أمام حضور جماهيري غفير, عقد رئيس ومؤسس حزب حركة «نداء تونس» الباجي قائد السبسي اجتماعا حزبيا وسط تعزيزات أمنية مكثفة واحتياطات كبرى من طرف عناصر الأمن لم تمنع المعارضين لهذا الحزب من القيام بأعمال شغب والدخول في مناوشات مع الأمن بعد قذفهم بالحجارة, ردت عليها العناصر الأمنية بالغاز المسيل للدموع وذلك عند دخول وفد «نداء تونس» الى المسرح الأثري بالبرج والذي سجل عددا قياسيا من حيث الحضور الجماهيري. هذه المناوشات لم يشارك فيها أنصار حركة «النهضة» فقط, وإنما ضمّت عددا من أنصار أحزاب وأطياف حزبية بمختلف انتماءاتها والتي عاودت المناوشات ايضا اثناء مغادرة الوفد وانصار «نداء تونس» لمكان الاجتماع العام. وما بين الدخول والخروج, لم تتعد كلمة الباجي قائد السبسي 35 دقيقة استهلّها بالترحم على شهداء الحوض المنجمي ومشيدا بالفئة الشبابية التي تزخر بها هذه الجهة. ولم يستثن السبسي شهداء وجرحى الثورة واسترجع الذكريات مع المناضلين السابقين على غرار أحمد التليلي وغيرهم. بعد ذلك, انطلق الباجي قائد السبسي في تحليل الأوضاع الإجتماعية للمدينة مشيرا إلى أنه وجب التفكير مليا في ايجاد حل معمق وجذري لهذه الأزمة وأكد ان حزبه سيقوم بتشريك اهالي قفصة في إعداد ودراسة بعض المشاريع التنمويةلاخراج المنطقة من العزلة التي ما تزال تعاني منها، معبرا عن اهمية شركة الفسفاط في تحريك العجلة الاقتصادية للبلاد. أما عن الرؤية المستقبلية, فقد أكد السبسي على ضرورة المساهمة في الوحدة الوطنية مع التأكيد على عدم الإقصاء عندما قال حرفيا: «لن نقصي أحدا...». دون أن ينسى التأكيد على ان دور والي قفصة يجب ان يكون والي الدولة وليس والي «النهضة» فاتحا بذلك ابواب التأويلات وواصفا اجتماعه بأهالي قفصة باجتماع التحدي. ولم يخلو خطاب الباجي قائد السبسي من بعض المشاكسات المعتادة, حيث علق على زيارة وزير الخارجية السابق رفيق عبد السلام الى قفصة قائلا: «لو اهتممت بشؤون الوزارة حين كنت على رأسها لكان أفضل لك من زيارة قفصة». أما في ما يتعلق بالأحداث التي جرت خارج مكان الإجتماع, فقد رد الباجي بطريقة جد ديبلوماسية قائلا: «هم يقذفوننا بالحجارة, ونحن نرد بالورود». ندوة صحفية بعد أن ختم الباجي قائد السبسي خطابه, عقد كل من لزهر العكرمي ورضا بلحاج ندوة صحفية بأحد النزل بالجهة مؤكدين على النجاح الباهر الذي حققه الاجتماع رغم محاولات من بعض الاطراف افساده وتعكيره. وقد نفى العكرمي تعمّد الباجي قائد السبسي في خطابه تحية بعض العروش بنية استمالة العروشية واللعب على بعض الاوتار الحساسة في المجتمع لكسب ودهم مؤكدا أن «نداء تونس» يسعى الى الوحدة الوطنية ونبذ العنف والجهويات.