تنعقد الدورة السابعة عشرة لملتقى المبدعات العربيات بسوسة من 18 إلى 20 أفريل الجاري تحت عنوان «أثر تكنولوجيات الاتصال في إبداعات المرأة العربية» بمشاركة عشر دول عربية، ويحسب لمديرة الملتقى الأستاذة نجوى المنستيري الشريف ثباتها وصلابتها حتى قبل 14 جانفي وهو ما أوقعها أكثر من مرة في «مشاكل» سواء مع بعض وزراء الثقافة من ذوي الحساسية العالية من كل مسؤول يملأ مكانه، أو مع خادمات حاكمة قرطاج حين فرض على الملتقى أن يكون سنة 2010 تحت إشرافها فوقع تغيير موضوع الدورة وفرضت أسماء دون أخرى، فتوترت الأجواء وهدّدت مديرة الملتقى بكشف المستور لتحدّ من شراسة خادمات القصر ... في هذا الحوار تحدثت نجوى المنستيري الشريف عن الدورة الجديدة من الملتقى ... ألا ترين أن موضوع هذه الدورة تقني شيئا ما، في وقت ربما انتظر فيه المتابعون مواضيع أكثر حرارة مثل حرية المرأة في إبداعها؟ في السنة الماضية كان موضوع الملتقى «إبداع المرأة العربية بين القيد والحرية» ولا يمكن أن يظل هذا الموضوع لازمة للملتقى، ولا أعتقد أن أثر تكنولوجيات الاتصال في إبداعات المرأة العربية لا يثير جدلا لأن هذه التكنولوجيات مثلما خدمت إبداع المرأة العربية فقد أوقعته في عدة تحديات، ثم إن هذا الموضوع كان يفترض أن نتناوله سنة 2010 قبل أن نضطر لتغييره في آخر لحظة. بأمر من ليلى بن علي التي رغبت في الإشراف على الملتقى بصفتها رئيسة منظمة المرأة العربية آنذاك؟ لا أعرف هل كان برغبة منها أو من الذين واللاتي أرادوا التقرب منها بواسطة ملتقى المبدعات العربيات فوجدنا أنفسنا في مأزق كان علينا أن نتجاوزه بأخف الأضرار، والذين واكبوا تلك الدورة مطلعون على ما تعرضنا له من ضغوط ...والحمد لله أن الملتقى إستمر وحافظ على مصداقيته والدليل أننا في الدورة الأولى بعد الثورة (الدورة 16 المنعقدة سنة 2012) استقطبنا عددا من الشخصيات المعروفة بنضاليتها واستقلاليتها مثل أم زياد ورشيدة الشارني والصغير أولاد أحمد وليلى الشايب وريم الكيلاني ... في الفترة الماضية إدعت المطربة الفلسطينية ريم البنا أنها منعت من حضور ملتقى المبدعات العربيات فهل حدث هذا فعلا؟ لا، ليس صحيحا، قمنا بدعوة ريم البنا، وقد كانت بيننا وقدمت مداخلة في الملتقى سنة 2009 ، ما وقع أن ريم لم تكن ملتزمة بالبقاء في سوسة كامل الملتقى بحكم علاقاتها الواسعة، وأعترف بأننا تعرضنا لمضايقات بسبب مساندتها لإعتصام قام به طلبة في مقر الإتحاد العام لطلبة تونس، وقتها اتصلت بي السلط الأمنية ... ولكن للأمانة لم تمنع ريم البنا من المشاركة في ملتقى المبدعات العربيات. حسمتم تسمية التظاهرة فأصبحت ملتقى بعد أن كانت مهرجانا للمبدعات العربيات فهل هو مجرد تغيير في التسمية؟ في السابق كانت الصبغة القانونية للملتقى هي «مهرجان» وكانت الهيئة تعين من طرف والي الجهة، كما أن المهرجان كان تحت إشراف وزارة الثقافة التي كان يمكنها التدخل في المواضيع وفي أسماء الضيوف، ولكننا بعد 14 جانفي غيرنا الصبغة القانونية وكونا جمعية أصبحت هي التي تسير الملتقى ويتم اختيارها بالانتخاب ولم نعد ملزمين بأخذ الإذن من أي جهة في اختيار موضوع ما أو دعوة ضيف دون غيره. هل مازلتم تخضعون لإشراف وزارة الثقافة؟ نحن نتصرف بكامل الحرية في اختيار المواضيع والضيوف، ولكن وزارة الثقافة لم تتخل عن الملتقى وظلت سنده الأول ماديا على مستوى الوزارة مركزيا وخاصة على مستوى مندوبية الثقافة بسوسة وهي فرصة لأشكر وقفة مندوب الثقافة بسوسة الأستاذ الشاذلي العزابو معنا ، ولولا هذا الدعم لما أمكنا تنظيم المهرجان، نقول هذا من باب الاعتراف ولنلفت الانتباه إلى أن التظاهرة مهددة بالاندثار إن لم تتضافر الجهود لدعمها حتى تستمر لأن ملتقى المبدعات العربيات بات في تقديرنا جزءا من هوية سوسة الثقافية وهو فرصة للتعريف بتونس وبمدينة سوسة خاصة كوجهة سياحية متميزة. هل هناك جهات أخرى قامت بدعمكم؟ تلقينا إلى حد الآن وعودا من وزارة المرأة التي عبرت عن استعدادها مشكورة لمساعدة الملتقى، وكذلك ولاية سوسة التي ردت العام المنقضي بالسلب على مراسلاتنا، لكن يبدو أن المؤشرات إيجابية هذه السنة ونتمنى أن تتبلور على أرض الواقع، كما ننتظر ردا إيجابيا من بلدية سوسة التي نعوّل كثيرا على دعمها لأنه لا يعقل أن تتخلى البلدية عن تظاهرة عمرها سبعة عشر عاما تحمل إسم مدينة سوسة، ويهمني أن أنوه بمساندة بعض المؤسسات الخاصة التي آمنت بنا وقدمت دعما نثمنه حتى لو كان بسيطا. هل سبق لوزارة الثقافة أن منعتكم من دعوة شخصية ما؟ ليس سرا أن نجيب بنعم، أتذكر أنه طلب منا سحب الدعوة التي كنا وجهناها لشيرين أبو عاقلة(مراسلة الجزيرة من فلسطين) وكذلك لرتيبة حفني(مصر) وكان علينا أن نتحمل الإحراج ونحن ننفذ التعليمات ولكن لم يكن باليد حيلة... هناك من يرى أنه يمكن الاستغناء عن الملتقى، ماذا سيحدث لو حذف المهرجان؟ وهل تعتقد أن أي تظاهرة ثقافية مهما بلغ شأنها في تونس لا يمكن حذفها؟ لم نصل إلى المرحلة التي ينظر فيها إلى الشأن الثقافي على أنه ضرورة حياتية ... وهذا شيء مؤسف، على كل، نحن نعمل في الجمعية كمتطوعين، لا مصلحة لنا سوى التعريف ببلادنا وبثقافتها والترويج لسوسة كوجهة سياحية فضلا عن توفير فضاء للنقاش بين المبدعين والمبدعات العربيات وعلى الرغم من ضيق ذات اليد فقد جهزنا كتابا يتضمن مداخلات الدورة الماضية وسنقوم بتوزيعه خلال هذه الدورة. لماذا تغيب فلسطين عن هذه الدورة؟ يعلم أصدقاء الملتقى أننا ندعو بشكل منتظم مبدعات من فلسطين ولكن رغبتنا في التفتح على كل البلدان العربية تجعلنا نضحي أحيانا ببلد من البلدان العربية التي يهمنا حضورها جميعا ولكن ظروف الملتقى المادية لا تسمح بذلك، وتلاحظون أننا دعونا هذه السنة ضيفات من العراق ومن البحرين ومن سوريا ولبنان والإمارات... لماذا لا تعلنون عن موضوع الدورة القادمة في نهاية هذه الدورة؟ ذلك هو أملنا، نحن نخصص الجلسة الختامية لتقييم الدورة المنتهية ولاقتراح موضوع الدورة القادمة لأننا لا نريد أن يكون القرار قرار الهيئة المديرة منفردة، نريده ان يكون قرارا جماعيا. هل قدر الملتقى أن يظل عربيا؟ لا أخفي عليك، هذا الموضوع يشغلنا وهناك اقتراحات داخل الهيئة بجعل المهرجان متوسطيا ولكن هذه الخطوة تتطلب إمكانيات أكبر ولا نريد أن يكون قرارنا قفزا في المجهول ... الفكرة موجودة كما أن البعض يدافع عن هوية الملتقى وخصوصيته بإعتباره موجها للمبدعات العربيات. أيهما اصعب أن تكوني مديرة قبل الثورة او بعدها؟ الصعوبات موجودة قبل الثورة وبعدها، وإن تغير نوعها... ما هي رسالتك في ختام الحوار؟ أن لا ننسى أن الثقافة هي عماد تطور أي مجتمع ولا بد من الحفاظ على مكاسب المرأة التي تظل في حاجة إلى التطوير في مناخ أوسع من الحرية ، وقبل ان نتحدث عن مسار ديمقراطي علينا أن نتحلى بالوطنية وبالشعور بأننا مواطنون، وعلينا ان نعمل من اجل تنمية ثقافية مستدامة، فلا ديمقراطية في غياب الشعور بالمواطنة وممارستها، «بعدها الانتقال الديمقراطي يجي بطبيعتو» ...