تعود أطوار هذه القضية إلى 10 جويلية 2001 حيث عثرت عائلة محمد الحمداوي القاطنة بمنطقة أولاد فرج الله الجنوبية بالشراردة من ولاية القيروان على ابنها الصغير «بشير» البالغ من العمر حينها تسع سنوات وهو (تلميذ), جثة هامدة تحت شجرة زيتون... جثة دفنت وسط صدمة أفراد العائلة والأقارب وحسرة وألم والدي الضحية وأشقائه, ودفن سرّ وفاة «بشير» إلى حد هذا التاريخ فلا القضاء قال كلمته ولا الجريمة حفظت ولا هي سجلت ضد مجهول وظلت الأبواب مفتوحة على كل الاحتمالات التي أرقت أفراد العائلة فلم تهدأ نيران غضبهم ولم تندمل جراح المصيبة الكبرى التي حلت بهم. «حادث أم جريمة أم انتحار»؟ تساؤلات طرحها شقيق الضحية المدعو بشير الحمداوي قائلا : أريد ان أتوجه بالسؤال إلى المصالح القضائية المعنية بولاية القيروان وتحديدا المحكمة الابتدائية: فقد عثرنا على شقيقي الصغير جثة تحمل آثار عنف وحرق كما تحمل حبلا في رقبته دون أن يكون مشنوقا وأكد ذلك تقرير الطب الشرعي بوصف حالة الجثة لكن الملف لم ينظر فيه إلى حدّ الآن حيث قمنا في العديد من المرّات برفع قضيّة في إعادة بحث وتحديدا للقضية ع375دد بتاريخ 10/07/2001 والتي على إثرها قمت بالمطالبة بإعادة البحث بداية من 29/04/2011 (قضيّة ثانية عدد 609/01 حيث أعادت فرقة الأبحاث والتفتيش البحث من جديد منذ 2011 لكن لاجديد يذكر ولا قديم يعاد ..». ويضيف الشقيق قائلا: «إلى حدّ الآن لازالت القضيّة غامضة رغم أنّ هناك العديد من التفاصيل والدقائق التي تورّط العديد من الأشخاص المشتبه بهم والذين لا يزالون في حالة سراح ونحن متأكدون من تورّطهم خاصة أن احدهم له صلة وطيدة بقيس بن علي ابن شقيق الرئيس المخلوع آنذاك خاصّة فيما يخصّ عمليّات التنقيب عن الآثار وإستخراج الكنوز إلى غير ذلك من العمليات المشتبه بها واللاّقانونيّة كما أن بعض الشهود صرحوا برؤيتهم لما جرى وقتذاك وامتنعوا عن الشهادة خوفا». وينهي الشقيق الحديث عن معاناته قائلا: «أوجه نداء إلى مصالح وزارة العدل لإنصافنا بكشف الجناة واثبات حق شقيقي الذي ترك لوعة في أنفسنا فقد قمنا بتحرير العديد من الشكايات وأناشد الجهات المعنية النظر في البحث الأوّل والثاني واللذين يتضمنان مؤيدات تبرهن تضارب أقوال الأشخاص موضوع التحقيق».