بغداد (وكالات) تصدت أمس مضادات جوية تابعة لقوات «البشمركة» الكردية لمروحيات تابعة للجيش العراقي حاولت قصف ساحة يعتصم فيها آلاف المتظاهرين في كركوك ، في حين قتل 12 شخصا في اشتباكات بين عشائر عراقية وقوات الجيش في مناطق متفرقة اندلعت على خلفية اقتحام قوات الأمن لساحة اعتصام في الحويجة اول أمس وقتل العشرات من المتظاهرين. واختار رئيس الوزراء نوري المالكي استخدام القوة لفض الاعتصامات بعد أشهر من خروج مظاهرات في المحافظات السنية تطالب بإسقاط حكمه الموصوف بالطائفي وهذه المظاهرات التي تحولت لاحقا الى عصيان مدني جزء من الأزمة السياسية في العراق حيث دخل المالكي أيضا في خلافات مع القيادات الكردية التي تحكم شمال البلاد (اقليم كردستان العراق المتمتع بالحكم الذاتي) ومشاكل جدية مع قيادات الأحزاب السياسية في العراق بما فيها الأحزاب الشيعية. وذكرت تقارير إخبارية أمس أن مروحيات أطلقت النار بشكل متقطع في البداية على ساحة الاعتصام في كركوك، قبل أن تتصدى لها مضادات أرضية لقوات «البشمركة» الكردية التابعة لإقليم كردستان . واحتشدت قوات «البشمركة» في المنطقة لمنع أي خرق من جانب الجيش العراقي لاتفاق سابق بتحديد مناطق التواجد في محافظة كركوك المتنازع عليها بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان. ويعد رد القوات الكردية على الجيش العراقي الأول من نوعه منذ تفجر النزاع الكردي العراقي في عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين فيما تجمع المؤشرات الميدانية والتطورات السياسية على أن الوضع مرشح للتصعيد في ظل أزمة قائمة أصلا بين أكراد العراق والحكومة المركزية في بغداد.