أخذت أمس الجلسة العامة للمجلس الوطني التأسيسي المخصصة لمواصلة مناقشة باب السلطتين منعرجا آخر وذلك بعد انطلاق جلسة ما بعد الظهر حيث أثار تصرف النائب عن كتلة «النهضة» جمال بوعجاجة برفعه للمصحف الشريف وقوله «إن كتاب القرآن هو دستورنا وإن هذا القرآن قطعا يثير قلق بعض النواب» حفيظة العديد من النواب الذين طالبوه بسحب كلمته لأن في كلامه تكفيرا لزملائه وتقسيما للنواب إلى علمانيين واسلاميين. ومن بين النواب الذين أثارهم تصريح النائب النهضوي جمال بوعجاجة، النائب عن حزب الوطنيين الديمقراطيين منجي الرحوي الذي رد على بوعجاجة قائلا إن المصحف الكريم ليس ملك حركة «النهضة» إنما هو ملك الجميع وهو مصحف مشترك. منجي الرحوي يطالب بفتح تحقيق ضد صفحة «أولاد «النهضة»» ولكن ما فاجأ النائب منجي الرحوي هو تلقيه لنسخة من الصفحة الخاصة على الفايسبوك»أولاد «النهضة»» جاء فيها «المنجي الرحوي من الوطد هاج وماج واعترض على أحد نواب حركة «النهضة» عندما طالب بالعودة إلى القرآن في التشريع وخاصة أن النائب أقسم على القرآن قبل الدخول إلى القبة ...وأخيرا انكشف اليسار التونسي في المجلس التأسيسي باش تعرفوا يا توانسة عقيدة اليسار الحقيقية»، وذلك مباشرة بعد تقديم مداخلته. هذه النسخة أثارت غضب النائب منجي الرحوي فطالب بفتح تحقيق ضد هذه الصفحة المحسوبة على حزب حركة «النهضة» ورفع دعوى قضائية ضدها لا سيما أن هذه الصفحة قامت بتكفيره وهو ما اعتبره ضربا من ضروب تقسيم المجتمع بين علماني وكافر وتعزيز لمظاهر العنف. كما أثارت هذه العبارات التي نشرت على صفحة «أولاد «النهضة»» سخط بقية النواب، بل إن منهم من اعتبر أنها دعوة لتقسيم التونسيين بين علمانيين واسلاميين وسعي لمزيد تقسيمهم وبث الفتنة وفتح باب العنف، وقد ساندوا زميلهم الرحوي. كما أن هناك من النواب من استشهد بالحادث الذي تعرض له الزميل الحبيب وذان من إذاعة «موزاييك» والذي تم منعه من مواكبة أشغال المجلس الوطني التأسيسي على خلفية ما نشره عبر صفحته الخاصة على الفايسبوك ضد حركة «النهضة» وبالرغم من أن التحقيق برأ الزميل حيث أن صفحته وقع قرصنتها، وقد تواصل منعه من دخول المجلس، إذ أن المكلفة بالإعلام كريمة سويد شددت على فتح تحقيق فوري ضد هذه الصفحة على غرار ما تم فعله تجاه الصحفي الحبيب وذان. غير أن نائب رئيس كتلة «النهضة» وليد البناني تبرأ من هذه الصفحة وأكد أنه لا علاقة لحركة «النهضة» بما ينشر عبرها. وتجدر الإشارة إلى أن رئيسة الجلسة اضطرت إلى رفع الاجتماع نظرا لوتر الأجواء تحت قبة التأسيسي حيث عمّت فوضى عارمة صفوف النواب. نواب يتغيبون ومحرزية العبيدي تتوعّد ويذكر أن غياب النواب في الجلسة العامة الصباحية للمجلس الوطني التأسيسي التي خصصت أمس لمواصلة مناقشة باب السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية والعلاقة بينهما، أثار حفيظة النائبة الأولى لرئيس المجلس محرزية العبيدي التي ترأست جلسة أمس، وأكدت في هذا الصدد بأن مكتب المجلس اتخذ قرارا في معاقبة المتأخرين أو المتغيبين من النواب. واعتبرت رئيسة الجلسة محرزية العبيدي أن رؤساء الكتل يتعاملون بليونة مع النواب الذين ينتمون إلى كتلهم ولم يتعاملوا بحزم مع غياباتهم المتكررة، مشيرة إلى أنّ مكتب المجلس قد اتخذ خلال انعقاد ندوة الرؤساء قرارا حاسما بمعاقبة النواب الغائبين أو المتأخرين وذلك بأن يقع إقصاؤهم في أخذ الكلمة في نفس الحصة وفي حصة ما بعد الظهر تكون للنواب الحاضرين الأسبقية في أخذ الكلمة وفي صورة تتالي الغيابات والتأخيرات دون تبرير مسبق سيقع شطب أسماء المتأخرين نهائيا من قائمة المتدخلين. ويأتي تصريح العبيدي هذا بعد اعلانها عن قائمة أسماء الذين سيأخذون الكلمة خلال الجلسة العامة والتي صدمت لغياب أغلبهم. وقد اعتبر النائب المستقل عبد القادر بن خميس أن محرزية العبيدي كانت متشددة أكثر من رئيس المجلس مصطفى بن جعفر، غير أن العبيدي تمسكت بالتطبيق الصارم لقانون النظام الداخلي علما أنّ النواب واصلوا خلال الجلسة العامة ليوم أمس مناقشة باب السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية والعلاقة بينهما ولم تختلف مداخلات النواب عن المداخلات السابقة التي ارتكزت خاصة على طبيعة نظام الحكم وصلاحيات كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة.