تستعد جربة لاستقبال يهود «الغريبة» الذين بدأوا في التوافد على الجزيرة وسط تعزيزات عسكرية وأمنية كبيرة تأمينا لاحتفالاتهم السنوية الدينية وتحسبا لأي طارئ قد يطرأ. وقد أكد حاييم بيتان كبير أحبار اليهود ل»التونسية» أن «عدد المشاركين مازال دون المأمول قائلا «لا أستطيع حصر عدد الزوار لهذا العام لأن توافدهم دائما مرتبط بالوضع الأمني للبلاد كما أن بعض الزوار أصبح يحبذ القدوم إلى جربة في ما يسمى ب«اليوم الكبير» أي اليوم الأخير من موسم الحج». واستبعد حاييم وجود تخوفات لدى الطائفة اليهودية مؤكدا أنه طمأن الكثير منهم بشأن هدوء واستقرار الوضع الأمني في البلاد مشيرا الى أن «تطمينات الحكومة وحرصها على توفير الأمن من خلال نشر تعزيزات أمنية هامة بالمكان وتركيز العديد من الدوريات الأمنية، التي تعمل ليلا نهارا دون انقطاع الأمر بدد كل المخاوف لدى الزوار والمنظمين». وقال كبير الأحبار ان وزير السياحة جمال قمرة سيشرف على افتتاح موسم الحج «الغريبة» الذي تنطلق فعالياته هذا العام بعد غد لتتواصل على مدى ثلاثة أيام مشيرا إلى أنه تم توجيه الدعوة الى كل من سفير فرنسا وألمانيا وانقلترا وكندا وأمريكا بتونس لمشاركة الجالية اليهودية في موسم الحج بالغريبة هذه السنة . وحول الاستعدادات، أكد حاييم أنه « تم استكمال الاستعداد لموسم الحج اليهودي إلى كنيس الغريبة والانتهاء من الإجراءات كلها المتعلقة بالنزل والإقامة والاستعدادات الأمنية حيث تم تخصيص نزل «جربة منزل» لاستقبال الزائرين مع التنصيص على وضع رزنامة خاصة بالمأكولات المطلوبة التي يحبذها الزوار الى جانب بعض الامتيازات الأخرى لضمان راحتهم.» وحسب شهود عيان، شهدت مدينة جربة، خلال الأيام الماضية، حضورا أمنيا مكثفا لتأمين الاحتفال الديني السنوي للطائفة اليهودية حيث انتشرت تعزيزات أمنية عند مدخل الجزيرة، وفي محيط مناطق «الحارة الكبيرة»، و»الحارة الصغيرة»، و»الرياض»، حيث توجد كنيسة «الغريبة». ويتوقع مسؤولون في القطاع السياحي أن يرتفع عدد المشاركين في احتفالات هذا العام مقارنة بالعام الماضي حيث أكد وزير السياحة جمال قمرة، أمس خلال مؤتمر صحفي، أنّ عدد الحجاج اليهود المنتظر وصولهم للغريبة بجزيرة جربة سيناهز 1000 حاج قادمين من عدة دول أوروبية بالإضافة إلى اليهود التونسيين مشيرا أن السلطات الأمنية اتخذت جميع التدابير اللازمة لإنجاح موسم حجّ اليهود. لكن هذا الرقم يبقى، في نظر المسؤولين، دون المأمول مقارنة بالسنوات الماضية حيث كانت هذه الاحتفالات تستقطب أكثر من 7 ألاف يهودي، غير أن هذا العدد تقلص كثيرا بعد الثورة وتم إلغاء احتفالات العام 2011، فيما تمت احتفالات العام الماضي ولكن بمشاركة عدد ضئيل من اليهود من خارج تونس، حيث لم يتجاوز عددهم ال500 شخص. ويطلق أفراد الجالية اليهودية في تونس على هذه الاحتفالات اسم «الحج»، وهو يبدأ عادة في اليوم ال33 من الفصح اليهودي، حيث يتضمن إقامة الصلوات وإشعال الشموع داخل الكنيسة، بالإضافة إلى ذبح الخرفان كقرابين. يذكر أن كنيسة الغريبة تعرضت في 11 أفريل 2002 إلى هجوم بشاحنة محملة بالمتفجرات انفجرت أمام بوابتها، وهو ما أسفر عن مقتل 21 معظمهم ألمان، وقد نسبت العملية إلى تنظيم القاعدة. ويعود تاريخ إنشاء المعبد إلى عام 566 قبل الميلاد، وهو أقدم كنيس يهودي في أفريقيا، كما تعتبر جربة من المناطق السياحية المهمة في تونس، وهي موطن لأكثر من 1600 يهودي تونسي من أصل ثلاثة آلاف يعيشون في البلاد.