فالنا في صغارنا.. هكذا يقول كبارنا.. وصغارنا هم بالأساس عماد مستقبلنا.. في كل مجال وفي كل ميدان.. وفي كرة القدم التونسية «كرة الصغار» عالم مجنون بأتم معنى الكلمة لأن من يدخله يصاب بالاختبال والارتباك والحيرة ويخرج منها وقد عمّه العرق ودخل في هيستيريا تنتهي بالغثيان والتقيؤ. وملف تدريب الأصناف الصغرى لدينا متوهج وحركي ومتموج وثائر.. وركائزه رخوة ليست من الإسمنت المسلح لأنها شيدت «بعلي» فيها الكثير من الاسترضاء والعاطفة وتغطية عين الشمس بالغربال رغم أن بعض فرقنا وخاصة العريقة منها حاولت أن تحسّن من هذه المقاربة من خلال الاشتغال على منظومة كروية متطورة يفعّلها إطار فني كفء بعد أن صار ميدان تدريب «الصغار» كالحمار الصغير يركبه من يشاء لأن الحابل.. اختلط بالنابل.. وللأمانة تحسنت اليوم الصورة في هذا المجال إذ فعّلتها الإدارات الفنية والمدارس والأكاديميات ضمن نوادينا الكبيرة التي نالت رضاء عشاق الكرة من باب أن من يطرق.. عليه أن يطرق دارا كبيرة.. زادها ثروة مالية وبشرية تسهر عليها هيئة إدارية بالفم والملا.. وإطار فني قدير «عنده ما يقول» في عالم الجلد المدور.. ولنا في الكثير من الأسماء خير مثال بكل المقاييس خاصة عندما نرى ماهر الكنزاري يطير الى الفريق الأول للترجي «العظيم».. وسالم القضامي صانع المواهب القيروانية يلازم مراد العقبي المدرب الأول للشبيبة وقد يخلفه عاجلا أو آجلا.. وحسان القابسي الذي صنع اسمه ضمن أواسط وآمال الترجي قبل أن يحط رحاله بفريق قرنبالية بتاريخه المجيد.. والقائمة تطول ولازالت تزخر بأسماء تكتب مسيرتها ضمن الأصناف الصغرى لتصنع الأجيال القادمة وتكتب المستقبل الآتي لنوادينا.. ولها «باع وذراع» في مهمة بيداغوجية وتربوية قبل أن تكون فنية: هشام النصيبي: ابن «البقلاوة» لحما ودما وقد مرّ ضمنها بكل الأصناف الصغرى مما جعله يعرف كل كبيرة وصغيرة عن أجوائها الى جانب مروره بتجربة ثرية ضمن الإدارة الفنية للمنتخب التونسي للأصناف الصغرى.. جدّي وحازم لا يخاف لومة لائم ويذوب في عمله حدّ النخاع لقاء إلمامه بأصول المهنة شكلا ومضمونا ليؤكد أنه مشروع مدرب كبير والأيام بيننا. فرحات بوقديدة: تجربة مدرب متخلق تنقل بين القلعة الرياضية والأصناف الصغرى للنجم الساحلي بملاحظة الامتياز.. صنع أسماء تخط اليوم مسيرة لاعبين قادمين على مهل بمجموعة المنذر كبير.. هو مدرب هادئ ورصين وله تجربة الكبار لأن ديبلوماته وشهائده تؤكد مستواه الأكاديمي.. نحت اسمه بمدرسة النجم العريقة والجميع لازالوا يذكرونه بخير. زياد التومي: مدافع الاتحاد المنستيري سابقا عرف بصلابته وذوده عن ألوان الفريق دون حسابات.. كان عنيدا وجدّيا في لعبه وظلت هذه الصفات تلاصقه وهو يشرف فنيا على الأصناف الصغرى لناديه وخاصة صنف الأواسط أين طبع بصماته وأينعت من «قسمه» مواهب على غرار «مشموم» و«الغربي».. ولازالت المسيرة تتواصل طالما أن الرجل يتنفس كرة في ظل رباط المنستير الشامخ.. احفظوا هذا الاسم في مجال التدريب.. وربي معاه. المنذر بوّاب: هو لاعب الارتكاز المتكامل فنيا وبدنيا وذهنيا وأخلاقيا قال عنه الكابتن عبد المجيد الشتالي يوما: «بعض غميض لا أحد أروع من بواب».. أنهى رحلة اللاعب وانطلقت مسيرة