني» في تصريح صحفي عن تفاؤله بعد مشاركته في مجلس الوزراء مؤكدا ان النخبة السياسية قادرة على تجاوز الظروف الصعبة واجتياز الامتحانات للوصول الى حلول تخدم الاهداف التي اندلعت من أجلها الثورة. وأكد ان الحكومة المرتقبة ستكون مغايرة لسابقتها قادرة على تحقيق اهداف الثورة في إطار وفاق أوسع, قائلا: «ما نتج عن مجلس الوزراء فيه مصلحة لتونس... هناك تحويرات في الافق والجبالي سيعلن عنها...».