هو كهل يبلغ من العمر 55 سنة استهدف من قبل مجموعة من الأشخاص اعتدوا عليه بالعنف الشديد ممّا خلف له ذلك آثار مادية ومعنوية جسيمة كان لها الانعكاس السلبي على مجرى حياته التي انقلبت رأسا على عقب. وحسب المعطيات المتجمعة لدينا والتي استقيناها من المتضرر شخصيا فان هذا الأخير كان يوم الواقعة جانفي 2013 بصدد أداء عمله بمكان ناء بحي التضامن فداهمت المكان عصابة تتكون من ثلاثة أشخاص متسلحين بآلات حادة مستغلين تواجده منفردا وانهالوا عليه بالعصي على رأسه وأصابوه في وجهه. وقد حاول الدفاع عن نفسه لكن تفوقهم العددي حال دون ذلك. وبعد أن أشبعوه ضربا تولوا شد وثاقه بقوة بسلك هاتفي وربطوه بالشباك حتى لا يحاول الفرار ثم استولوا على أمواله وتحصنوا بالفرار تاركين المتضرر في حالة صحية حرجة. ولكنه رغم ألمه تحامل على نفسه وقام بفك وثاقه وترجل حتى وصل إلى راعي أغنام استنجد بدوره بسيارة قامت بنقل المصاب على جناح السرعة إلى المستشفى لتلقي الإسعافات اللازمة. وثبت من المعاينات أن يده اليمنى تعرضت إلى كسر إضافة إلى الإصابات على وجهه ورجليه وكدمات برأسه وان علاجه يستوجب أشهر. كما تبين أن الاعتداء تسبب للمتضرر في آثار نفسية جسيمة استدعت التردد بشكل دائم على عيادة طب نفسي لأنه منذ الحادث أصبح يعاني من حالة أرق وان صادف أن خلد للنوم جراء استعمال بعض الأدوية فانه يستيقظ وهو يصرخ فضلا عن حالات نسيان متكررة طغت على اغلب تصرفاته مما بات يؤرقه ويتسبب له في الحرج مع المحيطين به. كما انه أصبح دائم التفكير في وضعه الصحي لان يده باتت غير قادرة على القيام بوظائفها الطبيعية لايستطيع تحريكها كما أن احد أصابعه اعوجّ جراء الاعتداء إضافة إلى التشوهات في وجهه وأمله أن تكون هذه المخلفات ظرفية وان يعود إلى سالف عهده خاصة بعد أن أنفق الكثير من أمواله في مصاريف علاجه ولم يعد يملك المال الكافي لمواصلة رحلة التداوي التي تحتاج مصاريف طائلة وخاصة تلك المتعلقة بالطبيب النفساني. وبمجرد إعلام أعوان الأمن بالاعتداء تحولت دورية أمنية على عين المكان وتم سماع أقوال المتضرر الذي سرد تفاصيل الاعتداء وأدلى بأوصاف المظنون فيهم طالبا تتبعهم عدليا من اجل ما نسب إليهم. واعتمادا على هذه التصريحات تم تمشيط مسرح الجريمة والاحواز القريبة منه وألقي القبض على المظنون فيهم مع العلم أن المتهم الرئيسي شيخ في عقده السابع وشريكيه في عقدهما الثاني وبعرضهم على المتضرر تعرف عليهم منذ أول وهلة وقد اعترفوا بتفاصيل جريمتهم. وقد تمت إحالة القضية على أنظار المحكمة الابتدائية بتونس ومن المزمع أن تنظر فيها قريبا.