المدرب في ميادين الحديقة «أ» أين تربّى ليشرف على أصاغر الترجي ويحصد معها أحسن النتائج ومن تلاميذه كل من «المحيرصي» و«العونلي» الى جانب مواهب تدعم منتخب مواليد 1994 ومواليد 1995 والقائمة تطول.. خلوق يجمع بين مبادئ الرجولة والالتزام والكلمة الرصينة لقاء خبرته كلاعب وعلى هذه الصفات سار لاعبوه وتربوا فكان الحصاد على قدر العمل والعطاء في مدرسة الترجي العريقة. فوزي بن فرحات: لاعب ارتكاز بالفم والملا مرّ من قلعة الملعب التونسي أيام الهرقال والدراوي والمهذبي وساسي.. هادئ ورصين مما جعله يدخل عالم التدريب من بابه الكبير فأشرف على أصاغر ثم أواسط «البقلاوة» وخطّ مسيرة مدرب واعد أمامه الكثير والكثير لينهل من أصول التدريب ولعله في محطة أخرى ضمن الفرق القادمة على مهل تنطلق أحلى رحلاته في عالم يتطلب الصبر والمداومة ونحن متأكدون من نجاح لاعب من طينة فوزي بن فرحات. لطفي رفراف: ابن مدرسة القيروان العريقة شكلا ومضمونا قبل أن يحط رحاله بالترجي الكبير مع رحلة خاطفة بين القروش البنزرتية.. ولما انتهت مسيرة رفراف اللاعب انطلق ينهل من طقوس وقواعد التدريب لا يهدأ ثم سجل نفسه بالقائمة الموسعة للإطار الفني بمدرسة الترجي تحت إشراف «جيرار بوشار» ثم «اسكندر القصري» فأشرف على أصناف الأكاديميات والمدارس والأداني وقدم للحديقة على مرّ المواسم الكروية أسماء من معدن الياقوت هي من أجيال الترجي الواعدة.. رفراف يكتب مسيرة مدرب المستقبل وللحديث بقية. زياد بن عمارة: لمع اسمه وهو في بداية رحلته في عالم التدريب ضمن أصاغر «البقلاوة» لما خطف الكأس في نهائي مثير أمام الترجي بنجومه الصغار.. أنيق وصاحب «كاريزما» على حافة التماس.. جدّي في عمله على اعتباره أكاديمي يطبق أصول الكرة العصرية مع أشباله.. صنع أسماء «صدوقة» و«التوزري» و«الماجري» و«الجويني» قبل أن يصطاده الترجي لقاء شهرته في كرة الصغار ليدخل بسرعة في الجديات ضمن أداني ثم أصاغر «المكشخة» ويقدم لمواهبه عصارة جديته وانضباطه في انتظار قادم الأيام. لسعد الشريطي: هو قطعا من الجيل القادم على مهل في المدرسة الفنية لشبيبة القيروان أين مرّ من الإدارة الفنية بعد تطبيق برنامج عمل فنّي من الطراز الرفيع ثم كلف بتدريب آمال الفريق وهو يعج بأسماء رهيبة على غرار «الخلفاوي» و«المحفوظي» و«عمارة» و«ملاّط» و«الحامدي» و«المكني»... لنفهم أنه بصدد صنع مستقبل الشبيبة القيروانية لقاء حرفيته وانضباطه في عمله.. اسم قادم على مهل في مجاله ليدعم الإطار الفني ويزيد المدرسة القيروانية إشعاعا خاصة أن اسمه معني بمساعدة سالم القضامي في الإشراف على أكابر الفريق. صبري البوهالي: مهاجم نادي باب الجديد في عصرها الذهبي حيث ذاق طعم الرباعية مع جيل عظيم.. تربّى على الألقاب وجني التتويجات وبها دخل الى حديقة «منير القبائلي» أين كتب مسيرة مدرب واعد أشرف على شتى الأصناف من الأداني الى الأواسط ومعهما قدم للنادي الافريقي أجيالا وراء أجيال تصنع اليوم ربيع الفريق.. منضبط في عمله فهو لا يغيب عن تربصات التكوين والرسكلة ليزداد معرفة والأيام حتما ستقدم لنا مدربا يقدم الإضافة لكرة الصغار بكل المقاييس الفنية والأخلاقية على اعتبار أن الكرة رياضة.. والرياضة أخلاق أو لا تكون.